أصعبُ من الموْت

[عبير اكوام]

أُمَّاه
لا أعلم الى أي برٍّ ستقف فيه سفينة حبي لك..
ربما لا سحال لسفينتي..
حين أقف أمامكِ ؟؟
أخشى عليك من السقوط من كثرة البكاء...
وأخشى على نفسي أنْ لاتحتمل فتفارق الحياة..
وأي نهاية هذه..


أُمَّاه..
أعلم أنَّ هذا هو الوقت لمصارحتك...
وأعلم أن لم يبقى الكثير على افتراقنا...
ولن ألومك..فكل شيئ بقضاء وقدر...
حين اسمع دعاءك في الصلاة تتمنين لوتفيض روحك في الركوع او السجود...
آه لو تعلمين كم أتألم رغم ذلك ما أعظمها من خاتمة...


أماه..
لو تعلمين بحر حبي لغرقتي فيه..
ولو علمت وُعُورة أن أستوعب فراقك لتحطمت الجبال على رأسي...


أماه
لا أطُيق نفسي حين أمسك بيديك وأنت تبكين وتأنَّين وأنا أمْتثل بالصَّرامة والصبر.. كم أحتاج الى منْ يُصبرني...
وكأن المصائب لي وحدي...خُلقت لي وخلقتُ لها.. اللهم لااعتراض...


أماه..
تمهلي في سيرك..فأنا مازلتُ وراءك أنتظر التفاتتك..للعودة إليَّ علَّني أعيش لحظة اخرى معك...وحين تُديرني ظهرك سأنتظر التفاتتك دوما واطمع في اللحظات معك...


أماه...
أُقسم لك أني أعتصرُ ألماً..أعتصر دماً... وكأني جثَّة تتحرك بلا روح...
لَنْ ألومك بالرحيل..
فلقد تحمَّلتِ...وتعبتِ الى أن أوصلتيني بفضل الله الى ذراع زوجي.. الا أنني مازلتُ صغيرة على أن تتركيني وتتركي بيت الصِّبا والمهد...


أمَّاه...
أتعجبُ لما أصابنا وأصابك...
ولكن أحمد الله ...فمن أحبَّهُ الله ابتلاه...


أمَّـــاه...
لَم الجميع رحلوا...
جدتي...أبي... أخي... أختي... وأنتِ الآن...
لطالما علمتُ اني وحيدة..
وحيدة وُلدت... ووحيدة كبرت... ووحيدة تعلمت... ووحيدة أبكي بين الجدران... الاَّ إني كنتُ أُدرك تماما أنكِ ورائي تخففين عني مايجري وماجرى... تنوبين عني في الحديث إن بدأ الجميع بالاتهام... وتتصارعين في وضع كمامة أُكسجين إن اختنقت...
لكني الآن أختنق ولا حاجة لي إلى تلكَ الكمَّامة... وهذا أصعبُ من الموت..


الجمعة 5\6\2009
بقلبي وقلمي... عبير أكْوام