وعدتُ اليك يا أبي بحقائب سفري الفارغة..
وعدت اليك بحقائب مليئة بالسؤلان..
عدت اليك وفي قلبي حزن عميق من أثر الفراق..
عدت اليك مع أمي المشتاقة اليك...
عدت اليك مع اخوتي..
كنت أكبرهم عقلا..
وكم أتمنى أن يكون لي عقل طفل صغير
كي أنسى مامضى..
كأن الوقت يتقاتل معي..
كأنه ليس معي..
كأنه مع الجميع..
لكنه يتجاهلني...
ودّعت الجميع.. ودعته هو أيضا...
وحددت موعد العودة..
ولكني لا أرى اللقاء الان
فالسفر طويل والطريق بعيدة...
عدت اليك يا دمايْ..
عدتُ الى ألعابي..
ألعابي المُغْبَرَّة... الناكرة للعرفان...
عدت الى حجرتي..
كما هي حين تركتها..
كما هي تركتني...
عدت الى الماضي..
عدتُ.. ولكني لست كما خرجت...
عدت وفي قلبي انكسار...
في قلبي تساؤلات..
في قلبي شوق الى بيت رب السماوات...
سأذهب الى الحرم...
أريد الصلاة..
أريد الدعاء...
أريد الاستغفار..
اريد البكاء...
سأذهب الى الكعبة..
أريد أن أطوف حولها...
أريد أن أسعى بين الصفا والمروة..
أريد الصلاة خلف المقام...
مقام منْ؟؟
مقام ابراهيم عليه السلام..
عودتي اليك يارب..
جئت الى أرض نبيك..
وأسترجي الغفران والاستجابة من بيتك...
عودتي ليست لألعابي حتى أعانقها..
أريد معانقة رحمتك بي...
أريد... فأنت أعلم بما أريد...
اللهم لا تكلني الى نفسي فأعجز ولا الى الناس فأضيع...
عُدْتُ إليْكَ يــــا رب...
بقلبي وقلمي
: عبير أكوام
19/يونيو/2009