أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > الأقسام العامة > قسم الحوار الهادف
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

قسم الحوار الهادف لنناقش هنا آخر الأخبار في هذه الدنيا، ولنحاور بعضنا بعضا حول آخر المستجدات والتطورات بشكل ودي وهادف..

" وما خَلَقْتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبُدُون " الذاريات : 56

قسم الحوار الهادف

إنشاء موضوع جديد   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2013, 13:39   #1
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي " وما خَلَقْتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبُدُون " الذاريات : 56




تحدثتُ فيما سبق - على سبيل المثال لا الحصر - عن النتائج السلبية لتأنيب الضمير ، والتي تؤدي بالفرد منا إلى هوةٍ سحيقةٍ من الإخفاقِ والفشلِ المستمر والمتزايد على المستوى الديني والدنيوي على حدٍ سواء ، واليوم سأحاول جاهدةً إبداء الجانب الآخر - والذي يريده المولى جل وعلا من عبيده البشر بحسب إعتقادي - من وراء الشعور بالذنب وحالة تأنيبِ الضميرِ ، تلك الحالة التي تؤرقنا في الكثير من الأحيان بينما نشق سبيلنا في الحياة الدنيا . بدايةً يجب أن نعلم من الآية السابقة أن الله تعالى لم يخلقنا لنعبث بنفوسنا ونهلكها سعياً وراء صيتٍ أوغنىً ، ولم يُردْ جلَّ جلالُهُ أن نختلق أهدافاً - حتى وإن كانت ثانوية - لوجودنا على الأرض تختلف عن ذلك الهدف ، والدليل على هذا أن الإستثناء الوارد بالآية السابقة دل على القصر " ..... إلا ليعبدون " أي لا لأهدافٍ آخرى طالما هذه الأهداف لا تخدم الغرض الرئيسي والوحيد من وراء عملية الخلق ، ألا وهو العبادة .
قد جرت عادةُ بني آدم على الإخفاق فيما يختص بالعلاقة القُدسية بينهم وبين بارئهم تلك القائمة على التعبُّد والطاعة والصلاة والسلوك المَرْضي لديه ، وذلك لميلنا بطبيعتنا إلى كل ما هو مُدرك ، أي المدركات الحسية التي نستطيع لمسها ورؤيتها والكشف عن ما هيتها ، وعند الإخفاقِ يقوم الضميرُ بعمله الذي خُلِق لأجل تتميمه - وهذا ما حاولت إيضاحه فيما سبق - ولكن لكوننا متباينين في قوانا النفسية تختلف النتيجة أو رد الفعل السلوكي الناتج عن عمل الضمير فينا ، فمنا من يتخذ الإتجاه السلبي منهجاً فينحدر من فشلٍ لآخر وتشمل مظاهرالفشل تلك جُل جوانبه السلوكية ( سلوك نفسي - إجتماعي - ديني ) ، ومنا من يستفيد مِن لسعات سوط الضمير فيقوم بتحويلها لطاقةٍ ينمي بها سلوكياته ليبلغ رضاءَ ربه سبحانه وتعالى ويقدر على تتميم الهدف من خلقه ، لذا نستطيع القول أن الله سبحانه وتعالى لدرايته بضعفنا المُبرح جعل لنا باباً مفتوحاً ومخرجاً من الكبوات التي تعتري نفوسنا الواهنة ، هذا الباب ما يُطلق عليه التوبة .
أولاً : ماهية التوبة .
