ذكريات القلوب وقت الغروب

[اسماء اخزان]

جلست هناك ككل يوم....

فوق تلك

الصخرة التي بجانب البحر


نظرت الى الامواج ...

كانت تتقلب مثل تقلباتك

وتصوت اصواتا مثل صوتك

فذكرني الموج بك ..

...فبكيت من ذكرياتك

نظرت هناك فرايتك بين الامواج .

وعلى خدك دمعة و كانها مصباح

اضاء علي في وقت الغروب هذا

امعنت النظر جيدا فاذا به سراب

وقفت ومشيت...

رايت اسمك مكتوب هناك على الرمال

ومسحته باصابعي و بدمعاتي

التي حاولت استرجاعها وفشلت

كنت حبيبي وما زلت ..

لكن لم يعد بامكاني استرجاعك لانني خطفت

خطفني عقلي الذي فكرت به فاطلعني على سمك

عقلي الذي اظهر لي ذلك الخداع

الذي كان مخبئ وراء تلك الابتسامة

ابتسامة لا تعبر بشيء

سوى اسنان تلمع و ثغر مفتوح....

كل يوم اجلس هنا اتذكرك....و انتظرك ..

لكني اليوم لم اعد انتظرك عزيزي

فلما عدت؟؟

عدت عندما نفد صبري

ورميت وراء ضهري كلمة الانتظار

رايتك هناك بعد كل تلك السنين...

رايتك ورايت كل ذكرياتي معك ومع حبك

كل ذلك العذاب و الاسى

الذي قتلني يوم اكتشفت خداعاتك



بعد كل ذلك الخداع ...

عدت بابتسامتك المزيفة..

عدت وبيدك وردة كلها اشواك حادة كمخالب خداعك

....عدت تعرض علي حبك.......

.....ابدا لن اصدقك

اتظن بعد كل ما فعلته بي سوف اعود اليك........

.......ابدا

لا انكر انني مازلت احبك...

ولهذا انا هنا اتذكر ذكراك....

ولان قلبي مازال يحمل بعض حروف اسمك

وهل تدري ان هذه الاحرف تسببت في تمزيق خلايا ذاتي

وفي تدمير مركب سعادتي

الذي كان يرسي في جانب هذا البحر

والان حين استيقظ عقلي من الغيبوبة

اصبحت لا استخدم قلبي بالتفكير

لكني مازلت احبك بقلبي المصاب وبانفاسي ......

وبامواج هذا البحر

وشعاع وميض الشمس في هذا الغروب

لان حبك هرب من عقلي

التصق بجدار قلبي وانفاسي وبحر ذكراك ...

كي يمتزج مع خداعك و يتسمر امام فكري ........

حاولت ان امزج النسيان مع كل هذه الاحاسيس

لكي اتمكن من التخفيف عن ذاتي

ولكن حبك ياتي ليدخل لاعماقي

بين كل لحظة استنشق فيها هواء هذا البحر

فآتي كل يوم في وقت الغروب الى هنا

كي انزل دموع الندم والشوق على رمال هذا الشاطئ

وكي امزق قلبي بذكرياتك التي آلمتني في لحظة اسعدتني

وكي استرسل تلك اليالي التي سهرتها

وانا انتظر اللحظة التي تعود فيها

لحظات تمنيت فيها لمسات يداك و ابتساماتك

....وفي كل مرة كنت اتخيلك هنا.....

تسبح في هذا البحر

وترتمي على الارض لتحضن رمال هذا الشاطئ

وتجري كي تتلمس برودة الرياح .....

ولكني اجد انها فقط هذه الحجارة الصغيرة

التي اقدف بها في البحر لعلها تطفو ولو لمرة واحدة

لكنها تغوص لتغرق معها رغبتي في التحرر من وهم كبلني كليا

وجعلني اعيش في اسر صخور هذا الشاطئ

وعيناي اسيرتا تلك الشمس

التي طالما ترقبت غروبها

لتعود في اليوم التالي

لتشرق ومعها في قلبي عذاب

ياتي بي كل يوم ساعة غروبها

تجرني رياح ذكرياتك الي هنا

لاقول نفس كلمات الأسى التي قلتها الآن

وازيد عنها نفورا من الحب

واصطداما بواقع حبك

الذي يعيدني لالمي ..

وامشي كعادتي خطوات انكسرت

وملت هذا الطريق

لاستوعب نفس الذكريات

وانزل دموعا اخرى على نفس العذاب

الذي سببه الي نفس الحبيب


لطالما حبيبي تمنيت عودتك لي

مهما كل ما سببته لي من الام

ولكن عندما عدت

وفي وجهك نفس الابتسامة الزائفة

وفي كلامك نفس مراسيم الخداع ..

..فانا ارفض ان اجرح بنفس السكين

ارفض ان اعود اليك

واثار اضافرك ما تزال في قلبي

لا اعني انني توقفت عن حبك

او انني لن اعود الى هذا المكان

كلا.....بل احبك..

وساعود..

ساعود الى هذا المكان و ابكي...

وازيد دموعا اخرى

على هذا البحر كي تكبر امواجه

وتعلو ومعها يعلو حبي

ولكني اسفة فلن اقبل عودتك ....

وان اردت ان تراني او تحسني

فترقب كل مساء

غروب الشمس علي حافة هذه صخور

.....ترقب غروبها وراء البحر

وحينها ربما تعلم ان للقلوب..

ذكريات تسترسلها وقت الغروب


بقلم : اسماء أخزان




تحياتي