الموضوع: تأمل في الواقع
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-2008, 22:04   #1
معلومات العضو
كريمة وعيل
أمل مضيء
الصورة الرمزية كريمة وعيل








كريمة وعيل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي تأمل في الواقع




جلست في مكاني كالمعتاد أدون المحاضرة غير آبهة لما أسمعه من فوضى وليس في النفس متسع للقيل والقال فهي التواقة للعلى ..لا أدري كيف ولكن فجأة تحول بصري كلية وراح ذاك الإنتباه والتركيز الذي كنت أشغله في المحاضرة وانسل مني كسيف يستل من غمده وتحولت الدنيا بين ناظري في مشهد واحد ..لقد استغربت كثيرا مما رأيت ولم أعد أدرك ما أفعل ولا اين أوجه بصري فقد رأيت ما يستحي اللسان من ذكره ويهتز الفؤاد منه ..لم أدر ما فعلت ساعتها أظلمت الدنيا بين عيني ولم أدرك أين أنا و رحت ساعتها أتصور لو قامت الساعة في هذه اللحظة أو حتى لو أتاه ملك الموت ساعتها ماذا سيقول ماذا سيفعل ولو أن لو تفتح عمل الشيطان معاذ الله كيف سيكون مصيره ما أسوأها من خاتمة ..نسيت المحاضرة والدرس و رحت أقلب الأمر من جوانبه فكيف بي إذا أتاني
ملك الموت وانا في مكاني هذا أدون تدوينتي وحتى إذا نمت واصبحت في عداد الموتى كيف أقابل خالقي ماذا أعددت لآخرتي في هذا الزمن الذي صار المسلم فيه محاصرا بكل الشهوات أينما حل وولىّكيف لا والغرب يحاول أن يدس السم في عقيدتنا بل وبأبناءنا في هذا الجيل الذي صم ّآذانه عن صوت الحق و راح يلهث خلف مغريات الحياة تاركا وراءه تاريخا طويلا وامجادا وحضارات فيها ما يغنيه عما يتباهى به الغرب من حضارة إنما قامت في الحقيقة على أنقاض الحضارة العربية والإسلامية التي في الوقت الذي كانت في قمة ازدهارها عاشت الحضارة الغربية العصور المظلمة التي تفشى فيها الجهل والخرافات والظلم والطغيان وراح رجال الدين الكنيسة يعيثون في الأرض فسادا و يقفلون أبواب العلوم محتكرين كل شيء لصالحهم
_بعد جولة هربت بي فيها افكاري إلى أقاصي الأرض وسالف الأزمنة,عدت والعود أحمد مرة ثانية إلى مدرّجي ومحاضرتي رغم أن الكثير يحز في خاطري لأقوله ولكن وجدتني أنفخ في جلد فارغ..
وجدتني مرة ثانية أبتعد بأفكاري عن جدران هذا المدرج وأتجول بعيدا لكن هذه المرة رأيت العجب العجاب :رايت إحدى الطالبات ترتدي من الثياب ما غلى ثمنه وتحسد عليه وتتباهى بانه صنع في أوروبا وتضع علىوجهها كذاو كذا من الصباغ وتحمل من الحلي الغالي والفخم ..حقا لقد أعطاها الله والحمد له لكن كان يجدر بها أن تحمد خالقها على نعمه لا أن تتباهىثم وإن هي تباهت فعليها أن تتباهى بما صنعته أناملها أو بتعبير أدق بمنتوج بلادها "فعثك خير من سميد غيرك "فقد نجح الغرب في نشر سياية الفساد في البلاد الإسلامية والعربية عموما و خاصة المغرب العربي الذي راح ينهل من حضارة الغرب وحبذا لو أخذ من علومها و معارفها بل راح يقلد كل كبيرة وصغيرة متناسيا أصله وحضارته ودينه وعراقته ياخذ قشور غيره غير آبه لما قد يعود به عليه هذا التقليد الأعمى من دمار في العقول والنفوس فقد زرع الملل والضياع في نفوس هذا المجتمع الذي يفوق شبابه شيوخه
قال الإمام الشافعي:
إن الشباب والفراغ والجدة ...........مفسدة للمرء أي مفسدة


هذا الموضوع رغم أنه مستهلك وقدكتبته منذ سنوات إلا أنه أبى إلا أن يخرج اليوم من بين قصاصاتي ليبوح بما سكتنا كثيرا عنه وإذا طال حديثه فعذرا
لأنني لا أعرف كيف أسكت القلم إذا ما هو باح ...

بوح الصدى



التوقيع


حين نجد أنفسنا بين أحضان الغربة تصير أحلامنا كطير جريح على قارب العمر هنالك يغدو البحر خلا لنا والصمت نديما لنا
آخر تعديل كان بواسطة كريمة وعيل بتاريخ 19-07-2008 على الساعة: 23:13.