عُد وَ أَحييي الوعود

[عبير اكوام]

أريدك أن تعود لكي أرتمي في أحضانك ،تتلقفني يداك، وتقبلني شفتاك على جبيني
أريدك أن تعود كي أتأمل ملامح وجهك وأحس بلمسة يديك..
أريدك أن تعود
وأحضر لي معك زجاجة من عطر البنفسج أو التفاح، وخاتما ماسيا يضئ عتمة ليلي، ويشرق مع اشراقة نهاري.
أريدك أن تعود ولا تخبرني بعودتك، حتى أسمع صوتك على هاتفي تخبرني بأنك هنا من أجلي، تخبرني بأنك تكره العودة مع غيري.
أريدك أن تعود كي تزيد اشراقتي، كي تتسع ابتسامتي،كي تُزهر بساتيني وتحمر ورودي خجلا لقدومك..

بالله عليك عُد ولا تطل عذابي، ولا تطل ألمي، ولا تطل ولا تُطل..
أتعلم
أتجمل كل يوم أمام المرآة، أسرح شعري البني ببطء، وأنتظر قدومك ولو خفية ولكن دون جدوى..

أحمل حقيبتي وهاتفي وأتجول بتلك المدينة الغريبة، أتجول بها حتى تتورم قدماي وتقودني بلا وعي الى المنظر المشترك بيننا، الى البحر حيث لا أرى الا صورتك ولا أسمع الا همسك وصوتك، ولا أنتظر الا وعدك وعودتك...
تغيب الشمس عن كبد السماء، وتتجمد المياه التي أمامي ويقشعر بدني ويوقظني صوت هاتفي يعلن بتأخري عن مهجعي..

أصطنع الضحك، أصطنع الابتسامات،أصطنع التجمل أمام الناس، أصطنع لبس اللون التفاحي كي يعكس مزاجي المرتاح،أصبحتُ أصطنع كل شئ..
كنتُ أرسم دوما عالما صغيراً ، أنتَ مالكه وأنا أترقب من بعيد ، أنشُر عبيري وأريج زهوري،وأحرسك كي لا تغيب من جديد...

كنتُ أحلم بشئ تحنُّ له النفوس، يزيد من حبنا، يزيد من سعادتنا ويثبت استقرارنا، لكن كل شئ يعود كما كان..
سخرية الأقدار تعود إلي من جديد !؟!

تركتُ الحال والمحال، تركت كل شئ واختلقت كل الأعذار كي أعود، لكن عودتي جاءت متأخرة، عودتي باءت بالفشل، عودتي أصبحت لا تعني لك شيئا، عودتي كغيبتي فلمَ الهروب، ورغم هذا سأعود فأعذاري انتهت،وصبرهم نفذ وصوتهم علا فأين أنتَ من هذا؟؟
طرقوا الأبواب، وقرعوا الطبول، ورموا بالازهار على عتبة حجرتي، وعطروا ثيابي برائحة الورد والليمون، لكني أبَيت ورفضت، صرختُ وبكيت،فتعالت التساؤلات!، وتعالت الهتفات، وتعالت الصرخات!!
نظروا ونظرت،وتساءلوا ولكن سكت،فلا شاهد على كلامي، ولا دليل لبرهاني، ولا تعلم شئ عن مكاني؟! ولكن مازالت صورتك في ذهني..

دموعي ودموعي تمطر على ارض حبي، ووجنتاي توردتا من جديد، تطفئ حرارة قلبي الصاعدة، وتواسي نفسي الباكية، فليتك تعود وتُحيي الوعود.

ليتك تعود وترد على الجحود.
ليتك تعود وتسكت أنين الورود
ليتك تعود..حتى لا ألجأ إلى القبول والهروب...

بقلمي الباكي : عبير أكوام‏
19/02‏/2009