ظننت أنها الرسالة الأخيرة!

[رفيق الأمل]

كتبت هذه الرسالة حين ظننت أن الحب الذي بيني وبين أمل قد انتهى، وكان ذلك بسبب بعض المشاكل التي حصلت بيننا..

الرسالة الأخيرة

لم أتوقع أن تُرفع إلى الأمل

لي الله من بائس مسكين، فقد ذبلت زهرة حياتي قبل أن تنفتح، ودبّت إليّ الشيخوخة وأنا لا أزال في ريعان الشباب، وانطفأ ما كان مشتعلاً في قلبي من الهمة وفي رأسي من الذكاء، وفي جسمي من القوة، وانقطع ما كان موصولاً بيني وبين الناس جميعاً، ولم يكن باقياً لي في العالم سواك، ثم انقضى ما كان بيني وبينك، فأي أرب لي في العيش من بعد ذلك؟!

أتدرين يا أمل أني لم أؤثر الحياة على الموت وقد كان الموت أهون عليّ مما أكابده؟ لأني لست على يقين مما بعده، وأخشى إن حلّ بي أن ينتزع مني ذكرى تلك الأيام الجميلة التي تمتعت فيها بحبك وعطفك وبحلاوة الأمل فيك، والتي هي كل ما بقي في يدي بعد الذي كان.

إنك سلبتني سعادتي يا أمل، ولكنك لم تعطني شيئاً بدلاً منها أعيش به، بل تركتني وشأني كما يترك المسافر رفيقه الجريح الظامىء في الصحراء المحرقة المقفرة التي لا ظل فيها ولا ماء، وينجو بنفسه غير مبالٍ بما تصنعه المقادير برفيقه من بعده، فما أقساك، وما أبعد الرحمة من قلبك!

ماذا تقترحين عليّ يا أمل، وأية ذخيرة من ذخائر الأرض أو كنز من كنوز السماء تحبين أن أضعه بين يديك؟ أتريدين قصراً من المرمر الأبيض، أم صناديقاً مملوءة باللؤلؤ والمرجان، أم حلة منسوجة من أشعة الشمس، أم تاجاً مرصعاً فاق جماله جمال تيجان الملوك والأسياد؟، لقد أصبح ذلك كله لك، وليس بينك وبينه إن أردته إلاّ أن تعيدي إلى قلبي الأمل التي سلبتنيه فأصبح أقوى الناس جميعاً وأقدرهم على جلب رغباتك وتحقيق أمنياتك.

إني أناديك في اليوم مائة مرة يا أمل صارخاً مستغيثاً، باكياً منتحباً، لا أهدأ ولا أستريح، وأنت لاهية عني بشأنك الجديد الذي استحدثته لنفسك، لا تسمعين ندائي، وما أعلم أني أذنبت إليك في حياتي ذنباً واحداً تأخذينني به، بل أعلم أني اقترفت جميع الذنوب والآثام من أجلك.

إن كنت مررت مرة في حياتك بامرأة جاثية على قبر زوجها تندبه وتبكيه أحر بكاء لأنها كانت تحبه حباً جماً، ولأنه تركها في ريعان شبابها فقيرة معدمة، وترك لها أطفالاً صغاراً لا حول لهم في الحياة ولا قوة، فحزِنت لحزنها، وبكيت لبكائها.

أو رأيت في طريقك فتاة فقيرة هائمة على وجهها تبكي وتنتحب، وتسأل الذاهبين والراجعين أن يمنحوها درهماً واحداً تشتري به دواء لأخيها الصغير المريض الذي لا سند له غيرها، فساعدتها، وأعطيتها درهمين عوضاَ عن درهم واحد، ومن ثم حزنت لحزنها، وأشفقت عليها.

أو سمعت بقصة ذلك الشيخ المسكين الذي دخل عليه الجند منزله، وهو بجانب زوجته المحتضرة وابنته المريضة ليأخذوه إلى السجن لأنه كان قد سرق من أجلهما رغيفاً يسد به جوعهما، فطلب من الجند أن يمهلوه ساعة واحدة حتى يرى ما يصنع القدر بزوجته، فأبو ذلك عليه فعظمت عليه النازلة فذهبت بعقله، فأخذه الجند إلى مصحة المجانين بدلاً من السجن.

