![افتراضي](images/icons/icon1.gif)
الديمقراطية والتقدم
![](alamalnet/extra/basmala150.gif)
ان الرقى والتقدم لأى مجتمع جزء لا يتجزأ من سياسات التنمية . وعند الحديث عن التنمية تلمع في أذهاننا على الفور فكرة توافر أو عدم توافر الموارد الطبيعية ، لكنني أتفق مع الفكر القائل بأنها - أى التنمية - تعد في جذورها قضية ثقافية ترتبط بالقيم السائدة في المجتمع وقواعد السلوك . ومن أهم القيم المؤثرة على التنمية - بل وأهمها على الاطلاق - ذلك المصطلح الذي حير عقول المفكرين على مر العصور وما زال ألا وهو الحرية ، وينظر الفكر البرجوازى الى الحرية أنها تتمثل في :
1- حرية الفرد في شخصه أى حماية حياته وحركته .
2- حرية الفرد في معتقداته بحماية أفكاره ومذاهبه .
3- حرية الفرد في أمواله بحماية ملكيته وحقه في التعاقد .
وأنا لا أقصد هذا كما لا أعنى عند حديثي عن الحرية مفهومها الماركسي والقائل بأنها المساواة في الظروف الاقتصادية ، فهذه المفاهيم يمكن دحضها من النظرة الأولى وذلك لكونها نتائج لسياسات معينة نشأت وترعرعت في ظلها هذه النظريات والأفكار المختلفة عن الحرية . لذا - وكما يعلم الجميع - لم تكن النتائج لتحل لنا اشكالا ما ولن تصلح أيضا لحل تشابكات هذه القضية المركبة ، ولكن الحل يتمثل في تواجد الحرية كأساس أو سبب ، وهو ما يعنيه ويتضمنه مفهوم الحرية السياسية ، والمقصود بها حرية الفرد في اختيار حكامه ورقابته على أعمالهم ومسئوليتهم أمامه عن أى انحراف يعتري تلك الأعمال ( وهذا ما يسمى بالديمقراطية ) . وأعتقد أنه المفهوم الأوحد الذي تنتج عنه العدالة ولا أخص هنا العدالة في توزيع الناتج القومي فقط بل العدالة في شتى المجالات التي تعنى بها السلطة ، وسيادتها - أى العدالة - على سياسات العمل والملكية والضرائب ......... الخ.
ترتبط الحرية ارتباطا وثيقا بالمبادرة والخروج عن المألوف ، كما يرتبط التقدم الاقتصادي بالمخاطرة ( مما يحتمل حدوث الخطأ ) أى بالتجربة والخطأ والسمة الغالبة عليه هى عدم الثبات أو عدم الاستقرار ، وهذه كلها صفات لا تتفق مع الفكر التقليدي والذي يعتمد أساسا على الحفاظ على القيم السلفية والاستقرار النسبي ( نسبة لارتباطه بالاقتصاديات الزراعية ) ، وهو بذلك يقتل الابداع والتطور . هنا اخوتي تكمن المشكلة العربية التي تؤرق الكثيرين منا ، وهى عدم تقبل فكرنا السقيم لمعنى الديمقراطية ، فنحن نمتلك عقلا يميل الى الحكم الظالم خوفا من المخاطرة ، ولو فرضنا جدلا بحدوث ثورة على الأنظمة والأوضاع السائدة فلن يقودنا ذلك الى الديمقراطية بمفهومها الصائب ، وانما سندخل مرحلة جديدة تسمى بالفوضوية تتخللها سمات الفتنة والتشتت . حيث أن الحرية في شكلها السياسي تتطلب وجود فكر واع متفهم لكافة جوانبها والحقوق الفردية المتضمنة من خلالها ، وهذا الفكر هو ما علينا تشجيعه وتنميته للحصول على مستقبل أفضل .
التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .
|