أرض الظلام
أيام مضت كأنها الدهر
ساعة بها يوم واليوم بها شهر
أيام لا أعاد الله مثلها
أيام الظلام مثيلها القبر
فلا أنت حي ولا أنت ميت
ولا سماءهذه لا برولابحر
هذه أرض عذب أهلها
يحيون في شعب كأنها البئر
لا ينفع فيها مال ولاولد
ولا يؤنس فيها إيمان ولا صبر
لا يعرف لها دين ولاوطن
ولا يطلب فيها ولايكتب الشعر
أرض سجن لاأبواب له
فأمامك الجبل وخلفك النهر
ما فيها زرع طيب ولاشجر
ولاعشب فيها ولازهر
فكل أرض أنبتت شرا
لا يرجى من أهلها الخير
بأرجل عظم الله أجرها
قد سرنا لها حتى انقضى السير
فهذه الجبال تحتي أدكها
وهذا السحاب جنبي كأني الطير
خنبة خيب الله سعيها
شر لها خير والخير لها شر
أوزكان قوم لاقوم مثلهم
في قلبهم مرض في عقلهم صغر
سجنوا أطفال لاذنب عندهم
إلا جدهم ضل أو مسه السحر
إن ذهب حشيشنا فمن ذا يرزقنا
أوليس هذا قولهم كفروفعلهم كفر
أنالا ألعن فهم في الكتاب قد لعنو
أليس الحشيش هو الخمر
إن نظرت تعجب لأمرهم
في جيبهم مال في وجههم فقر
إن عاشرتهم أخي فاعلم
أن العسر يأتي من بعده اليسر
وإن حالفك الحظ يستحسن الفر
فالحياة ليست هي العمر
فإن تعش عشرا رغيدة
خير من ألف وبيتك الجحر
تراهم ركعا تحسبهم الدر
وهم نجس ينقصهم الطهر
الصحن يضرب والصلاة قائمة
فالظهر عندهم هو نفسه الفجر
إن نصحت فكلامك السفه
فكيف لا وعقولهم صخر
أبو جحش لا يرضى بعيشهم
أبو جحش يميته الأسر
أبو جهل لا يرضى بعيشهم
أبو جهل لا يرضه القهر
أووزكان قوم إن بعت سيدهم
فلا ينظر ولا يسأل السعر
بقلم عبد الصمد الدكالي
ملاحظة:
خنبة: هي قرية في أعالي جبال الريف بالمغرب.
أوزكان: هي القبيلة ال تي ينتمي لها سكانها.
الصحن: هو الإناء الذي يدق فيه مخدر الحشيش.
