عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2007, 11:55   #14
معلومات العضو
إدريس اطويل
master2010
الصورة الرمزية إدريس اطويل






إدريس اطويل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

"طوماس هوبز": فيلسوف الإصلاح السياسي


ولد "طوماس هوبز" يوم 5 أبريل 1588 في مدينة "ويستبورت" الإنجليزية. تربى في كنف أخيه الأكبر. ودرس الفلسفة، خاصة النزعة المادية، وتشبع بالفكر السياسي والأخلاقي. من أهم مؤلفاته "عناصر القانون" و"لوياثان". توفي في 4 دجنبر 1679 ودفن بمدينة "هاردويك" الإنجليزية.

"طوماس هوبز" فيلسوف مادي إنجليزي، اعتبر من أهم مؤسسي الفلسفة السياسية في أوربا خلال القرن السابع عشر. عرف بفكره السياسي وباهتمامه بقضايا النظام الاجتماعي والسياسي وتحقيق السلم والتعايش وتفادي النزاعات الأهلية. امتد اهتمامه كذلك إلى مجالات التاريخ والهندسة والأخلاق والفلسفة العامة. كما شكلت نظريته المتمحورة حول الطبيعة الإنسانية محور الأنثروبولوجيا الفلسفية في عصره، وبلور مفهوم العقد الاجتماعي، الذي ظل يتردد في أدبيات الفكر الإنساني ليشكل انعكاسه محركا لأحداث سياسية غيرت مجرى التاريخ. انشغل "هوبز" منذ بداية مسيرته الفكرية بدراسة نشوء بنيات المجتمعات الإنسانية، حيث انطلق من سؤال جوهري يتمحور حول ضرورة الخضوع للسلطة. وحاول الإجابة عن هذا السؤال بمقارنة مرحلة "ما قبل المجتمع" و"الحالة المجتمعية"، ليستنتج الأسباب التي عت لنشوء تلك المجتمعات، فتوصل إلى أن إنسان "ما قبل المجتمع" (أو ما يعتبره هو نفسه مرحلة "الحالة الأصلية") يتركز اهتمامه في المصلحة الذاتية في غياب سلطة تجبر الأفراد على التعاون. كما استخلص أن الإنسان في هذه المرحلة يخشى الآخرين، ولا يستطيع ضمان حاجياته في ظل سيادة الهمجية، موضحا أن السبيل الوحيد للخروج من هذه الحالة يتأتى عبر الاتفاق على قوانين مشتركة وآلية حكومية لفرضها. واعتبر أن وجود سلطة، وإن شابتها انحرافات بسبب غلبة العاطفة على المنطق، من شأنها أن تحول دون الرجوع إلى الهمجية. وانشغل "هوبز" كذلك بالفكر الأخلاقي، لكن بطريقة تختلف عن رؤيته للسياسة، حيث اعتبر أن فعل الإنسان يتوقف على ظروفه الاجتماعية الآنية. غير أن نظرته هذه للأخلاق تنتفي كلما برزت السلطة السياسية إلى الوجود، حيث يقتضي الواجب، حسب رأيه، طاعة أولي الأمر. ومع ذلك، يبقى مجالا الأخلاق والسياسة منفصلين في منطق "هوبز"، إذ تتناول الأخلاق الطبيعة البشرية، فيما تعالج الفلسفة السياسية الوقائع الناتجة عن تفاعل الناس فيما بينهم. وتميزت هذه النظرة للسياسة بالدعوة إلى ضرورة معرفة العالم بناء على استدلال عقلي يتفادى الخطاب العاطفي. وتركز اهتمام "هوبز" أيضا على قوانين الطبيعة والعقد الاجتماعي، إذ اعتبر أنه ينبغي على الإنسان تفادي ما أسماه "الحالة الأصلية أو الطبيعية" لأنها تحرمه من "حقه الطبيعي". فجاءت فكرته حول "القانون الطبيعي" شبيهة بما جادت به قريحة فلاسفة العصور القديمة والوسطى في هذا السياق، مشيرا إلى أن العقل البشري قد يتبين بعض المبادئ الأزلية التي من شأنها تسيير السلوك البشري. هذه المبادئ هي، في اعتباره، مستقلة عن التعاليم الربانية والدينية، وهي قوانين تنشأ عن الطبيعة ولا تنزل من السماء. وفي هذا السياق، صاغ 19 قانونا طبيعيا حاول من خلال بنودها الانتقال بالإنسان من "الحالة الأصلية أو الطبيعية" إلى المجتمع المدني. واعتبر "هوبز" أن السلطة السياسية الليبرالية لا تؤدي وظيفتها إلا عندما يشعر الناس بحافز إضافي خارج عن المصلحة الذاتية. ومن هنا جاء اهتمامه بالدين باعتباره الحافز الوحيد القادر على تشكيل السلوك الإنساني دون انتظار أي منفعة أو مصلحة ذاتية.

إعداد: محمد جليد

الاحداث المغربية



التوقيع