|
|
أهلا وسهلا بكـ يا غير مسجل | ||
منتديات الأمل على الفيسبوك
|
باب التسجيل مغلق حاليا في منتديات الأمل
|
منتديات الأمل على تويتر
|
تابع منتديات الأمل |
قسم الصحة لنتبادل هنا نصائح ووصفات صحية قد تغنينا عن زيارة الطبيب، فالوقاية خير من العلاج |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-03-2013, 14:53 | #1 | ||||
|
هبةُ الضميرِ
الأعزاء في الله أعضاء الأمل الكرام ، بدايةُ القولِ أن التقرب إلى الله سبحانه وتعالى هو أقوم الطرق وأكثرها أمناً ونقاءً ، فمن خلال العلاقة بين العبد وربه يتحلى المرء بالنقاء والتقوى وتنطبع الصفات الجليلة على سلوكه فيشع من سيرته عبقٌ يجذب من حوله ليتمثلوا به أو بالأحرى بسلوكه العطِر ، وحيث أن الله تعالى هو بارئ كل شئ وهو عالم الغيب بل هو من أقرّه سلفاً قبل حدوثه لذا يطمئن قلب العبد خلال علاقته بربه ، إذ أننا بالتقرب والخضوع لإرادة الله جلّ شأنه في حياتنا نعلم يقيناً أننا في الطريق الصحيح ، كما أنه لا توجد قوة أيّاً كان قدرها تستطيع جعل أقدامنا تتيه عن السبيل القويم . الحق أن قضية الصواب والخطأ قضيةٌ محيرةٌ جداً للألبابِ حيث أن محاولات التنظير لم تفِ هذه القضية حقها ، ولست أنا بينكم اليوم لإعطاء رأيٍ بخصوص ذلك الموضوع الشائك أو حتى لمحاولة ذلك ، حيث أن وحي الله وضح لنا الخطأ ( أو الإثم أو الذنب... إلخ ) ماهو إلا إنحراف المرء - ودائماً وأبداً يرجع سبب الإنحراف هذا لنا - عما أمره به ربه من فروضٍ ووصايا تقيه حروب الشيطان الرجيم ، أي ببعضٍ من التبسيط للمعنى أن الخطأ هو الإنحراف عن طريق الله تعالى ، ولكي أبني كلماتي هذه على الدقة لذا كان لزاماً على أن أقوم بتوضيح التالي ، تتكون علاقة الفرد مع بارئه من شقين رئيسين ألا وهما الفكر والسلوك ، وبالطبع دائماً يكون الثاني تابع للأول ، إذ أننا نسلك تبعاً لقيادة العقل أو التعليم الذي نتشبع به ، أي أن تصرفات المرء من جيدٍ وردئ إنما هى نابعة من الفكر الذي نربو عليه أو الثقافة الفكرية التي تتشبع بها أفاقنا والتي تستقي مقوماتها من أمثلةٍ محيطة . فنسلك تبعاً لما نعتقد في صحته هكذا هي ديناميكية سلوكنا الديني ، فما نقترفه يعتمد على ما تم التصديق عليه سلفاً من نظرياتٍ وقوانينٍ بواسطة العقل ، وعليه فإن النفس ليست منفصلة عن العقل ، أو بمعنى آخر فإن العمليات الوجدانية والعاطفية لها مرجع يخص عقولنا أيضاً ، حتى ولو لم تكن تلك العمليات وظائف دماغية من حيث المنشأ . بالطبع - وكما تعلمون أعزائي الكرام - لا يعني ما سبق أن الإنسان معصوم من إقتراف سلوكياتٍ خاطئةٍ وهو تابع لطريق الله تعالى ، ولكن تلك السلوكيات المعيبة سببها النقص الذي يعتري ابن آدم وما تحتويه نفسه من الميل للشهوات الجسدانية والشريرة من ذنوب ومعاصي ، بينما الذي يتقي الله تعالى يجعل له ربه مخرجاً من تلك النواقص التي تشوب نفسه . الحق أن الله جل وعلا لم يترك الإنسان يسير إعتباطاً بلا مقومات لخطواته في الرحلة الدنيا ، ولكن أعطاه القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسلوك الصحابة والمؤمنين ممن سبقونا إلى هذه الحياة المليئة بالكبوات ، والأهم أن الإنسان حصل على أعظم هبة وهى الضمير والذي يعد بمثابة مؤشر ليقيس لنا مدى إنحرافنا عن السلوك القويم ويبكتنا في حال أخطأنا ولسوف أقسِّم كلماتي هنا إلى أقسام صغيرة لتوصيل ما أود طرحه : أولاً : ما هو الضمير ؟ الضمير إصطلاحاً مُشتق من ما أُضمر وخفى ، أي يمتاز بأنه داخلي ( نفسي ) وغير ملموس أي أنه ليس من المدركات المادية التي نستطيع لمسها أو رؤيتها ، والحق أن هناك الكثيرون ممن يعتقدون أن الضمير عملية عقلية ، بينما هذا الإعتقاد يدعو إلى تهميشه ، فالضمير مكون من مكونات النفس البشرية بل ويعد أكثرها سمواً حيث أنه المؤشر الأخلاقي لتقويم السلوكيات البشرية ، أو بلغة العلوم النفسية هو الأنا الأعلى الذي يضبط أو يحكم على صلاح الأفعال أو بطلانها . هو الميزان الذي عن طريقه يزن المرء ما يقترف من تصرفات ، وهذه الدعامة من دعائم النفس لا تُمنح بالولادة فالضمير ليس من الموروثات أو المكونات النفسية المكتسبة بالولادة بل تتم عملية تكوينه بدايةً من السنة الثانية لميلاد الفرد ويكتمل بشكلٍ أساسي عند السابعة من العمر ، ولكن ليس المقصود بإكتماله أن عملية تنميته قد توقفت عند هذا الحد ، إذ أن سلوكيات تقويم وتهذيب الضمير تتم على مدى الحياة من خلال الخبرات والثقافة والوعي الديني ، ولم يذكر القرآن الكريم الضمير بصريح اللفظ ولكن توجد آيات توضح لنا توجهاته والهدف من وجوده . ثانياً : الضمير في الإسلام لكي نتعرف على ما هية الضمير في الإسلام وجب علينا البدء بمعرفة هدف الله جل شأنه من وراء خلق الضمير فينا ، ولأننا كبشرٍ قد خُلقنا أحرار لذا لا توجد قوةٌ على وجه البسيطة أن تسلبنا تلك الهبة المباركة هبة الحرية ، وعليه فإن الإنسان حرٌ فيما يختار من السبل ، إما أن يختار الصلاح والتقوى أو أن يسلك سبيل الوعورةِ المليئة بالذنوب والآثام ، ومن هذا المنطلق يكون الإنسان مسئولاً عن النتيجة الناجمة عن إختياره والتي سيجابهها يوم القيامةِ ، ولذلك يقول تعالى بسم الله الرحمن الرحيم " من إهتدى فإنما يهتدي لنفسِهِ ومن ضلَّ فإنما يضلُّ عليها ولا تزرُ وازرةٌ وزر أُخرى وما كُنَّا معذِّبين حتى نبعثَ رسولاً " صدق الله العظيم ( الإسراء 15 ) . أي أن الإنسان بلا أعذار في حال إختياره طريق الضلال ، ولنعلم أنه يوجد مؤثران يدفعان المرء لإقترافِ ذنبٍ ما أحدهما داخلي ( أو نفسي ) وهو صفات النقص والميول الجسدانية والتي لا تعبأ بما يخص حياة الفضيلة والآخر خارجي ويتمثل في المغريات القابعة حولنا والناتجة عن النشاط الشيطاني ، كما يوجد عاملان واقيان للفرد من الوقوع في حبائل الذنوب أحدهما داخلي أيضاً ويتمثل في المؤشر الأخلاقي ( الضمير ) والآخر خارجي وهو القرآن الكريم ومدى إلتزامنا بتعاليمه السامية ، هنا نستطيع القول أن الإنسان يملك دعائم شتى للبعد عن الوقوع في الذنب ، ولقد حبانا ربنا الضمير لكي نسلك تبعاً لما يمليه علينا فالخطأ نبتعد عنه والصواب نقوم به ويعد هذا الهدف السامي من وجود الضمير في نفوسنا . ثالثاً : هل الضمير يكفي بمفرده لنوال الجنة ؟ الحق أن ربح الحياة الآخرة بالنسبة لأيٍ كان هو الهدف من تواجد الإنسان على الأرض ، وقد يكون الضمير كافياً للحكم على الإنسان أو للشهادة عليه يوم القيامة كما يتضح من الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم "اقرأ كتابكَ كفى بنفسك اليومَ عليك حسيباً " صدق الله العظيم ( الإسراء 14 ) ، ومن خلال الآية يتضح لنا التالي أولاً تم ذكر الضميرِ ضمناً يوم القيامةِ وهذا لتوضيح جزء من دوره في النفس البشرية ، ثانياً لنلاحظ أن الوحي واضح جداً في المصطلحات المستخدَمة فقد ذَكر " كفى بنفسك " لم يقل مثلاً " كفى بك " وذلك ليحدد لنا تعالى من خلال وحيه أنه جلّ جلاله يقصد هنا النفس أو جزء منها ( ألا وهو الضمير ) ، ثالثاً إن الضمير " حسيب" أي رقيب للإنسان في الأرض ومحاسب له فيما عصى ربه في اليوم الآخر . لكن السؤال يبقى فلو فرضنا أن هناك إنسان ما يعيش بعيداً عن الإسلام أو بمعزلٍ عن أيٍ من الديانات السماوية - والتي ستقوده في نهاية المطاف إلى الإسلام - سالكاً حسب ما يمليه عليه ضميره ، تصديق على الصواب وتعنيف عند الخطأ فهل يكفي هذا السلوك لنوال الجنة ؟ بالطبع كلنا نعلم أن هذا لم ولن يحدث لكون الوصول إلى الجنة يتطلب علاقةً بين العبد وربه والتي لا تكتمل إلا بتنفيذ فروض وطقوس أوجدها الله سبحانه وتعالى . إذن ما الفائدة من وجود الضمير ؟ الحق أننا نحن البشر نحتاج إلى مقومات مختلفة لتساعدنا على السلوك الحميد في حياتنا الدنيا ، وحقيقة آخرى أن تلك المقومات التي وضعها الله جل جلاله لمساعدتنا لا تؤتي الفائدة المرجوة منها إذا تم إستخدامها منفردة ، أي أننا نحتاج إلى إستخدام هذه الدعامات جنباً إلى جنبٍ لكي نستطيع الولوج إلى الجنة آمنين ويُعد الضمير أهم الدعائم التي وهبنا الله تعالى لمساعدتنا على السلوك بشكلٍ قويم في خوف الله - وذلك إن أجدنا تهذيبه وإستخدامه - كما أننا بدونه لا نستطيع إستيعاب القيم السلوكية السوية ، وتجب التفرقة أحبائي بين الإستيعاب العقلي المجرد والإستيعاب النفسي للقيم السلوكية والذي غالباً ما يكون مصحوباً بتجربةٍ أو عدة تجارب عملية . ولمعرفة الهدف من وجود الضمير وجب علينا معرفة كيفية عمل الضمير كأحد مكونات النفس البشرية أولاً ، ولبلوغ هذا أيضاً فلنا أن نقول إنه تم تقسيم النفس إلى ثلاث جوانب رئيسية من قِبلِ علماء النفس - وسوف لا أتوغل فيما أود عرضه بأسلوبٍ علميٍ معقد لبغضي للتعقيدات الغير مطلوبة - وهى الهُو ( أو الجانب المتمثل في طبيعة النفس البشرية التي تميل للشهوات الجسدانية والغرائز الشبيهة بتلك الحيوانية ، وما من شك أن هذا الجانب هو ما يميز الكائن البشري بالنقص ، وهو أيضاً ما تم ذكره في كتاب الله ، بسم الله الرحمن الرحيم " وما أُبرئُ نفسي إنَّ النفسَ لأمَّارةٌ بالسوءِ إلا ما رحم ربي إنَّ ربِّي غفورٌ رحيمٌ " صدق الله العظيم سورة يوسف : 53 ولهذا الجانب فوائد أيضاً في الوجود الإنساني ولكننا لسنا بصدد هذا الآن ) ، الأنا الأعلى ( أو موضوع حديثنا الضمير ، ويمثل هذا الجانب القيم العليا والأسس السامية التي يجب مراعاتها في السلوك البشري ، كما يُعد الميزان لأعمالنا الجيد منها والسئ فيقوم بتأنيبنا على أخطائنا تلك التي يجرنا جانب الهُو لإرتكابها منساقين بقوة الدافع الشهواني المنحط وعليه فإن كلا الجانبين في صراعٍ دائمٍ يستمر على مدى حياة الفرد ) ، الأنا ( نستطيع القول أننا لو لم نكن نملك هذا الجانب الهام في نفوسنا لما كان للإنسان بقاء على الأرض أو على أبسط التخيلات لوُجدَ الإنسان معيباً مذبذباً