حتَّى موعد الإحتفالْ

[عبير اكوام]

وكأني عدت تائهة في عالم كثرت فيه الأرقام وكثر فيه العد
وكأني لا أجيد الحساب ولا أجيد حساب عمري..
أحملق يمنة ويسرة لأتأكد أن من حولي من بني جنسي وربما هل من بني البشر..
وكأن رحيل أبي وجعل برحيله الجميع موتى في نظري.. وكأن غياب زوجي أمات ما في نفسي وألجم الصمت على مجالسي وخيم الحزن في أعماق قلبي..
لا أعلم من أكون حتى أرى نصفي وأرى نفسي في عينيه... وارى طفولتي في عيني من أكون فلذة كبده...
أعلم أنني لا أجيد رسم إحساسي ووصف معاناتي..
أعلم انني أصبحت ناسية اسمي وحروف كنيتي..
أسير في الطريق وأتفقد المعالم التي غبت عنها طويلا..أسير وارى الأرض عادت ملآ بالحجارة... أرى الناس مثقلون بالأحقاد والقيم البالية..
أرى الجميع من منظور تافه، لأن الجميع عاد في نظري هكذا...
أرى التفاهة في مكان.. في الطرقات بين الأحياء الشعبية وفي أركان المدارس، حتى في الأحاديث والأفعال..أقف أمام محل كبير مليء بالنفيس لا يحركني منه شيئا.. وأرى ما عنده لا قيمة له وارى غيري يتهافتون على كل شئ....
لا أحد أصبح يرسم الابتسامة على فاهي منذ مصطلح الرحيل والغيااب الذي خيم على عالمي.. ولكن كما اخبروني سيكون اللقاء قريب...
أحدق من النافذة وتغيب ذاكرتي في طفولتي الماضية.. مع ابي الحبيب ومع عرائسي كنا عائلة... كما كان في خيالي انذاك..
التفت يمنة ويسرة واسمع اصوات الصغار حينها فقط ترتسم على وجهي وجوارحي ابتسامة غير منطوقة.. يكاد يرقص لها قلبي وأراهم يلعبون بألعاب لم اكن العبها كنت دوما أُوثر التأمل على اللعب الذي كنت أرى نفسي أكبر منه دوما..
أحيانا تغيب عني ملامحي واعود واتفقدها في المرآة.. ويغيب عني اسمي واعود أتصدد في الأنحاء اذْ كان يُنادى...
لا أعلم أأتفاءل أم أتشاءم... ولكني أنا الآن فقط أسرد ما تختلجه أنفاسي..
الى موعد آخر باذن الله سأُعلن فيه وقت الاحتفال..
كُن يا قلبي بخير حتى ذاك الموعد.. .

بقلبي وقلمي: عبير أكوام
‏28‏/05‏/2009

[اسماء اخزان]

وكأنه مكتوب عليّ أن أعيش بين صور من رحلوا
وأشيائهم
أو أنه كُتِب عليّ أن أعيش دور الشوق مدى الحياة
الى من رحلوا..
والى من رحلت عنهم
وحتى الى نفسي
التي لا أراها عاشت الا بضع سنوات
لترحل الى عالم لا أحياء فيه
ربما يكون كلامي لغزا أكثر منه وصف حالة
لكني هكذا
/
آه أيتها العبير
لمستِ الكثير مني هنا
وكأن هذه الكلمات..تصفني
رائعة يا غالية
لك مني ود بلا حد