كتاب التخاطر و السحر واليوجا ... قراءة سريعة

[المهدي عبيد]

قراءة هذا الكتاب كانت ضمن النقاش العام الذي طرح من خلال موضوع دورة اليوجا، الكتاب معروف وينشر دائما بالمنتديات العربية ويشكر رافعه ويملأ حقائبا كثيرة من ادعية الخير العميم لروعة الكتاب، والكتاب فعلا رائع ولكنه رائع في المقدرة الكبيرة في التضليل وإخفاء ما لا يمكن إخفاءه، وكم أتاسف عندما أجد إخوة ممتازين ومصلين ويفتخرون برفعهم لمثل هذا الكتاب، الكتاب من سلسلة أغرب من الخيال لراجي عنايت، و يمكنك وضع العنوان في محرك البحث لتعرف مدى شعبية رفعه من طرف الإخوة العرب وهذا يعود لمسألتين لا ثالث لهما: إما أن الرافع لم يقرا الكتاب أصلا وأعجب بالعنوان أو قرأه فعلا ولكن لم يفهم منه شيئا وتبقى المسالة الثالثة والتي لا أريد ذكرها وهي أن الرافع مقتنع بما جاء في الكتاب وتلك البلوى الكبرى.
أنا لا أدعي أني فهمت ولكن حاولت أن أفهم وأقدم ما فهمت لكم، وكلي رغبة في كشف لعبة الوهم القاتل التي تمارس علينا وننشرها ونصفق لها دون أن ندري ..
مع العلم أني لم اختر الكتاب كمثال للحديث عن اليوجا ولكنه طرح من طرف أخ يحاول أن يقنع أن أخذ النافع منها جائز ومفيد فكان هذا الحديث.

جولة قصيرة مع كتاب التخاطر والسحر واليوجا

الكتاب في مجمله و بنسبة 90 في المائة منقولا عن تجارب الدكتوراندريا، عندما قرأت العنوان خلت الكتاب دراسة متأنية لما طرح فيه: التخاطر والسحر واليوجا، ولكن كل ما وجدته هو ذكر وقائع لهذه الاشياء من مصدر مجهول بالنسبة للقارئ و يحمل الكتاب الكثير من الضبابية التي قد لا يتفطن لها واستسمحكم في نقل بعضها.

وهنا يطرح لنا الكاتب تجارب "بوب" وهو اسم مستعار لشخص حقيقي كما يقول ولكن حفاظا على خصوصيته لم يذكر اسمه، وهذه بداية كل طرح لشيء غامض وغير دقيق، ثم نقرأ أن محاولات بوب الناجحة اثبتت صدق تجربته واحتفظوا بهذه المعلومة للآخر.

ثم نجد حديثا عن تحطيم الزمكان، أي المكان والزمان في نفس الوقت وينقلها لنا كحقائق ثابتة رغم ان صاحب التجربة دخلها في البداية بعد استنشاق المادة اللاصقة وهو مخدر يعرفه حتى الاطفال الصغار,

أنت كمسلم أخي العضو الكريم، ما رايكم في هذا الذي تقرأه؟ الم تقتنع أن من توفي فقد انتهى ارتباطه بالدنيا، كلام بسيط ولكنه مغلف ومبهم، تجارب تريد تحطيم الزمن وتغيير الماضي ليكون وفق المستقبل المرجو، هي افلام الخيال العلمي منقولة هنا في هذا الكتاب وكأنها حقائق ثابتة تدوس على العرف والدين والمسلمات الدينية التي نؤمن بها وكل ذلك يقدم و يسوق دون أي شبهة، و تابع معي وسوف تكتشف المزيد وفي كل صفحة يركز الكاتب على صدق التجارب

انظر الى تفسير هذه التجارب

هنا يفسرون مسألة الخروج من الجسد والدخول في أجساد حية أخرى في عالمنا أو في ماضينا، أو مستقبلنا أيضا ويعطون أسماء أخرى للأمور، فما الذي يمكن أن يخرج من الجسد الحي في شكل طاقة غير مدركة، هم يسمونها إسما مركبا ومثيرا وهو " مركز الإدراك المتحرك" وهو كيان عقلي نووي وهو من مكونات الجسد الحي على عكس الجسد الميت الذي يفقد هذا الكيان، ماذا فهمت وارجو انكم طالعتم الكتاب، الكاتب لا يكون صريحا ابدا وهو يدور حول المعنى لهذا الكيان العقلي النووي الذي اسموه " مركز الادراك المتحرك" و نسميه نحن الروح، وقرأت مقالات حول اعمال الدكتور بوهاريش هذا وهو يتعامل مع الروح كشيء قابل للرؤية وقالوا أنه تمكن من وزن الروح و ذلك بمقارنة وزن شخص في حالة خروج من الجسد وونه بعد ذلك.

ودائما يدرج المسألة العلمية اليقينية حول التجارب

نواصل مع الاستاذ الكاتب

رائع جدا، التخاطر الذي مازال وسوف يبقى محل جدل أصبح واضحا علميا

آلاف التجارب قام بها كبار العلماء ... من هم هؤلاء الكبار؟ وما توجههم؟ هل فيهم مسلم واحد مثلا؟

نفس اسطوانة التعميم التي لا تترك للقارئ مجرد الشك في الامر وكأن النتائج مبسوطة على الطاولة وهي ليست سوى تجارب دكتور مهووس بما وراء الطبيعة و شخص يدخل التجربة بعد استنشاق المادة المخدرة، بالطبع تطور بعد ذلك وأصبح يخرج من جسمه دون هذه المادة، ليثبتوا لنا ما نشك فيه و بالتالي تستوي الدائرة و ينتفي الشك.