عند التحدث عن التوبة كمصطلحٍ لغوي فسوف نجد معناها كالتالي " التوبة : الرجوع عن الذنبِ ، وتاب إلى الله يتوبُ توْباً ، وتوبةً ومتابا : أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة ، وتاب الله عليه أي وفَّقَهُ لها ، والله توابٌ : يتوب على عبده " ، أعتقد أن المعنى السابق كافٍ من وجهة نظر اللغويين أمثال واضعه " بن منظور " ، بينما عند البحث من جانبٍ مغاير سنجد أنه لمعرفة معنى التوبة كفعل وجب علينا النظر والبحث والتدقيق في كلام الله عز وجل ، لستُ متخصصةً في مسائل الفقه ولكنني سأُبدي ما فهمته عند بحثي بتلك المسألة وللقارئ التصويب في حال خطأي . قبل التغلغل داخل التفصيلات الدقيقة وجبت التفرقة بين التوبة والندم ، بشكلٍ مبسط تعد التوبة نوعاً من الندم لكنها ترتقي عن الندم بما تشتمله من سلوكيات نفسية وروحيةٍ عميقة الأثر على حياة صاحبها ، فالندم هو شعور بالحزن والأسف على فعلٍ أو سلوك تم بشكلٍ غير مرْضي أو مُشين تسبب في سوء نحو الذات أو الغير أوالإثنين معاً ، إن توقف الفرد عند هذه النقطة ولم يتعداها أو يعالجها بإتخاذ موقفٍ معين يُطلق على هذا ندماً ، لذا تتسع دائرة الندم تلك داخل نفوس ذوي الإكتئاب المرضي ، ويعد سلوكاً سلبياً لو لم يرتقي إلى التوبة ، والتوبة هي ندمٌ يُورِثُ عزماً وقصداً وذلك الندم يُورِثُ العلمَ بأن تكون المعاصي حائلاً بين الإنسان ومحبوبه ( بن قدامة ) ، ومن خلال الوصف سالف الذكر نفهم أن الندم يجب أن يُتبع بالعزم والقصد بترك المعاصي تلك التي تحول بيننا نحن البشر وبين خالقنا له الطاعة والتعبد ، بالطبع نعلم جيداً ماهية تلك الحيلولة وأثرها علينا . قال آخرالتوبة هى البعد عن المذموم إلى الممدوح ، أي أنها ليست مجرد الندم ( شعور وجداني ) بل الندم المتبوع بفعلٍ ( سلوك ) ألا وهو ترك المذموم والسعي لتحقيق الممدوح . بالنظر إلى آياتِ كتاب الله البيِّنات نجد أن التوبة تعدد ذكرها لأهميتها البالغة ، بل والأكثر أن أفرد لها الوحي سورة بأكملها أي أننا نستطيع سماع صوت الله تعالى لنا توبوا فالتوبة هى كل ما تملكون ، ولنا أن نعلم أن هناك شكلان من التوبة بناءً على حال الفرد القائم بها . توبة الآثم المُذنب البعيد كل البعد عن ربه وتوبة العبد المؤمن الذي زلت قدماه خلال سعيه فتلطخ سلوكه بسوء السقطة في ذنبٍ أو ذنوبٍ تُحسبُ عليه ، فللخاطئ الأثيم يقول جل شأنه " وإنِّي لغَفَّارٌ لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ثُمَّ اهتدى " صدق الله العظيم ( سورة طه : 82 ) ، ولعبده المؤمن الذي سقط إلى حين يقول تعالى " يا أيُّها الّذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً " صدق الله العظيم ( سورة التحريم : 8 ) .
قال بن عباس أن التوبة النصوح هى " الندم بالقلب والإستغفار باللسان والإقلاع بالبدن - عن الذنوب بالطبع - مع الإصرار على أن لا يعود " ، والحق أنني أرى أن ذلك المعنى صحيحٌ مائة بالمائة ، فالندم بالقلب فحسب لن يحول دون سقوط الفرد منا ثانيةً وثالثةً ومائة في نفس الحفرة ، بل عندما يحضرني ذلك الندم وجب على فوراً ودون تراخي أو تأجيل الإستغفار أي طلب المغفرة من إلاهي الغفور الرحيم بلساني ، وعليه تأتي المرحلة الهامة " الإقلاع بالبدن " ، والإقلاع بالبدن هو الجزء الجوهري من كيان التوبة النصوح - في إعتقادي - فما الفائدة من طلب المغفرة دون القيام بالمسؤلية المنوطة بي تُجاه غفران الله تعالى لذنوبي ، سيصبح الأمر هنا رياء أو لنقل مجرد توبة باللسان تلك التي هى مكرهة لله جل شأنه فالله لا يهدي القوم الظالمين .
