الموضوع: مناجاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2008, 21:10   #1
معلومات العضو
سالم العامري
مشرف
الصورة الرمزية سالم العامري







سالم العامري غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي مناجاة





عندما تمضي بنا السنون ، وتقترب رحلتنا في هذه الحياة من نهايتها ،
يتذكر الانسان ايامه الخوالي ، وينظر فاذا يداه خاليتان من ما اجهد نفسه في تحصيله،
وإذا ليس بين يديه الا الذكريات ، وتبعات ما قدمت يداه من مغامرات افنى عمره فيها .
في هذه الكلمات ، احاول رسم صورة انسانٍ وصل الى تلك المرحلة..
فارجو ان اكون موفقا في ذلك ...


مناجاة

مضى العمرُ ايامٌ تتابعُ بعضها
كشئٍ بلا نفْعٍ تبدد تالفا
واَسْلَمْتُ في طَيْش الشباب أزِمَّتي
هوىً في فؤادي كالزوابعِ عاصفا
اُطاوِعُ شيطاناً ونفساً أثيمَةً
الى السوءِ تُدنيني وبالشرِّ هاتِفا
* * *
فلما بدا للعينِ قُبْحُ خطيئتي
وجاءَ الذي اَهوى، وقد بانَ زائِفا
تراجعتُ حيراناً لِما قدَّمَتْ يدي
وصِرْتُ لِما فرَّطْتُ يا ربِّ آسِفا
وأنظرُ حولي والذنوبُ محيطةٌ
وتعلَمُ عِلْماً للحقائقِ كاشفا
فوا فرحتا ، فاللهُ ارحمُ راحم
وواسوْءَتا واللهُ بي كان عارِفا
يُهَوِّنُ ما بي فضلُهُ ويخيفُني
عذابٌ من النيرانِ يُخزي المخالِفا
* * *
فها أنا يا مولاي قد جئتُ حاملاً
ذنوباً واوزاراً ملأْنَ الصحائِفا
أمُدُّ يدي أتلو دعاءاً فتنثني
حياءاً ، فأفعالي كما قُلتُ آنِفا
وصوتيَ يا رباهُ ، يدعوكَ ضارعاً
فلا تُقْصِ مَأثوماً بِبابكَ واقفا
وإن كنتَ ذا حقٍّ بتعذيبِ جاحدٍ
فهلْ تَنْسَ إنساناً يناديكَ خائفا !!
لكَ الحُكْمُ إني قد رضيتُ مُسَلِّماً
فلا تخزِني ربّي بما كان سالِفا
وهبني لِفَضْلٍ في الكتابِ وَصَفْتَهُ
تبارَكْتَ موصوفاً، تعالَيْتَ واصِفا
لكَ الحمدُ ما صَبَّتْ على الاَرضِ دِيمَةٌ
وغَرَّدَ قُمْرِيٌ بحمدِكَ عازِفا

بقلمي : سالم العامري