أول منتدى عربي موثق وخال من المنقول


العودة   منتديات الأمل > الأقسام العامة > تدوينتي
  أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل
منتديات الأمل على الفيسبوك
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
منتديات الأمل على تويتر
قوانين الأمل الأوسمة البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة

تدوينتي إذا فكرت يوما بصمت، فاجعل لصمتك صدى ودونه هنا عبر صفحات الأثير لنسمعه منك..

يا إلهي! ما أحلاكم من بشر-دفء الناس-

تدوينتي

إنشاء موضوع جديد   
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-09-2009, 13:12   #1
معلومات العضو
مهند أحمد
أمل قادم
الصورة الرمزية مهند أحمد








مهند أحمد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي يا إلهي! ما أحلاكم من بشر-دفء الناس-




دفء الناس


ـ(يا إلهي! ما أحلاكم من بشر!).

هتفت كرثيلا ـ الأجنبية المولودة من أب إسباني وأم سويسرية ـ وهي تخبرني عن مشاهداتها في جولة داخل أسواق وأحياء دمشق القديمة.في بداية الأمر, ظننت أن صيحتها المعجبة تلك بسبب غبطتها من قدم الحارات ودفئها, وعناق بيوتها كالأحبة, وفوحان دكاكينها الصغيرة بالبهجة والألفة والفوضى الحميمة.. فهذا ـ عادة ـ ما يجذب عين الأجنبي في البلدان العربية, خصوصا الأحياء القديمة في مدنها.

بيد أن ما لفتها كان في جانب آخر, فراحت تحكي بفيض من الغبطة والود عن تفاصيل من حياة الناس, لم تصنع لسائح ولا قصد بها التزيين بل صدرت عن أصحابها بمحض العفوية, واستطاعت عينها التقاطها كآلة تصوير خفية!

حكت عن كبوة حصان يجر عربة محملة بالخضار وكيف هرع المارة إلى مساعدة صاحبها في إنهاض الحصان, ولملمة الخضراوات وتنظيفها بحمية هائلة لكأن كل واحد منهم صاحب العربة! وروت كيف رغبت في شراء بعض المصنوعات اليدوية من الخشب قرب الجامع الأموي, فانذهلت حين علمت أن صاحب الدكان ذهب لقضاء حاجة ما, في حين تمكنت هي من دخول الدكان المفتوحة, ومعاينة المصنوعات بحرية تامة, دون أن تنتبه إلى كرسي القش المقلوب على باب الدكان والذي يعني ـ كما علمت فيما بعد ـ أن صاحب المحل غائب وسيعود بعد قليل! وفاضت الدهشة من عينيها وهي تروي (قصتها) عن بائع الحلويات الذي طلبت منه قطعتين فقط وسألته عن ثمنهما, فكان جوابه أن جمع لها تشكيلة من مختلف الأنواع, وراح يقسم ـ وسط ذهولها ـ بأنه لن يأخذ قرشاً واحداً, بل ويرجوها بود بالغ أن تقبل الهدية! وما كان لما قالته أن يدهشني, طبعا, بمثل دهشتها, فطفقت أشرح لها بادئاً الكلام: (هذا طبيعي وعادي عندنا لأن...) غير أنها قاطعتني مستنكرة: (عادي!!) ثم استفاضت برواية تفاصيل أخرى كثيرة تدور كلها حول الناس الذين شاهدتهم, أو التقتهم, أو تعرفت اليهم, وعن اندفاعاتهم وعلاقاتهم وحميتهم وكرم الروح العميق فيهم.. مقارنة بين الناس في بلدها ـ والبلدان الأوربية والغربية عموماً ـ والناس في البلدان العربية التي زارتها. وفيما كانت تقص علي حكاياها والحوادث التي جرت معها وتأثيرات ذلك فيها.. راحت تتساقط عن عيني وروحي قشور الاعتياد التي تراكمت طبقات فوق طبقات.. أو ربما هو صدأ المعاناة المرة الذي تكاثف على أرواحنا جميعا, فلم نعد نأتلف بالدهشة والغبطة, فنخبو, ويخبو ألق التفاصيل الدالة تلك تحت وطأةالهموم والاحزان وتكاثفها!

ورغم ذلك, فإن ما أذهلني وأثارني حقاً, جاء في اليوم الأخير من زيارة الصديقة هذه, بل في الدقيقة الأخيرة من لقائنا, حين حملت الهدايا الكثيرة من أصدقائها العرب, وألحقت بها اغراضها وحوائجها القليلة, وركبنا السيارة متوجهين إلى المطار, نفيض جميعا, بالكلام ونتدفق ـ كما هي عادة المودعين ـ عن أمانينا في أن تكون قد سعدت بزيارتها, ورجائنا في ان تكررها ثانية وثالثة, إلى ان حانت لحظة الافتراق والوداع.. فالتفتت تشد على أيدينا بكل حرارة الاصدقاء الحميمين.. ثم تصمت برهة, بدت لنا زمناً طويلاً, لتعاود قولتها تلك: (يا الهي! ما أحلاكم من بشر) ثم تضيف بصوت مخنوق بغصة الأسى:(..وما أشقى ظروفكم التي تعيشون, وما ألعنها!).

بقلم: إبرهيم صموئيل
قصاص وأديب سوري

المصدر :

هذه القصة قرأتها اليوم في مجلة العربي -رمضان 1420 هـ , يناير 2000 م-صفحة 203



التوقيع
 
قديم 27-09-2009, 13:57   #2
معلومات العضو
محمد عبيدة
أمل قادم
الصورة الرمزية محمد عبيدة








محمد عبيدة غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

هذا هو الاسلام الحقيقي
الاخلاق الفاضلة في المجتمع المسلم هي سبب رقينا على سائر الامم و ما ان تركناها حتى نزلنا الى الحضيض
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم اخلاقهم ذهبت ذهبوا



التوقيع
 
 


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:03

جميع الآراء بصفحات منتديات الأمل لا تعبر بالضرورة عن آراء إدارة الأمل، إنما تعبر عن رأي كاتبيها