أو قرأت قصة تلك المرأة التي رآها الناس في إحدى الطرقات جالسة أمام بيتها، وفي حجرها كتلة لحم حمراء، وبين يديها قدر، فلما اقتربوا منها هالهم أن رأوا في يدها سكيناً مملوءة بالدم، ورأوا قدماً بارزةً من القدر، فعلموا أن الجوع أفقدها عقلها، وأن هذه الكتلة الحمراء التي في حجرها إنما هي رضيعها الذي ذبحته لتأكله.

إن كنت سمعت بخبر هؤلاء المنكوبين، وسمعت أنين المعذبين في السجون وضحك المجانين في مصحاتهم، وصراخ المرضى في المستشفيات، فأشفقت عليهم، فاعلمي أنني أشقى من هؤلاء جميعاً، وأنني أولى منهم برحمتك وإشفاقك وعطفك وحنانك.

لم تبق فيّ بقية تحتمل أكثر مما احتملت، وربما لا أستطيع أن أكتب إليك غير هذا الكتاب فقد بلغ بي الضعف منتهاه، وأظلم بصري فما أكاد أبصر شيئاً. فالوداع يا أمل وداع الحياة إن كان لا يزال في الأجل بقية، أو وداع الموت إن كانت الأخرى.

بقلمي: زيد تركي أبو ربيع

[شادية محمد]

رفيق الأمل

قصة نثرية حزينة

وداع

لكنك سردتها بطريقة مشوقة

دمت مبدعا

[رفيق الأمل]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاعرة البحر

رفيق الأمل

قصة نثرية حزينة

وداع

لكنك سردتها بطريقة مشوقة

دمت مبدعا

شرفتني قراءتك لقصتي أختي العزيزة "شـــــــــاعرة البــــــــــــحــــــــــر"

أشكرك على المرور

[اسماء اخزان]

يا الاهي ما كل هذا البركان من المشاعر؟!

أهناك رجلا يعشق لهذا الحد؟

أخي رفيق الأمل..أيها العاشق الاسطوري

لطفا بنا يا أخي..قيس عاد ليعشق من جديد ليلاه

كل الحب والعشق وجدته مرصوصا على السطور

كلماتك تجعل أقلامنا تقف مذهولة عاجزة عن كتابة شيء بعد كل هذا الحب

الف وردة لقلبك العاشق اخي رفيق

تحياتي

[رفيق الأمل]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماء اخزان

يا الاهي ما كل هذا البركان من المشاعر؟!

أهناك رجلا يعشق لهذا الحد؟

أخي رفيق الأمل..أيها العاشق الاسطوري

لطفا بنا يا أخي..قيس عاد ليعشق من جديد ليلاه

كل الحب والعشق وجدته مرصوصا على السطور

كلماتك تجعل أقلامنا تقف مذهولة عاجزة عن كتابة شيء بعد كل هذا الحب

الف وردة لقلبك العاشق اخي رفيق

تحياتي

لقد أخجلتني بردك يا أسماء،، وأنا لست سوى شخص عادي ولن أصل إلى مستوى قيس وعنتره، ولكن شدة حبي لأمل ومرارة البعد عنها جعلني أكتب بطريقة فاجئتني أنا قبل الكل، فلم أكن أعلم أني أستطيع الكتابة بهذا الشكل المقبول والجميل نوعاً ما،،وأنا لا أحب أن أفتخر بنفسي كثيراً لأني أدرك أن سبب إبداعي هو أمل، ولو لم تكن أمل في حياتي لما استطعت أن أدوّن هذه الخواطر والرسائل،،،أشكرك أختي العزيزة أسماء على تواصلك،،ويشرفني اطلاعك على كتاباتي، وأتمنى أن تبقين تردين علي لأن ردك يبعث فيّ الأمل من جديد ويجعلني أحب هذا المنتدى بمن فيه..