من الأهميةِ بمكانٍ معرفة أسباب سقوط المؤمن بعد توبته أو بعدما آمن واهتدى ، والمعروف لدىّ بخصوص هذا الشأن أنَّ هناك عادات مُسيطرة فهي بعد محاربتها تعود وتظهر ثانيةً عند بُعدنا عن الصلاة والإقتداء بتعاليم قرآن الله تعالى . أي أنه عند وهننا لبُرهةٍ من الوقت وتقاعسنا عن أداء فروضنا وعبادتنا كما يجب تعود عادات الماضي الأليم لتفرض سيطرتها مرةً آخرى على سلوكنا فتلطخه بسواد الذنب وتبعيات السقوط في براثنه ، لذا أطلب منكم اخوتي وأخواتي كما من نفسي أيضاً أن لا نغفل عبادتنا وصلواتنا وقراءة كلام الله تعالى وغير ذلك من دعائم التقوى التي حبانا إياها ربنا ، ليس خلال شهر رمضان فحسب بل كل أيامنا هنا في الحياة الدنيا إلى أن يُسكننا الله جل وعلا فسيح جناته .
ثانياً : سلوكيات مُرتبطة بالتوبة .
من الجدير بالذكرِ أيضاً أنه توجد في القرآن الكريم سلوكيات أُخَر متلازمة مع سلوك التوبة لتدعم صحتها وتؤكد على سريانها وقبولها من قبل الله جل وعلا ، فنرى الآتي
أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ( التوبة : 11 )
أصلحوا ( آل عمران : 89 )
أصلحوا وبيَّنوا ( البقرة : 160 )
أصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم ( النساء : 146 )
اتَّبعوا سبيلك ( غافر : 7 )
والكثير غير ذلك ، أوردتُ السلوكيات السابقة على سبيل المثال لا الحصر لتذكيرنا أن التوبة ليست باللسان فقط أو بالمظهر الكاذب لنيل رضاء الناس ، إنما التوبة سلوك مجهِد له
خُطة يجب أن تُتَّبع ، أي أننا عند توبتنا إلى الله لا نكون مُغَيَّبين بلا وعي ، فالتوبة سلوكٌ واعي نابع من معرفة بطريق الله تعالى ومكافأته لعبيده المُخلصين في الحياة الآخرة ، فهى
مخطط لها مقصودة متبوعة بخطوات وسلوكيات واجبة ، كما أنه لنا أن نعرف أن التوبة واجبة على الفور أي أنه عند علمنا بها وجب علينا إتخاذ القرار بشأنها ، أعزائي يكثُرُ الحديث عن التوبة ومنافعها للنفس والروح والبدن أيضاً حيث إذا صحت النفس صح البدن ، وقد كان هذا الطرح مجرد إنذار من أختٍ مُحبةٍ لجميعكم أي ليس بحثاً مفصَّلاً ، نَبْذَةً من بحثٍ ضخمٍ قد قُمتُ به وأحتفظ به بما حوى من أدق التفاصيل فيما يختص بهذا الشأن موثق بالمراجع التي لجأتُ إليها وفي حال إحتياج أحد اخوتي أو أخواتي له عليه ( ها ) أن يطلب فقط . إلى هنا أعتقد أنني قد أبلغت ما أريد إيصاله علَّنا نسلك فيما يُرضي ربنا سبحانه وتعالى ، ولا نقترف ما يغضبه لكوننا لسنا أهلين لغضبه فهو الجبار المتكبر الذي ما من مفرٍ من عقابه عند العقاب .
أكرر أعزائي أننا لم نُخلق لنعبد الله تعالى خلال شهر رمضان المبارك فحسب ، بل على طول حياتنا قدر ما حيينا ، فليساعدنا ربُّنا على القيام بذلك والله على كل شئٍ قدير .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .
آخر تعديل كان بواسطة رانيا على بتاريخ 11-08-2013 على الساعة: 09:34.
 
 


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:15

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها