|
|
أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل | ||
منتديات الأمل على الفيسبوك
|
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
|
منتديات الأمل على تويتر
|
تابع منتديات الأمل |
واحة الكلمة العذبة لنجعل لكلماتنا سحرا لا يقاوم، ولنسبح في عالم العبارات اللامحدود لنغوص في قلوب الغير ونشاركهم همساتنا.. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-10-2010, 05:54 | #1 | ||||
|
القولبة والشعر الحديث
يعيب الكثيرون على الشعر الحديث بأنه يخلو من القيمة الشعرية ، بل يذهب البعض متجنيا عليه بأنه لا يمتاز عن النثر في نعوته للأحداث والحوادث والأزمنة ، والكثير من العيوب وملامح النقص المفترى بها على هذا اللون - العبقري في نظري - من ألوان الشعر . ان هذه العيوب وغيرها لا مكان لها من الصحة ، فالشعر الحديث يرقى فوق مناهج نقدهم متحررا من أنماط قد وضعت من قبل الأسلاف ، عندما وددت أن أكتب لم أجد عنوانا لموضوعي البسيط أنسب من مصطلح " القولبة " ، وهى عملية هندسية يتم فيها وضع الخرسانة في قوالب معينة لها أبعادها المقننة لتخرج بذلك على شكل أعمدة أو أسطح أو غير ذلك ، وفي موضوعنا هذا أردت استخدامها بمعنى التنميط والنمذجة ، أي أنه بالنظر الى الثائرين على الشعر الحر ، نجد أنهم ينتقدونه - في جهل منهم - لتحرره من نماذج أو قوالب قد اعتادوا عليها سلفا ، ويدعونه ظاهرة غافلين بذلك أنه تطور وجب على الشاعر ، ليطلق لمشاعره العنان وتتنوع أوصافه وتفوق حدود عدد من الأوزان . أنا لا أناصر بهذا الشعر الدارج وان كان له عذره بأنه مقدم للعامة ، ولكنني أتكلم فقط عن القصائد العربية الفصحى . نجد في الشعر الحر مزايا لم ولن تتوافر في الشعر المقفي ، وأخص بالذكر ثلاثة منها أول وأهم هذه المزايا هو أن التجديد في بنية القصيدة ومحتواها لم يكن وليد طفرة وانما جاء انطلاقا من معايشة الشعراء لأنماط شعرية سابقة ، وتدرجهم في التجربة الابداعية الى شكل رأوا فيه تعبيرا حقيقيا عن رؤاهم وما يريدون قوله للناس ، بينما كان الأقدمون يصيغون رؤيتهم تبعا لأوزان متفق عليها وهم بذلك قد قيدوا أنفسهم قبل أن يقيدوا القارئ بنمط موحّد يشمل مواضيعا مختلفة مما يصيبه بالملالة والعزوف عن قراءة الشعر . تتمثل الميزة الثانية للشعر الحر في تنوع الموضوعات التي يتناولها الشاعر ، ليس في مجموعة واحدة ولا في ديوان واحد بل في قصيدة واحدة ، وأسوق قصيدة " رجل " للشاعر عبدالله السيد شرف كمثال - صدرت في ديوان له بعنوان " مملكتان " - ويقوم الشاعر فيها بشئ من التناص مع قصة العبد الصالح كما وردت في سورة الكهف ، وتتنوع موضوعات هذه القصيدة وأحداثها كما الطابع الغالب على الديوان ككل ، يقول فيها : رجل يرتقي صهوة الماء تندى الحروف على أصغريه على الماء يمشي بثوب التوله تجتاحه رغبة للرحيل وقلت له : فاتخذني رفيقا ، أصافيك ... أدخل من راحتيك الى مبتغاي قال : هل تستطيع ؟ وتتماشى القصيدة كلها مع هذا النسق الجميل والمعبر بطريقة متقنة تدلل على نقاء موهبة الشاعر . وثالث وآخر ميزة سأتكلم عنها ، هى أن الشعر الحر يتسم بالسلاسة في التعبير ، فلا يلزم على الشاعر استخدام مصطلحات معقدة مفاهيمها ، ولا يلزم على القارئ استخدام الكثير من المعاجم لقراءة قصيدة ما . بل ان القصيدة الحديثة تحافظ على الكيان اللغوي وبساطة التعبير في آن واحد ، ولنرى معا بيان التعبير وبساطته في " بقايا امرأة " - من ديوان " وللأشواق عودة " - للشاعر فاروق جويدة : وقفت تحدّق في الطريق وخلف عينيها جراح اليأس تعصف بالبريق ... وعبيرها يتوسد النسمات محمولا كأشلاء الغريق والشمس تترك للضياع ثيابها ويغوص منها السحر في بحر سحيق الى آخر القصيدة ، أخيرا أود القول بأنه لم تكن سطور قليلة لتفي بهذه المهمة الكبيرة ، ألا وهى وصف المميزات المتضمنة في الشعر الحديث ، ولكنها تحتاج الى سنوات من الحوار ، وكما قلت سابقا بأننا لن نستطيع نقد شئ حديث متطور قياسا على ما هو قديم من القوالب البالية والتي لا تصلح الا لانتقاد أشعار الجاهلية وما يماثلها ، أما الشعر الحديث فقد ارتقى على المفاهيم السائدة واختلف في مضمونه عن مناهج النقد التي ما زالوا يستخدمونها من تاريخي وتأثري وغيرهما الكثير ، ولكن كل من يعشق الحرية والتطور والتعبير دون قيد لن يجد مأربه الا في هذا الضرب المتميز من الشعر ، حيث من خلال أنهاره وحده يستطيع أن ينهل ما يشاء من معان ، وأتمنى من المتخصصين أن يكتبوا باستفاضة لنا عن هذا الشعر المتميز . التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ . أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ . آخر تعديل كان بواسطة رانيا على بتاريخ 11-10-2010 على الساعة: 05:59.
|
||||
|
|