|
|
أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل | ||
منتديات الأمل على الفيسبوك
|
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
|
منتديات الأمل على تويتر
|
تابع منتديات الأمل |
عبر من الواقع لننسج هنا قصصنا الواقعية التي عايشناها لنفيد بها بعضنا بعضا.. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-12-2008, 08:12 | #1 | ||||
|
سلسلة القصص الواقعية في تحدي المستحيل ... المغامر المنسي ... الفصل الرابع
عرفنا في الفصل الماضي قصة مختصرة لماساة مريم , الشابة المثقفة التي وجدت نفسها نتيجة طموح داخلي قوي في مهب قانون قبلي لا يرحم
و عرفنا أن حل مشكلتها يستدعي الخروج من الأدغال نحو المدينة لذلك عمل علي و صديقة لمساعدتها في هذا الأمر .... و بعد أن عرفا أن زوجها معها في زيارة التسوق هذه بيتا أمرا لمساعدة ابنة البلد , أعد علي عدة العملية و هذه العدة تتمثل في خنجر طويل النصل أخفاه بتأن داخل سترته... وبقي يراقبان مريم من بعيد حتى جاء الزوج و بإشارة خفية من الزوجة تاكدا من انه زوجها و ليس قريبا له , و استعدادا للرجوع نحو القبيلة كان يحملان هذه البضاعة من هنا و الأخرى من هناك , و في منعرج خفي لم يفق الزوج الا و الخنجر على نحره تماما و كان علي يطوق به تماما معلمه أن أي حركة أو صيحة مهما كان نوعها سيكون رأسه ضريبتها المباشرة و أن كل ما عليه هو السير معهما بصمت و كان الأمر كذلك , و في مكان منزو من الغابة , كان الزوج يرتعد خوفا على حياته , و كما ذكرت لكم سابقا كان علي قوي البنية بشكل كبير مع طول في القامة و هذا يجعل منه شخصا مهابا أعلمه على أنه ابن عم مريم و الآخر كذلك , و عرفا قصتها كلها و العذاب الذي تعيش فيه , و الكذبة الكبيرة التي مارسها حتى وقعت ضحيته , و الآن جاء وقت الإنتقام و طلب منه علي إن كان يريد أن يوصي بشيء الى زوجته , لأن حياته توقفت عند هذه اللحظة عندها اكتشف الصديقان الجبن الكبير الذي اتصف به الزوج , فهو لو قاوم في البداية حتى بصيحة لكانت النهاية الحتمية لهما , و بعد أن نجحت خطة اختطافه كان يتذرع بكل ما حفظه من كلمات فرنسية تستدعي الشفقة لحالته , أخبره علي أن مريم تحبه و لا تستطيع فراقه و لكن هنالك شرط واحد لبقائه حيا هو نقلتها الى المدينة و مفارقة الأدغال نهائيا أقسم لهما بالله و الرسول و كل الأنبياء أن يحقق مطلبها إذا تركاه يعيش , المهم أن يبقى حيا و تركاه بعد أن اقتنع بشكل قاطع أن الجماعة صادقة في تهديدها و أن حياته اصبحت مهددة فعلا , و وعداه بالزيارة المتكررة لمريم و أن والدها سيرسل له قتلة محترفين للقضاء عليه إن لم يعالج الأمر و المفاجأة كانت اسرع من المتوقع , إذ لم يمض يوم واحد الا و كانت مريم و أطفالها في شقة محترمة في قلب العاصمة , و الزوج يعمل و يعود فرحا باطفاله و حياته الجديدة , و التقى علي بمريم في آخر مرة و أعلمته أن حالها تحسنت لدرجة كبيرة و مهمة مساعدتها انتهت هنا لأنها سوف تعرف كيف تدبر أمرها بعد ذلك , فسوف تدعي محبة زوجها و محبة البلد حتى يطمئن زوجها لذلك و سوف تعمل بما تستطيع و لن يفيق الزوج الا و تكون هي و أطفالها في قلب بنزرت و عرف علي حدة تحديها و أن التجربة التي مرت بها لم تضع هدرا و أنها خلقت منها امرأة ناضجة و صعبة المراس عوض الفتاة المدللة التي ولدت و ملعقة الذهب في فمها , و أنها لما تعود