|
|
أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل | ||
منتديات الأمل على الفيسبوك
|
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
|
منتديات الأمل على تويتر
|
تابع منتديات الأمل |
قسم القصص لنبدع ولنطلق العنان لأنفسنا في عالم القصة المصطفاة من لب أفكارنا.. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-02-2009, 21:47 | #1 | ||||
|
اللقيط ابن أمه
صهيب شاب أشقر اللون ، ضعيف البنية ، سليط اللسان ، عنيد متهور ، نشأ وسط أسرته معززا مدللا . تسللت فجأة يد المنية لوالده وهو في ريعان حياته . الأب لم يتجاوز عتبة العقد الرابع من عمره . بعد الوفاة الشبيهة بالصاعقة ، استتب الأمر للفتى الغض الطري ، واستبد بتسيير شؤون البيت . حرم أهله وأخته فاطمة بالخصوص من حرية التصرف وحق الاختيار وإمكان العيش الرغيد . ساقه البذخ والترف إلى حياة اللهو والمجون ، فاتخذ بطانة سوء ، وهام على وجهه وراء نزواته . توقعت فاطمة ضياع تركة والدها . وبسبب إلحاحها على انتزاع حقوقها في البيت وفي الحياة هددها مرارا وخيرها بين القتل أو الطرد أو الإذعان . أمه تراقب تصرفه بانزعاج ، وتتحسر على ما آلت إليه أوضاعه ، وانجرفت نحوه طباعه . لم تعد تستأمنه على نفسها ، كما تخشى منه على ابنتها وكل أهلها . تآمر يوما مع بعض خلانه على اختلاس متاع حصين . أنجز السطو خارج سياجه ، على قرية آمنة مستقرة ، فاعترض سبيله أهلها ، وأصابوه إصابات بليغة برأسه ووجهه وكل أطرافه . حمل بسببها إلى المستشفى فاقد الوعي ، غير قادر على الحركة ، دماؤه تنزف من أنفه ورأسه وركبتيه . من قسم الإنعاش خرج الطبيب المعالج يخبر من تحلق حوله من أهله ، بأن الفتى يعاني من كسور في عظام رأسه ، ونزيف داخلي في دماغه . وأنه في حالة حرجة . ولا زال في وضع الإغماء المستمر . ولا يمكن الآن رؤيته إلا من وراء الجدار الزجاجي . وفي اليوم الثاني أكد الطبيب أن الجريح لا زال فاقدا لوعيه . فقاطعته الأم مستفسرة : - هل سيكون مضطرا لإجراء عملية جراحية ؟ - لن نبت في نوع العلاج حتى يسترجع وعيه . وأعتقد أن العملية الجراحية ضرورية بالنسبة لأحواله . - وهل سيطول مكثه بهذا القسم ؟ ومتى ستسمح لنا بزيارته ؟ - لن يغادر القسم حتى يتجاوز حالة الخطر ، قد تمكنا من إيقاف النزيف ، وابتداء من اليوم ،لا بد أن يمكث أحد أقاربه إلى جانبه تحسبا لوقت استرجاع وعيه . اعتاد أهله التجمع بالقرب من سريره نهارا . ينتظرون لحظة خروج روحه . أغلبهم يئس من إمكان بقائه على قيد الحياة . أمه تلازمه ليل نهار ، تحصي أنفاسه ، وتراقب عن كثب مؤشرات الآلات الموصولة برأسه وصدره وبعض أطرافه . مطمئنة بما يحدوها من أمل ، ما دامت شاشات الأجهزة الطبية المرتبطة بجسده لم ترسم منحنيات حادة مثيرة ، وما دامت مصابيحها لم تنبض بأضواء حمراء محذرة . إنها كثيرا ما تلاحظ اضطراب المسعفات ، وسريان أجواء التعبئة بين الأطباء ، لما تنبعث من إحدى الآلات القريبة إشارات ذات لون أحمر مزعج ومهدد . طال مكث الفتى بقسم الإنعاش . بدأ القلق ينتاب نفوس جل أقاربه . في كل ليلة تتطوع إحدى القريبات بالسهر إلى جانب المريض صحبة أمه . وفي الليلة الثانية بعد العشرين ، مكثت مع الأم أختها الصغرى التي تطمئن لها كثيرا ، وتؤمنها على العديد من أسرارها . كالعادة ، أخذا مكانهما بجوار سرير المريض ، يرقبان ملامحه بحزن وحسرة ، ويرثيانه بعبرات مسترسلة ، وآهات مجلجلة في أرجاء القاعة . ويتجاذبان أطراف الحديث ، لمقاومة غلبة النوم ، وتحسس حركة عقارب الساعة المتباطئة . صمتت الأم هنيهة ، ثم التفتت إلى أختها : - إني مؤتمنة على وصية من زوجي المرحوم . ولا أدري كيفية تنفيذها . - تقصدين وصية أب ولديك صهيب وفاطمة ؟ - في الحقيقة إن صهيبا ليس ابنه . صعقت الأخت من مفاجأة الخبر. واتجهت بكل جسدها نحوها : - - هو ابن من إذن ؟ وهل هو ابنك من رجل آخر ؟ - واسترجعت بذاكرتها أنها لم تسمع باقتران أختها برجل غير زوجها الهالك ، ورسمت عدة استفهامات حول الخبر المفاجئ . - شعرت الأم بتوقعات أختها ، فقطعت عليها سلسلة تناسل الاتهامات وقالت : - - صهيب ليس ابني أنا كذلك - - إنه متبنى من المستشفى المركزي . - إحدى المساعدات الاجتماعية هناك طلبت مني تبنيه يوم وضعت ابنتي فاطمة ، لأن أمه طرحته بإحدى القاعات وتخلت عنه بعد ولادته بيومين ، فادعيت - بتنسيق مع زوجي - أنهما توأمان ، وبقي بيننا إلى اليوم . - وقد ساءني كثيرا انحرافه وسوء سلوكه ، وخاصة بعد وفاة زوجي . - أفرغت أختها نفسا عميقا ، نفس الرضا على التصرف ، والارتياح للرد ، والراحة من الوساوس التي اقتحمت عليها مجال تفكيرها ، وقاطعتها قائلة : - - وما هي وصية زوجك ؟ - - أوصاني بضرورة مصارحة الولدين صهيب وفاطمة . - و كم ألححت عليه ليجد مخرجا قانونيا يجبر به خاطر الولد ، ويواسيه ، بوصية أو بيع أو هبة ، ولكنه أبى ، وأصر على أن تصير تركته من بعده لابنته وتنتقل إليها . - ثم نظرت إلى أختها نظرة استعطاف ، وهي تقول : - - أرجو ألا تخبري أحدا بهذا السر . - اتركيني أتصرف بالشكل اللائق وحسب ظروف الفتى الطريح . - عند زيارة الصباح الموالي استبشر الطبيب المعالج خيرا لما لاحظ على المريض مخايل الاسترجاع التدريجي لوعيه . - فأعد الطبيب العدة لإجراء العملية التي استغرقت عدة ساعات وكللت بالنجاح . - وقبل انتهاء مدة النقاهة ، وفي غفلة من الزائرين والعاملين بالمستشفى ، لملم المريض أغراضه . - وودع الجميع همسا . - وانصرف مستعينا بأحد خلانه . - وخلف وراءه فوق السرير رسالة دون فيها عبارة يتيمة بخط عريض : - - " اللقيط ابن أمه غادر ولن يعود " محمد الطيب aminwalid |
||||
13-02-2009, 01:40 | #2 | ||||
|
التوقيع
~~~~~~ بالحبر نكتب ما يعجز عن قوله القلب فكيف بالاحرى اللسان بالنبض نخط احلى واروع احاسيس هذا الزمان بغيتنا ان نصنع جسرا من الاحلام والامال يضيء بكم لتزدهر بساتينه فيضحى الحزن في غياهب النسيان ~ صفاء شوقي ~ |
||||
13-02-2009, 02:03 | #3 | ||||
|
آخر تعديل كان بواسطة سالم العامري بتاريخ 13-02-2009 على الساعة: 02:19.
|
||||
13-02-2009, 08:35 | #4 | ||||
|
التوقيع
[FLASH=http://n61c3a.bay.livefilestore.com/y1pKwu0NmpyQhcU3Ca0CYvR58hKKonMMNiWqTP-KatrLDb-Zr84LwlODu00SNhV4xLbM1OjCntEHWmVm6PLNVeeEw/asmae.swf]width=500 height=200 [/FLASH] اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا آخر تعديل كان بواسطة اسماء اخزان بتاريخ 13-02-2009 على الساعة: 08:52.
|
||||
13-02-2009, 13:52 | #5 | ||||
|
التوقيع
|
||||
14-02-2009, 19:21 | #6 | ||||
|
الاخت الفاضلة |
||||
14-02-2009, 19:25 | #7 | ||||
|
الاخ الفاضل |
||||
14-02-2009, 19:29 | #8 | ||||
|
الاخت الفاضلة |
||||
14-02-2009, 19:38 | #9 | ||||
|
الاخت الفاضلة |
||||
|
|