هل سأرتاح..؟!!

[كلثوم كويم]

كثيرا ما تتولد لدينا عصبية رهيبة، نتيجة لظروف وضغوطات قاهرة تجعلنا كبراكين ثائرة من الصعب إيقافها لحظة آنفجارها!!

هذه العصبية التي تجعل الرؤى لدينا محدودة فلا نرى الأشياء على حقيقتها، فنطلق أحكاما خاطئة قد نسيء بها لأقرب الناس إلينا..

فمؤخرا أصبحت من النوع العصبي أثور لأتفه الأسباب، مما جعل أخطائي لا تعد ولاتحصى وتصرفاتي منبوذة، فأخطئ بذالك في حقي وحق من حولي.

حاولت مرارا أن أعيد الإتزان لحياتي، وأكون طبيعية وأتخلى عن عصبيتي التي أصبحت تخلق لي مشاكل كثيرة، مع نفسي أولا ثم مع الغير لكن دون جدوى، وما تنفك تعود حليمة لعادتها القديمة..

أعدت شريط حياتي قليلا للوراء لعدة سنوات، فوجدت أنني حاليا مختلفة تماما عن ذي قبل، وهذا شيء طبيعي لأن السنوات تغير من الإنسان الشيء الكثير، لكن ما ليس طبيعي هو هذا التغيير السلبي المنبوذ.

لن أقول بأن حالي قبلا كان أفضل أو أحسن، لأنني كنت كمن يعيش داخل قوقعة مظلمة في صمت رهيب بعيدا كل البعد عن العالم الخارجي، الصمت.. نعم ذالك الصمت الذي عانيت منه طوال سنوات فلم أكن أسمع سوى صدى صوتي المخنوق...

رغبت بشدة في تغيير هذا الوضع، لاسيما وأنني لست راضية عن تصرفاتي، فبالإضافة لعصبيتي أصبحت لدي شكوك لا تطاق، ناهيك عن سوء الظن الذي لا يفارقني بسبب آنعدام ثقتي بالآخرين.

أحيانا أحن لقوقعتي وصمتي، وأقول في سري: على الأقل سيرتاح الجميع من عصبيتي وشكوكي وتصرفاتي الجنونية، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل سأرتاح أنا؟؟ وهل هذا هو الحل فعلا ؟؟.