الوصية

[يونس مجدوبي]

اقترحي سيدتي أن أترك العالم بمحض إرادتي
اقترحي أن أرتدي لباسا أحمر فاقع لونه وأنزع القلب العاصي بيدي ….
قد أخَفِف قليلا عن عَناء جَسدي
و على ضميري المخبول المبكمِ
اقترحي أن أودّع الدنيا، وفوق صدري خُطَّّّّ هذا التوسلٌ المرجو أن تُكتَبَ بالصفحات الأولى للأحداث المغربية
( أنا المَقْتُولُ مُند أَن عَرفته..)
نعم قد تََتَحققُ لي الأمنية .. إن ما تَبَقَّى لي الصّدر قبل المَنية.
توسَّلت للحب يا حب خُد قلبي وتركني أعيش بين الجثةِ المرمية
توسَّلت للسماوات خُد الإنسان مني وترك البشرية
لأنسى العواطف أنسى القضية
توسّلت في لأقدار خُد الروح
وجعل مني الأصنام الحجرية
واقترحي أن أنتُر شرايني
أن أجَرِّد لحمي عن عِظامي
وأرميها للكلاب البرية
اقترحي..
أن أنسى الدنيا بألوانها القزحية
أن أمسك دماغي بيدي
وأرميها للأسماك البحرية
أن أَُهَشِّم جمجمتي بكل عَصَبية
اقترحي ... اقترحي يا صبية قولي أنّ ما لِأحدٍ مسّا بالقضية
قولي.. تكلمي أم ضميرك مُلجمٌ
أو ستسشيري مع شياطين بشرية
إذن أنا ..أنا من أقتَرح ووحدي من يتكلم
أرى أن نَدْهن أجسامنا بماء البنزين
أرى بحَفْرِ حُفَرٍ دائرية
نرمي القلوب نرمي بكل أفكار خرافية
أرمي بذاتي وحدي وأخُط برمادي.. (غَرَّتني خُدود وردية )
قَبل أن أُعْلِنَ يوم وفاتي
رجائي أن تختارين طريقة وفاتي
ولا تََّدعِينَ يوما الحُزن بلون الحدادِ
سأنتظر الإحتفال بذكر مماتي
سأنتظر حبا لموتي لا للحياتي
لا تدرفي الدمع يا قاتلتي
إن جَرَّ الحنين يوما لحُفراتي
ولا تَرشِّي الماء ببقعاتي
قد أهديك الشَّوك وما كان الشَّوك من صِفاتي
قد تَبكي في الديار ويُسمع الأزير والأنَّّاتِ
حين لا يصِل لي لا صدى النواح ولا الرناتِ
فلا أرى ولاأسمع
إلا كتابي ما خَط من أحداتِ
يا سامرة اليل قد تروى حلاوت الحب والهوى حُلُما
فكم تَمَنَّيتُ أنا القمرالتَّدَني
تراه تَبَاعدَ وما حنّ يوما لحالاتي
ودِّع غرامك لا كَارها
بل خوفا من جُرعات السُّم والألمِ
سَل القدر لِما الحزن لما الدمع الجاري
سَيحْكي عن سَقَمي وعن إدمامي
كُلُّ جريح يرى لجرحه نفحا
وجرحي أدمى جلّ البقاعِ
فالحُزن أكَـلَ الفَرح في طَبَقي
ولم يَطْرَحْ إلا الأحزان في داري
سألت يوما الدنيا ما أنا فَقَهْقَهَة
الدُّميةٌ في الحياة والعبره لمن آتي
سألت الضحى عن شمسي
أُكِلَت من بحرٍ متمردٍ قاسي
سألت النَّغَم لأُشْدِي حَالي
رمى بِنَايٍ حَزِينٍ كَاتِما أنفاسي
سألت القَمَر أَنِيسا بالنجوى
أمطر شُهُوبا فإلتهم داتي
فيا ذا الهوى يا جلادِ
مَاسِكا معذبا قاتلا للرُوح وتاركَا الأجسادِ
فيا عاشِقا عُد بجِلدك واسعد بحلاوت الأعيادِ...
وامْنَع الظَّهْرَ مِن هذْبِ الجِيادِ

يونس مجدوبي