ذكرى الحقائب

[يونس مجدوبي]

حملت الليل في صمت
أغلقت نوافذ نزلي
وضعت السواد في حقائبي
وغادرت ..
كما غادر بالأمس
وفي صدره نجمي
ومشيت وحدي نحيلا
بين الخطى والخطى
لجلجة تقتل وجداني ..



رعد
يدوي وراء بوابتي
يمزق عظمي
يتحدى الطوفان داخلي
و مطر
يغسل معطفي من أمس بارد
هو شيء لا زال يضاجع مسيري
ذاك عطرك يبيح دمي
لا نزيف كما خُيّلو ..
هو سيل خمري من ذاتي
يتساقط مع أحرفي اليتيمة
مع حقيبتي في مرادفة الإغماء
تخرج.. من تخرج …؟؟؟
أنفاسي والذكريات المعفنة
آهاتي والسواد القاتم
كل الأشباح غادرت
مع هطول المطر



مع هزولي.. وعبء الحقائب الفاقعة والقاتمة
ما كان بعلمي أنك محشوّة بالغربان والضفادع
ما كان بعلمي أنك إبليس في كل أعيادي
كم خبت أنت أيتها الحقيبة
خبت أيتها الغربان الدميمة
كم حمد لنزيف الدم وللجلجة الأقدام
وغادرتُ طوعا ...



من المستنقع إلى نزلي
عبء الحقائب لازالت تكسرني
وفي صدري شيء يجر بي إلى نجمي
المسير طويل والنهار صبي دلوعٌ يطل بين رمانتي الحياة
المسير حقا طويل
والندى يخيط لي فستان أبيض
كم شيء في صدري يجر بي إلى نجمي
البحر الجميل يؤنسني كظلي
والقمر يغني من جديد أغنية الحب في بيتي
ولا شيء في البيت..
لا شيء من الظلام إلا الأنغام
ألقيت عبئي خلف الباب
كم رقصنا تحت لحن الحب
كم جميل قمري حين يغني
وكم حلو حبيبي حين أهديته فستان الندى

يونس مجدوبي