سوف تعرف كيف تصالح عائلتها التي لم تعرف عنها شيئا منذ أكثر من أربع سنوات , و افترق ابناء البلد على أمل الإلتقاء لمعرفة تتمة القصة لو أحياهما الله ,. بعد الإنتهاء من مشكلة مريم كان لابد من الرجوع الى واقعهما , واقعهما المزري الذي يتطلب المساعدة كذلك و المال لذي بقي بالكاد يكفي لأيام قليلة و خلال يوم أو يومين بعدها , تمكن البشير من اجراء مكالمة سريعة مع ابن عمه بفرنسا الذي يعرف قصته و رحلته و نجحت المكالمة و حققت هدف الصديقان في وعد ابن العم بالمساعدة , و في اليوم الموالي وصلته حوالة تحمل بعض المال بالكاد يكفي لسفر واحد و ليس اثنين و قرر البشير تقاسم المبلغ مع علي و لكن علي رفض , قال له : يا أخي , يكفينا من حياة الكلاب هذه , لو بقينا هنا لوصل الأمر بأحدنا إما أن يصبح لصا أو متسولا و أنا لا أريد لي و لا لك هذا المصير , و كانت لحظة حرجة جدا للبشير فالأمر ليس بسيطا بكل المقاييس , فعلي توأم روحه كما يقولون , و لا يستطيع تركه وحيدا هنا في هذا البحر المتلاطم من الفقر و تبعاته , و اصر على عدم تركه , و لكن علي حزم أمره و أخبره أنه في كل الحالات سيفترق عنه لأنه لو رفض فلن يفق الا و يجده قد اختفى كليا من حياته , و نيامي ليست قرية ليبحث فيها عنه , و أعلمه أنه باستطاعته تدبر أمره حتى و لو كان بالقوة , و هذه لا تنقصه , مع شجاعة كبرى يمتاز بها بعد يومين من النقاشات الحادة و الغاضبة اتفق الأمر ليكون كما أراد علي , يسافر البشير لوحده على أن يتصل به لاحقا ليساعده من بعيد , و أتفقا على أن لا يرسل أي مال الا بعد التفاهم بالهاتف لأن الأمور لا يعرف أحد كيف تصير , و الأمر في المبيت الجامعي أصبح على كف عفريب و قد تتفجر الأوضاع في كل لحظة و كان فراقا صعبا جدا على الصديقين , و لكنه كان فراقا لا بد منه , فضياع واحد خير من ضياع اثنين , و سافر البشير في أول فرصة , على أمل أن يتصل به حالما يصل مباشرة و كان علي متاكدا أن هذا لم و لن يحصل لأنه و بحكم التجربة يعرف استحالة ذلك و لكن كان يطمح الى إنقاذ صديقه و هو يعرف أنه اقل منه تحملا للجوع و المتاعب , أما هو فقد تعود حياة المكابدة و المشاكل و المصاعب و سوف يصمد لأقصى الحدود المتاحة ,. عندما بقي وحده , احس علي بالغربة الحقيقية , كانت غربة غريبة في بلاد غريبة فهو فقير معدم في بلد أفقر من الفقر , و في أجواء لا تبشر بأي خير , العمل غير متوفر ليعول نفسه , المال غير موجود ليعود , حاول كم من مرة التنقل مجانا في سيارات خاصة و كان الأمر صعبا جدا على سائق أي سيارة , فالفقر و المجاعة لم تترك شيئا سواء من الغذاء وصولا للثقة بالغرباء , كان من سابع المستحيل أن يثق فيك شخص لينقلك معه الى مكان بعيد , و الحالات التي وقعت سدت هذا الباب نهائيا , فكم من شخص قتل و بيعت سيارته لسد رمق العيش , لذلك استحال هذا الأمر , و لم يبق أمل : إما التسول أو السرقة أو الموت جوعا ... أو تنفيذ الخطوة الخطيرة من رحلة تحدي المستحيل و قرر تنفيذها , و لم يقف عند القرار و لكن بدأها فعلا مدشنا رحلة أبطالها يعدون على الأصابع او لم تترك لهم أصابع اصلا ليعدوها ... ما هي هذه الخطوة الخطيرة من رحلة تحدي المستحيل ؟ و ما أطوارها ؟ و الى ماذا انتهت ؟ كل ذلك تطالعونه في الفصل القادم إن شاء الله آخر تعديل كان بواسطة المهدي عبيد بتاريخ 14-12-2008 على الساعة: 08:15.
|
||||
|
|