المغرب الاسلامي والمشرق الاسلامي اية علاقة ؟

[كريم الناصري]

اسمحولي ان اوجه كلامي الى عرب الخليج وان ارد على بعض ما قرأته عبر الانترنيت من انتقادات الى مجتمعي المغربي وان اقول لكم ان هناك نقص كبير في مدارككم المعرفية والثقافية عنا، فانتم لا تفرقون بين كون المرء امازيغيا وكونه عربيا، وكونه بربريا من اصول بربرية من جبال الطلس وكونه من التاتار ذو الاصول الماغولية في شرق اسيا، ، فانتم تجهلون ان كل عرب المغرب الذين اختاروا أن يبقوا بالمغرب بعد الفتح الاسلامي هم ضد اللغة والثقافة الامازيغية الاصيلة وكثير منهم يعلنون في اجتماعات رسمية دعمهم لمحو الهوية الامازيغية الاصلية للمغرب.

انتم تتهموننا في المغرب بخيانة لم نشترك فيها أصلاً! تقولون اننا ندعم اسرائيل ، ونحن نقول ليس لدينا اية علاقات دبلوماسية مع هدا الكيان الظالم، كما هو الحال في الكثير من الدول العربية التي لديها سفارات وتمثيل دبلوماسي وعسكري. معظم الناس في مصر، على سبيل المثال لا الحصر، يتجاهلون أن الفواكه التي يتناولونها في رمضان الجاري من إسرائيل، وأن الزهور التي يقدمونها في "عيد الحب" (يوم فالانتاين) صنعت في إسرائيل.

وعندما تتهمون النساء المغربيات بالدعارة والجزء الاكبر من هن أشرف بكثير من كثير من الفتيات المشرقيات اللعوبات اللاتي يمارسن "الجنس السطحي"، أو "الجنس الخلفي" للحفاظ على عذريتهن ويشترين غشاء بكارة صيني في حال فقدهن إياها، وهن رغم ذلك يظللن يتعاملن كمريم العذراء (أشرف من الشرف مفيش)، على الاقل النساء المغربيات صادقات، ولا اتزوج شخصيا الا من اختارت أن نكون عذراء حتى الزواج فهو اختيار اخلاقي حر، وإذا اختارت البعض منهن ( وهي حالات غير طبيعية ومريضة اخلاقيا كما في كل المجتمعات ) فقدان عذريتهن فلا يبحثن لأنفسهن عن سائق فلبيني او هندي ليفعلن دلك في الخفاء . وحينما تختار المغربية رداء العفة والشرف فهو حتما تختاره بالاقتناع والتربية السليمة وهدا هو الصنف المعمم والمعبر عن المرأة المغربية ، اما من نختار أن نعرض جسدها للبيع فلا يمثل سوى نفسها ، إن كل بلد له عاهراته، بل إن بعض البلدان لديها أحياء كاملة مليئة بالعاهرات وخاصة المحليات منهن، ناهيك عن شارع الهرم الشهير الممتد لـ 5 كيلومترات من محلات الرقص (الكباريهات).. وأعلم ان هناك من النساء العربيات في كل الدول العربية بدون اسثناء من تتعاطى لاقدم مهنة في التاريخ، واعلم جيدا ان هناك من العاهرات المغربيات من تتوجه إلى بلاد الخليج بحثاً عن عمل رخيص. انظروا كم يتوجب عليكم اعادة التفكير في الصورة النمطية التي لديكم عنا، إن هناك ما يقرب من 17 مليون امرأة مغربية في العالم، هل تعرفونهن كلهن؟ لتعميم الحالة على كل نساء المغرب لنقول ان المغربيات عاهرات,

لقد ترسخ في ذهني مؤخرا ان الفرق بيننا كبير وأننا متباعدون جغرافياً (الذهاب لأسبانيا يستغرق نصف ساعة في حين يستغرق خمس او ست ساعات إلى القاهرة ناهيك عن الدول الخليجية )، وكذلك متباعدون عاطفياً حيث أهتم بالانتخابات في فرنسا أكثر من اهتمامي بمن سيخلف حسني مبارك، معظم سكان المغرب امازيغ ، لغتنا هي الامازيغية وانتم عرب وليست لدينا لغة مشتركة.وبالرغم من دلك نحن نشاهد مسلسلاتكم السادجة والمفروضة علينا من طرف قنوات مغربية لا يتابعها الا اصحابها والعاملين فيها أثناء الإفطار وأنتم تقلدوننا و تأكلون الكسكس المغربي بالسكر أثناء السحور. لماذا لا نركز على المشترك بيننا رغم انه قليل ويكاد ينعدم ونعترف أن كلانا مخطئاً؟ أنتم لا تبذلون أي جهد لفهم ثقافتنا، ونحن مشغولين جداً لما يحدث في الغرب ، بالدول الفروكفونية على وجه التحديد ، فتناسينا روحنا الاسلامية فلربما هي الوحيد الجامع والمشترك,