[عمر العياشي]

وأخيرا قلتها مدوية في وجهي أن '' لا''
أن لا مكان لك في قلبي.
أن لا سكن لك في عيني.
أن لا وطن لك على صدري.
أن لا هواك ينعشك من فمي.
أن لا ماء يرويك من شفتي.
أن لا يد ترتب عليك مني.
وأخيرا حزمت أمرك، ورفعت أنفك للسماء، وصعرت خدك عني.
وقلت بلا حنان وبلا رأفة وبلا حب، وبكثير استخفاف وعجرفة.
أن ارحل عن وطني، فليس لك بين ذراعي ملجأ.
أن احزم أمتعتك، فلست بعد اليوم مطارك.
أن انهض من فراشي، فما عاد دفؤك يدفئني.
أن ارجع لي ساعتي وأعد لي ما أنفقت عليك من وقتي.
أن تكلم مالي أراك تبكي.
أذرفت دمعي وكما عهدت نفسي استرجعت أنفاسي.
قتلني الغيظ وصرت نحيلا.
أماتتني الشماتة وصرت عليلا.
وتهت بين دروب نفسي، ورحت كالأحمق أتكلم وحدي.
نعم بكيت، ووضعت وجهي بين كفتي يدي.
أحسست بألم يعتصر قلبي، وبضيق يسكن صدري.
تاه مني خيط العقل وصرت مستعجلا أبحت عن رأسي.
بالطبع قبعت لوحدي بل كان الله معي.
استغفرته استرحمته ورجوته واستجديته.
أن يطفأ نورك في عيني.
أن يخمد لظى حبك .
أن ينسيني اسمك.
داولتني الأيام بمرها ومريرها.
وحل بأرضي الهدوء والأمان.
وانقشع السحاب عن سمائي.
واسترجعت أنفاسي
وكففت دمعي
وأخيرا استطعت أن أقولها مدوية في وجهك أن '' لا''
لا حياة لك يوم ناديت عليك
لا حرارة لهوى يذيب صقيعك
لا بلسما يبرئ سقمك
لا حجابا يستر عيبك
لا وسامة تليق بك
لا أموال الدنيا تطفئ هوسك
وحري بي بعد أن عليك سهري ، أن أنام.
وحري بي بعد أن عاملتك كالزجاج أن أكسرك.
وحري بي بعد أن أهديتك نفسي أن أسلبك أنفاسك.
أتذكرين
يوم قلت لك أنا لك.
يوم صارحتك وكشفت لك نقاط قوتي وضعفي.
يوم حكيت لك عن قذارة أفعالي.
وفي النهاية تقولين لي أن لا
اسمحي لي أن أقول لك أن نعم
نعم ما عادت لي ثقة فيك.
نعم ما لاقت عليك مجوهراتي.
نعم ما همني همي بقدر ما قتلتني همومك.

بقلم
عمر العياشي