في عمق الليل الساكن ، استيقظت فجأة وكلي خوف وقلق،لا أعلم ما السبب، يا إلهي ربما كابوس مزعج، أفزع كل ما في داخلي ...في وقت كنت أنعم فيه بنوم عميق ،بعد عناء يوم شاق..وأحسست برجفة غريبة جرت معها ثوب الفزع الذي أسدل علي بأستاره السوداء..حاولت أن أعود وأنام على الجانب الآخر ولكني لم أستطع..فالخوف يزداد في داخلي، وضربات قلبي تتوالى كموجات قوية أثقلت صدري المتعب..قمت من مكاني في وسط الظلام ..وبدأت أجتر خطواتي المنهكة..مشيت ناحية النافذة وعندما بدأت أقترب فإذ بي أسمع صوتاً قوياً بعث في داخلي كل المخاوف..يا ترى ما هذا الصوت ؟هل هو صوت نزول المطر،أم أنها رياح قوية..؟؟!!
اقتربت من بين أستار الظلام أفتش عن مكان الشمعة حتى أشعلتها وأنظر ما الذي حدث بالخارج..أشعلت الشمعة وأمسكتها بيدين شاحبتين من قسوة الحياة ومضاضة الأيام..نبضات قلبي في تزايد ..وخوفي في أعلى قمته...خطوت بخطوات ثقيلة .محملة بما لا تستطيع من الآلام..فتحت النافذة بهدوء وكنت أنظر بحذر من فتحة صغيرة ..يا الله الجو مطير بل شديد المطر ، والرياح قوية قد حركت معها بعض بقايا من أثاث قديم عديم الفائدة ...وأصدرت صوتا مع قوة سقوط المطر.. عندها اطمأننت قليلاً وقمت بإغلاق النافذة ..عدت لزاوية أخرى من الغرفة كنت قد هيئتها لوقت القراء ة والكتابة...هناك حيث قصاصات فارغة وريشتي ومحبرتي...وقفت أتأمل فجالت في مخيلتي بعض كلمات..بقيت حبيسة دهراً طويلاً، لم تر النور ، ولم تعرف معنى الحياة...نظرت بنظرات كسيرة إلى تلك الزاوية وتمتمت بحروف لم أعِ معانيها.. اتجهت إلى هناك وضعت في ناحية مناسبة لأستطيع الكتابة ..كعادتي أمسكت بريشتي المتعبة وأخذت قصاصة قديمة..واتكأت على جدار ذكرياتي وبدأت أسطر تلك التمتمات.. بدأت أغوص في عوالمي الحالمة..أتخيل ذكرى جميلة كانت قد غابت منذ أزل ..أغوص في أعماقها لانتقي أروع المحارات...وأقدمها عبارات جميلة لمن يستحقها...وفي أثناء الكتابة تذكرت أن الشمعة كانت على وشك أن تنتهي وكانت آخر ما لدي وما زلت في منتصف الليل ...توقفت عن الكتابة إذن ما أفعل ؟؟!!!سأكمل الكتابة في الغد الباكر ..عندما تشرق الشمس، وينبثق النور ..لعلي أعلم ما سر ذلك الخوف والقلق...
أفقت نعم ,,, ولكن ليس من نوم..ولكن أفقت من غفلة الحياة ..فربما كنت على طريق متهالك ولكني نجوت بقدرة الله..ولكن هل سأعود لقصاصتي قلقد بدأت ولم تكتمل ....؟!!!
بقلم صمت الهواجر