تائهاً لا يعلم كيفية التنسيق بين الجانبين المتصارعين بداخله ، فإن قوي صوت الهو صار الفرد ماجناً فظاً وإن العكس صارالإنسان بلا غرائز تساعده على الوجود والإستمرارية لجنسه . لذا وهبنا الله تعالى هذا الجانب والذي يقوم بالتنسيق أو بعملية التوافق بين المؤثرات الخارجية ( أي الناتجة عن إحتكاكنا بالعالم المحيط ) والدوافع الداخلية ( وهى ماتنتج عن العالم الداخلي الخاص بنا ) أي أن الأنا هى حلقة الوصل بين النفس والعالم الخارجي وكلما كان هناك توافق ينعم الفرد بما نسميه الصفاء النفسي أو الإستقرار الناتج عن نقاء النفس من المتناقضات ، حتى لو كان هذا التوافق لا يتماشى مع القيم المتعارف عليها ، أي أنه من الممكن أن ينعم الإنسان بالراحة النفسية والإستقرار بالرغم من كونه مذنب يحتاج إلى التوبة والهداية . ولكون الهُو تتفق مع أعضاءٍ جسديةٍ وغرائز ملموسة ، كما تتميز بالقوة الهائلة لما قد تسمم به العقل من مخزونٍ ذهنيٍ مصور بناء على الخبرات المتراكمة . لذا كان من الضروري أن يوجد الله سبحانه وتعالى أسلحةً لأتباعه المتقين بجانب صوت الضمير لتساعدهم على سلوك العفةِ والتقوى ، وهذا ليس لضعفٍ يعتري صوت الأنا الأعلى إنما لكون الأوامر الصادرة عن طريقه بعيدةٌ عن الميول البشرية كما أنها لا تتسم بتلك الصور الذهنية حيث أن أغلبها مجرد . رابعاً : الإتجاهات السلوكية وكيفية تهذيب الضمير النقي كما نعلم اخوتي وأخواتي أنه للقيام بفعلٍ سلوكيٍ معين لزم تواجد 3 عوامل مجتمعة ، العامل أو المثير الخارجي والذي يحث الهو علي تعظيم الدافع للقيام بهذا السلوك ويختلف تأثير ذلك العامل على الظروف التي يظهر فيها كالوقت ومدى استعداد المتلقي والخبرات السابقة بهذا السلوك تحديداً ... إلخ ، الهو ومدى ميول وتوق الشخص إلى القيام بـ ذلك السلوك ومدى وجود الضمير وقوته أو بمعنى أكثر دقة مدى تأثير الأنا الأعلى على قرارات الشخص المعني ، وأخيراً هناك العامل المتمم أو حلقة الربط بين ما هو داخلي و ما هو خارجي وتتمثل قواه في الأنا وهو الجانب الذي يقوم بالتنسيق لإتمام الفعل السلوكي ، مما سبق نستطيع أن نستشف ما للخبرات الحياتية من تأثيرٍ قويٍ على السلوك الإنساني ودرجة تأثير الثقافة المحيطة بالفرد - بما يستقي منها - على رؤية الأنا الأعلى ، أي أنه بمقدور الفرد أن ينمي الضمير وذلك يعتمد على ما يسلّم المرء بصحته أخلاقياً وما يعتقد فيه من قيم ومعتقدات صالحة كما أنه من الهام جداً البيئة التي تحيط بالفرد أو الثقافة المحيطة فمنها يستقي الإنسان قيمه وعن طريقها بل وبواسطة معطياتها يقوم الفرد بتربية ضميره وتهذيبه ، فعلى سبيل المثال لا نتوقع أفعالاً صالحة ممن لا يصلي أو من لا يقرأ القرآن الكريم بصفة دورية ، أو كيف للإنسان الذي لا يملك علاقة مع ربه أن يتبع تعاليمه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، فالسلوك - ببساطةٍ متناهية - مبني على الفكر بشكل أساسي . أي أنني أسلك تبعاً لما اختزنه عقلي من سابقاتٍ استقيتها من خلال البيئة المحيطة كما أشرت سلفاً ، وعليه فالمرء يستطيع أن يهذب ضميره حتى آخر لحظة من حياته . لكننا لا نستطيع فعل ذلك دون أن نعلم ما هية المقومات التي تساعدنا على عملية تهذيب أو تربية الضمير وهذ ما