أحتاج للمساعدة

[أمينة أحمد]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، عمري 22 عاما تعرفت على شاب رائع خلوق متدين، الحمد لله أن تعارفنا لم يخرج عن نطاق الأدب والأخلاق، أحسست معه بشيء رائع أحسه لأول مرة، أحببته وبادلني الإحساس، هو إنسان رائع جدا، أنا أدرس ، دعمني في دراستي وكان يشجعني دائما نجحت هذه السنة بفضله. مؤخرا كنت أحس أنه ليس بخير طلبت منه مرارا أن يرى الطبيب وكنت أظن أنه فقط إرهاق العمل وما ينتج عنه من تعب، ذهب لرؤية الطبيب وبينت النتائج أنه مصاب بسرطان في الدماغ. عندما علم بالأمر أرسل لي رسالة أخبرني فيها أنه مريض ولا يمكن لحياتي معه أن تستمر، أحاول الإتصال به مرارا ولكنه لا يرد، عندما أخبرني بالأمر كانت الصدمة كبيرة، ولكنها مشيئة الله عز وجل وانا أؤمن بذلك. أخبرته أنه بالنسبة لي هذا لن يغير شيئا ، أنا أحببته ومستعدة للتضحية بكل شيء من أجله، هو لا يرد على ما أقول، أنا أعلم أنه شخص رائع، هو يحبني ولذلك لا يريد أن يربط حياتي به، كل ما أريده هو أن أكون بجانبه في هذه الأيام الصعبة، لاني أعتبر أن الحب الحقيقي هو التضحية من أجل من نحب، لا تهمني النتائج. لأني لن أجد السعادة مع شخص غيره، أتمنى من كل قلبي ان يقبل بطابي.
ساءت حالتي ، أحاول تجاوز الأمر، ومازلت أنتظر أن يتصل ويكلمني، أعيش حالة من الحزن لم أحس بها طيلة حياتي. أؤمن بأن الله عز وجل شاء له أن يمر بهذا الإمتحان ولكني أؤمن أيضا أننا نستطيع معا مواجهة الأمر، لأني منذ أن تعرفت عليه قررت أن أكمل حياتي بجانبه وهذا لن يتغير حتى وإن كان مريضا، لا أريد سوى أن أدعمه وأكون بجانبه ولكن صمته يدل على رفضه للأمر
أسألكم إن كنتم مكاني ماذا تفعلون، ما عدت أستطيع النوم ولا الأكل، حتى النوم أصبحت أنا بمهدئ، أنا أحتاج لمن يرشدني إلى الطريق السليم.

[عبد الحفيظ اطويل]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أختي في الله أمينة.
بداية نرحب بك بيننا أختا كريمة ساقتها الظروف إلى بيت الأمل لعل الأمل ينير طريقنا جميعا وسط هذا الخضم من اليأس الذي أصبح يلفنا، فالحياة أختي غالبا ما تسرق منا سويعات الفرح التي نخطفها خطفا، لكن رغم هذا يبقى الأمل في الله كبيرا، فمن كانت له القدرة على تحمل ما قدر له الله سبحانه وتعالى فهو مأجور عليه وما الحياة الدنيا إلا ابتلاء من عند الله فمن صبر فقد فاز.
أختي الكريمة ربما صدمة هذا الإنسان بمصابه جعله يدخل في دوامة من اليأس، فما عليك أختي إلا أن تحاولي مده بالشجاعة التي افتقدها بمجرد علمه بمصابه، فالأمر ليس هينا، لكن الحمد لله فالطب قد تقدم ، فان كان لازال في مراحله الأولى فما عليه إلا أن يواظب على العلاج وإن شاء الله سوف يكون الشفاء من نصيبه، لهذا حاولي أختي أن تمديه بالشجاعة لمواجهة هذا المرض، فالاستسلام للمرض ليس في صالحه، وكلما أسرع في العلاج كان أفضل فالوقت ليس في صالحه. المهم أختي حاولي التحدث إليه بأية وسيلة كانت، المهم أن تقنعيه بالخضوع للعلاج، فاليأس والاستسلام لن يجني من ورائهما إلا الضياع، وهذا ما لا أتمناه له. حاولي أن تشجعيه على الصبر بشتى الوسائل وذكريه أن الصبر عند الابتلاء من شيم المؤمن، إن شاء الله سوف يكون من المأجورين فلا مرد لقضاء الله إلا بالصبر، فالله يبتلي من عباده المؤمنين.
طبعا أختي لعلك لاحظت بأنني قد ركزت على جانب نصحك له رغم علمي بأنه قد أعرض عنك لأنه لا يرى مصلحتك في وجودك معه، لكنني ركزت على هذا الأمر لأن الشفاء والأمل كفيل بإعادة المياه إلى مجاريها بحول الله، أما اليأس فليس سبيلا للحياة ولو من دون مرض.
أمل أختي أن نسمع منك كل الخير مع الدعاء بالشفاء لكل مريض
تحياتي

[أمينة أحمد]

أشكرك على مرورك الطيب يا أخي، في الحقيقة كلامك أعاد إلي الأمل أنه سيعود ويتصل ، أما عن دعمي له فهذا ما أحاول فعله منذ أن عرفت بالأمر فرغم أنني ساءت ولكني أحاول دعمه وأن أكون إلى جانبه ولكن صمته وإعراضه وعدم رده هو الذي يقلقني، هو لا يرد على رسائلي ولكني رغم ذلك أكتب له كل يوم.
أشكرك من كل قلبي وأتمنى بالفعل أن يرد علي.