نصل للجد والمهم في الكتاب، بعد الكثير من اثباتات الكاتب الوهمية تفضلوا الصحيح من الامر ككل وارجو أنكم تفطنتم للأمر

يصبح العقل كلي الوجود، فهمتم هذا المعنى؟ ما دام الكتاب أعجبكم لا اتصور ذلك، تفسير كلي الوجود يطرحه بعد ذلك: يستطيع اختراق حواجز العالم المادي من حولنا،...يتجاوز حدود الزمن، ...ليكشف عن أحداث مادية لم تحدث بعد، او يقفز الى الخلف في الزمان، ليعيد بناء مشاهد طويلة، تحللت واختفت معالمها من الواقع المادي.

من يستطيع فعل هذا؟ هل تجيبون ام أجيب بالنيابة عنكم، هو واحد فقط .... الله سبحانه وتعالى واستغفر الله العظيم.

لاحظوا شيئا مهما، الكاتب عربي والكتاب عربي فلماذا لم يتكلم بما يفهم الناس، ولكن لو قالها بصراحة أن الشخص يصبح في هذه الحالة يعلم الغيب فسوف يسقط كل ما كتب في الحضيض.

" ليكشف عن أحداث مادية لم تحدث بعد..." واضحة كالشمس في واضحة النهار.

موجز لهذا المسمى مركز الادراك المتحرك و تمتعوا بجولة خارج حدود المكان والزمان

و نصل الى اليوجا التي وجعت رؤوسكم بها ليقول

و تكلمنا سابقا حول الرياضي والروحي وهو اعادة اثبات لما قلت سابقا، و الاتحاد مع الاله مثلا هو من أبرز المعاني المضللة وسوف أتحدث عنها أكثر في كتاب الوهم القاتل الثاني "فلسفة اليوجا" الذي يفصل أكثر ما تحدثت عنه في دورة تعلم اليوجا

ومن درجات الترقي في اليوجا يورد الكاتب

ما رأيك؟ فلم ام حقيقة ما تقرأه؟ قد يكون حقيقة فلنواصل، ولكن لماذا أواصل، عوض المواصلة أنتقل بكم الى أواخر الكتاب حيث ان الكاتب مجبر على تقديم التفسير العلمي لما وقع التحدث عنه وهنا ينكشف التلاعب... تفضل

إقرؤوا واخبروني، تيقنوا بانفسكم، كل الاثباتات التي قدمت سابقا تسقط الان في الماء العكر، ليست سوى افتراضات، تماما كافتراضات انقراض الديناصور، ليس لاثباتها فقط ولكن حتى المتابعة صعبة، يا الاهي كيان يوزن ويشاهد ويحدث اصواتا ولا يتمكن العلماء من التعامل معه،كيان يدور في الليل والنهار ويكلم الاحياء ويتجاوز الزمان والمكان و تقيسه الات الطاقة ولا تستطيعون متابعته او رصده، رب العزة قال انها من علمه، فلماذا يلهث اللاهثون، ويكتب الكاتبون.

ويعود الكاتب ليناقض نفسه بأنكم يمكن ان تتابعوا البحث بحد ادنى من المعارف العلمية كالرياضيات العليا والنسبية والكيمياء النووية والعلوم البيولوجية المتطورة، ياي ياي ياي ..مرحى مرحى، ارأيتم الضبابية، من منكم سيحتج بالاثبات، الاستاذ قال لكم انه يمكن ولكن بكل هذه العلوم، والحد الادنى هو المطلوب، امريكا وروسيا و اروبا بصفة عامة ليس لديهم هذا الحد الادنى؟ انا مقتنع انه مجرد كلام فضفاض لغلق الموضوع بنهاية مقنعة، والضبابية تتوضح جلية هنا أيضا

هنا التفسير للحالة موجود ولكن يتطلب ان يكون القارئ متخصصا في الرياضات العليا والفروع المتقدمة من العلوم الطبيعية.

تلاحظون التضارب الحاد في الكلام و هذا التضارب نتيجة عدم وجود المادة العلمية اصلا مما يفقد الكتاب اية مصداقية وكل ما هنالك سرد لحالات مختلفة لأناس عاشوا تجارب غير عادية، او هكذا صورت لنا، وكل ما هنالك ان قام الكاتب بترجمة ما كتبه الدكتور المهتم بالموضوع، وبالتالي أي فرد فيكم يستطيع ان يخرج لنا عشرات الكتب مثل هذا،
فعندما تلتقي المقدرة على الكلام وضبابية الموضوع والدعاية والحاجة الغريزية في اكتشاف هذا العالم المجهول فانها تفرز نوعا من الكتب تجد النجاح الكبير ولكن نتيجتها اصفارا...وللاسف تتبعها اصفارا أخرى الى ما لا نهاية ...

مراجعة موجزة للكتاب، أقر أنها كانت على عجل ولكن حاولت أن أحيط بكل ما طرح فيه ويبقى رأيي مجرد رأي قابلا للخطا ولكنه قابلا للصواب أيضا...

تبقى ملاحظة أخيرة أسوقها، تلاحظون قفزا سريعا على النقاط، وذلك نتيجة حواري مع إخوة لديهم فكرة حول الكتاب وضمن سياق عام لنقاش حول موضوع اليوجا لذلك أستسمحكم في نقل الحديث كما هو وعذري أنكم ستقرؤون الكتاب وتستنبطون الفكرة المقدمة.
تحياتي لكم جميعا إخوتي الكرام الأعزاء