سألخصه في النقاط الرئيسية التالية . الضمير جزء رئيسي من مكونات النفس البشرية وهو يعد هبة سامية من الله تعالى لعبيده البشر للحكم الداخلي على سلوكياتهم وتصرفاتهم ، لذا لكي يحظى المرء بضميرٍ صالحٍ نقي وجب الرجوع إلى الدعامات التي يقدمها دين الله الحنيف للقيام بتدريبٍ متكامل للضمير ، وتتمثل تلك الدعامات فيما يلي : أ. الصلاة : وتتكون الصلاة من عدة عناصر أهمها هنا التوبة عن الذنوب التي نرتكبها بصفةٍ يوميةٍ ، فلكلٍ منا سلوكياتٍ آثمة نود لو لم نقم بها ولكننا لطبيعتنا البشرية التواقة للبُعد عن التقوى نقع فيها ، لذا عندما نمثل بين يدي الله تعالى نُلقي بهذا الحمل الجاثم على ظهورنا بالتوبة عما حدث منا من ذنوب معلومة كانت أم عن طريق السهو ، وعندها تصفو نفوسنا من نتائج السوط المسمى بتأنيب الضمير ، وبالرغم من أن الصلاة تتضمن أيضاً الدعاء والشكر لله وسكب النفس أمامه تعالى تعد التوبة أهم تلك المكونات ، وذلك لكون الذنوب اليومية كثيرة ومنها ما هو متكرر كالعادات السيئة المسيطرة . الحق أن التوبة تعني علمنا التام بوجود الله جل جلاله ورؤيته لما نقترف من فعالٍ على مدار اليوم ، وهذا التيقن يدعم صوت الضمير داخلنا ويقوي من تأثيره المقوم لسلوكياتنا . ب. الصوم : يتمثل الهدف الأسمى من الصوم في تقوية الإرادة للإمتناع عن غرائز هامة لحياة المرء ، ليس الإمتناع عن الأكل فقط فما الذي سوف نستفيد من إمتناعنا عن الأكل فقط ؟ ويهدف الله تعالى من فرضه الصوم على عبيده تدريبهم على التحكم في النفس بصفةٍ رئيسية حيث أن الدافع الذي يجعل الفرد يمتنع عما يعد أساسياً لحياته - أعني الطعام - هو نفسه الذي سيدفعه للإمتناع عن القيام بالسلوكيات المعيبة أيضاً . لذا أعتقد أن الصوم هو من العوامل الهامة لتفعيل نشاط الضمير داخل النفس البشرية . جـ . قراءة القرآن : كما أن الصلاة يجب أن تُمارس بصفةٍ يومية أيضاً يحتاج المرء لسماع صوت الله تعالى له بصفة يومية ، ولا يتسنى لنا فعل ذلك إلا بقراءة قرآنه عز وجل والذي نستقي منه نعاليماً ساميةً تفوق تعاليم البشر ، وتلك التعاليم قادرة على الرقي بأخلاقياتنا وتنقية صوت الضمير لجعله أكثر وضوحاً ، كما تحد من الشك والتأرجح إذ أنه توجد أفعال معينة يكون صوت الضمير بشأنها متأرجحاً بين الحكم بصحتها و خطأها ، وهنا نجد أن قراءة القرآن الكريم بصفة دورية هو أهم العوامل التي تساعد المرء على تربية ضميرٍ صالحٍ يخلو من شوائب التحيز والشك . د. التمثل بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم : في المراحل المبكرة من حياته يتمثل الفرد أو يقتدي بوالديه ، ويقوم بتقليدهما فيما يفعلانه من سلوكيات يومية كما يراها بالضبط ، وذلك لثقته فيهما . لذا أعتقد أنه الأحرى بنا نحن الراشدون الإقتداء بالأنبياء والمرسلين - وذلك لثقتنا في صحة سلوكهم لقربهم من الله تعالى - وعلى رأسهم سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما كان يتمتع به من سلوكياتٍ تشع منها التقوى والحكمة المتناهية ، كما أنه لنا أمثلة كثيرة تم ذكرها في القرآن الكريم - كيوسف وموسى وعيسى .... عليهم السلام - نستطيع التمثل بسلوكهم في المواقف المختلفة ، أرى أيضاً أن تاريخ الصحابة رضي الله عنهم جميعاً وأرضاهم