[عبد الهادي اطويل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلا بك أختي الكريمة أمينة..
قبل أن ابدأ بعرض أفكاري واقتراحاتي عليك بخصوص مشكلتك، أحب أن أنبهك إلى أمر بسيط لكنه مهم، حيث قلت إنك نجحت هذه السنة بفضله، لكن طبعا أنت تعلمين أن نجاحنا في هذه الدنيا إنما بفضل الله، ثم بفضل من يساعدوننا بعد الله عز وجل، وأحسب أنك قصدت ذلك، ولعل العبارات خانتك وحسب في ظل الموقف الذي تمرين به..
ردة هذا الشاب بسبب مرضه رغم ما تبدو عليه من قسوة إنما تعبر عن حبه الصادق لك واهتمامه بمصلحتك، لذلك فضل العزلة وألا يجعل حياتك ترتبط به، لكنه بالمقابل أراه قد أطلق العنان للاستلام والانهزامية وكأن الحياة قد انتهت، وكم من مريض عليل شفاه الله بعدما توكل عليه وأبان العزيمة، وكم من صحيح سليم انقضى أجله فكان أمر الله فيه، ولنا أيام نحياها في هذه الدنيا أسواء مرضنا أم كنا أصحاء، وإنما المرض ابتلاء، فأمر المؤمن كله خير، فإن أصابه خير وشكر الله كان له به خير، وإن أصابه شر فحمد الله وشكر كان له به خير أيضا، وهذا الكلام علمه لنا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام..
أما بالنسبة لك، فعليك أن تعلمي بأنك بإعراضك عن الأكل والنوم إنما تزيدين الأمور تعقيدا، ولن تحلي أي مشكل بل سوف تزيدينه تعقيدا، واعلمي بأن رب العزة لو أنه أتاح لنا رؤية مصيرنا لما اخترنا غير المصير الذي نحن فيه، فربنا جل في علاه دوما يختار لنا الأفضل، وهو ما يجب أن نقتنع به، فالخير فيما اختاره الله دائما وأبدا، لذلك عليك وعليه أيضا أن يتشبع بهذه الأفكار والعقائد، لأنها تحول الحياة نعيما بعدما يجعلنا اليأس نراها جحيما..
أعرف صديقا لي أخبرني أن أحد معارفه كان قد أصيب بمرض السيدا، وأغلب الظن أنه أصيب به من حيث لا يدري (إما حقنة طبيب إلخ)، لكن الرجل كان مؤمنا، ولم يتذمر وعاش حياته بثبات وعزم، ولعله توكل على الله واستعان بإعانة نفسه بكل ما هو طبيعي، والنتيجة كانت أن شفاه الله من المرض الذي يعلم الجميع أن لا شفاء له، حتى استغرب الأطباء أنفسهم!! لو أن صاحبنا هذا قد دب فيه اليأس هل كان ليحقق ذلك؟؟ لست أظن ذلك..
وكما لا يجب أن ييأس هذا الشاب أيضا عليك أنت ألا تخطئي وتيأسي وتظلمي نفسك، فإن لجسدك عليك حق، وإنما خلقنا في هذه الدنيا لنعبد الله عز وجل، ومهما ابتلينا علينا أن نجعل يقيننا في الله كبيرا، وأن نهتم بأنفسنا وصحتنا كما طلب منا الله عز وجل لنكون أصحاء أشداء متمسكين بدينه غير ظالمين لأنفسنا، حينها فقط يمكن لنا أن نساعد غيرنا، فلا يمكننا أن نساعدهم ونحن أصلا عاجزين عن مساعدة ذواتنا..
أخيرا أقول لك يا أختاه: كوني قوية، واستمري في دعمه حتى يقوى هو أيضا، ولو أمكنه قراءة هذا الموضوع بردوده لكان أفضل، عله يغمض عين اليأس، ويفتح عين الأمل..
أرجو له الشفاء، ولك التوفيق والسعادة بحول الله..
مني لك أرق تحية..

[أمينة أحمد]

لك مني شكر جزيل أخي عبد الهادي على مرورك الطيب،معك حق في ان التعبير خانني، فالفضل يعود أولا وقبل كل شيء لله عز وجل، ومعك حق أيضا بأنني يجب أن أكون قوية حتى أستطيع مساعدته، أتمنى من كل قلبي أن يقبل المساعدة، أشكركم على آرائكم الطيبة التي في الحقيقة تزيدني أملا، وأسألكم الدعاء من أجلي فهو أكثر ما أحتاج إليه وجزاكم الله خيرا