حافل بالدروس القادرة على تهذيب ضمائرنا لما فيه خير لضبط خطواتنا على طريق الحياة . أحبائي الحق أنه توجد الكثير من المقومات التي تدعم سلوكنا وتنمي ضمائرنا ، لكنني ذكرت أهمها لمحاولة تجربتها والإنتفاع بها . خامساً : ما هية تخدير الضمير يعتقد الكثيرون فيما يسمى بموت الضمير فكثيراً ما نسمع العامة يقولون " فلان هذا ضميره ميت " ، والحق أن مصطلح الموت يتسع ليشمل الكثير ، ولكننا نستطيع تقسيم الموت إلى الآتي : أ. الموت الحرفي أي إنفصال الروح عن الجسد . ب. الموت الأدبي أي تردي الأخلاق إلى حد الإنعدام ، وما يهمنا هنا أن نعلم ما هو موت الضمير . يطلق الناس هذا المسمى على الشخص الذي لا يأبه بما هو حلال أو حرام ، أي من يفعل الإثم وهو متيقن من داخله أنه إثماً ولكنه لا يكترث لعواقب ذلك ولا يشعر بوخزات الضمير تبكيتاً على ما يقترفه ، والحق أن مرجوع هذا ليس لإنعدام وجود الضمير لديه - فكما ذكرت أن الضمير هبة من الله تعالى حتى ولو لم نريدها - فالضمير موجود بالفعل ولكنه لا يقوم بدوره ، ولعل سبب ذلك - في إعتقادي - يرجع إلى تكرار الفرد للخطأ حتى يصبح الفعل عادة ، وهو بذلك يتلاعب بضميره مختلقاً أسباباً واهية لما يقترفه من ذنوبٍ ، وهنا لا نجد أى رد فعل من جهة الضمير حيث أنه قد تم تخديره من قبل صاحبه ، أوهل يندم المدخن - على سبيل المثال - على تدخين لفافة تبغ ؟ ، فعندما يصبح الضمير غائباً لا توجد ضوابط للسلوك فنجد الفوضى والإنحلال والتسيُّب القاتل الذي يعتري حياة الفرد غائب الضمير ، ويكمن حل تلك المشكلة في الرجوع إلى طريق الله جل وعلا لتنشيط الضمير مرة آخرى وذلك عن طريق الدعامات التي سبقت وذكرتها . أي أنه من الممكن إستعادة الضمير الصالح ، ولكن أود أن أشير إلى أن الوقاية خيرٌ من العلاج ، حيث أن علاج المشكلات السلوكية صعب ويحتاج إلى الكثير من الوقت وبعض الممارسات المجهدة . لذا أدعو أيضاً كل من رزقه الله بأطفال أن يساعدهم ليعتادوا على السلوكيات القريبة من الدين والتي تنمّي الضمير لديهم فيكبرون وهم لا يعانون من أية أمراضٍ سلوكيةٍ تحتاج إلى المجهود الكبير لعلاجها ، كما أنه على الوالدين أيهما أقرب لطفله أو طفلته أن يكون قدوة حسنة فيما يفعل حتى يعلم طفله أو طفلته الأفعال اللائقة أخلاقياً ، أخيراً كنت أود أن أتكلم عن نتائج تأنيب الضمير والشعور بالذنب وما يولّده من صِغر النفس والشذوذ الإجتماعي والعديد من المشكلات الكبرى ولكن أجد أنني أطلت الكتابة فسوف أكون رحيمةً بلوحة المفاتيح كما بالقارئ المار وأتوقف هنا على وعدٍ بنقاشٍ أو أكثر يختص بموضوعنا هذا ، وددت أن أكون بسيطة في التعابير المستخدمة قدر الإمكان لعدم الوقوع في اللبس بين المعاني المختلفة والمصطلحات النفسية الضخمة والتي قد لا نستفيد منها لثقل وقعها علينا . أرجو أن أكون قد وُفِّقت فيما وددت أن أتكلم عنه وأنقله من عقلي إلى بيتي العظيم الأمل . كما أرجو أن نتمتع جميعاً بصلاح ضمائرنا وترضي سلوكياتنا ربنا ليرضى عنا ويدخلنا فسيح جناته . التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ . أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ . آخر تعديل كان بواسطة رانيا على بتاريخ 18-03-2013 على الساعة: 10:03.
|
||||
|
|