عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2011, 20:03   #1
معلومات العضو
عمار البهلول
أمل قادم
الصورة الرمزية عمار البهلول








عمار البهلول غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي النهضة والفضيلة إذ يتحالف مع من يحارب الفضيلة




بقلم عمر البهلول

كثيرة هي التجمعات الحزبية التي تصف نفسها بالإسلامية، وتخاطب الناس على هذا الأساس وتطلب من الأحزاب الأخرى التعامل معها على أنها حركة إسلامية موجودة على الأرض، وتغطي تحالفاتها بغطاء إسلامي، رغم أنها لا تملك أي مشروع إسلامي سياسي شامل تناضل من أجله وتسعى الى تحقيقه، ومثل هذه الحركات "الإسلامية بالإسم فقط" موجودة في كل بقاع عالمنا العربي من العراق الذي يزخر بمئات الحركات التي تدعي أنها إسلامية، لكن أعمالها على الأرض من تحالفات مع المجرمين والمتعاونين مع الإحتلال، والمشاركة في حكومات صنعها الإحتلال، وفي اليمن اليوم حيث تتصدر بعض الحركات الإسلامية المشهد في الدفاع عن الرئيس اليمني، وتصدر الفتوى تلوى الأخرى تلوي أعناق النصوص وتفسر أيات القرآن الكريم خارج سياقها، في محاولة لخدمة النظام اليمني الفاسد على حساب الشعب.
هذا نموذج فقط من الحركات التي ترفع شعار الإسلام، لكن الإسلام من أعمالهم براء، والذي يجعلهم مجرد أدات بيد الفاسدين هو أنهم لا يمكلون أي مشروع إسلامي، ولا يحملون مبادئ وأخلاق الحركات الإسلامية الحقيقية العاملة على الأرض، التي تتوفر على مشاريع ومؤسسات ولا تناقض نفسها بنفسها.
والمغرب ليس بدعا من الشعوب، وخير دليل هو حزب النهضة والفضيلة الذي يرفع الشعارات الإسلامية ويسوق نفسه في المجتمع المغربي على أنه حركة إسلامية، لكنه لا يحمل أي مشروع إسلامي سياسي مثل الحركات والأحزاب الأخرى، إنه حزب قائم على شخص واحد كان منتنمي في السابق لحزب العدالة والتنمية، والآن فتح دكانة جديدة سماها النهضة والفضيلة، وجعلها في خدمة أذناب الفساد مثل مزوار والهمة، إذ لا يعقل لحركة إسلامية ترفع شعار النهضة والفضيلة أن تتحالف مع من أجمع كل المغاربة على فسادهم وتضييعهم لمقدرات الوطن،
لماذا هذا التحالف؟؟ وعلى ماذا..؟؟
التحالف كما هو معروف لعزل حزب العدالة والتنمية، مهما حاول قادة هذا التحالف أن ينفوا ذلك لكن مزوار يفصح شيئا فشيئا عن الوجه القبيح لهذا التحالف الذي يرمي الى الإستئثار بالمشهد السياسي ومنع أي تجديد في الحياة الساسية المغربية، وإدمة عمر الفساد ومحاربة المشروع الإسلامي كما صرح بذلك مزوار، الذي وصف الفكر الإسلامي بالظلامي والذي يريد إرجاع المغرب على القرون الوسطى، ورغم هذا الكلام لم يتحرك قادة النهضة والفضيلة ولم ينطقوا بمواقف واحد، ولم يعلقوا على ماجاء في كلام مزوار، بل خرسوا عن الكلام، إذا كانت النهضة والفضيلة فعلا حركة إسلامية بالمعنى المتعارف عليه هل تقبل أن يهان الحجاب ويوصف الفكر الإسلامي الذي تحمله وتدعوا اليه بالظلامي؟؟ ألا يستحق هذا الكلام الرد على صاحبه..؟!! كل هذه التساؤلات توصلنا الى حقيقة واحدة مفادها أن النهضة الذي يقف على شخص واحد يرفع شعار الحركة الإسلامية، وهو لا يملك أي مشروع إسلامي، والدليل على ذلك هو رد أحد أعضاء أمانته العامة على الشيخ أحمد الريسوني، في مقال مليئ بالتكبير والتهليل لصاحب هذا الحزب، يصفه فيه بالمؤمن الصبور، والتقي الورع، والمجتهد في خدمة الناس والذي آوى المتشرد وأطعم الجائع، وختم بالقول: أبعد هذا لا نقول عنه إسلامي وصاحب حركة إسلامية..؟؟!! إنها قمة السخافة والعهر السياسي أن يصبح الحوار على هذا الشكل، نعدد مناقب الناس وننسى أفكارهم ومشاريعهم وطموحاتهم التي لا يحمل منها هذا الرجل شيئا، لو كان النهضة والفضيلة يحمل مشروعا سياسيا لكان الرجل قد رد بالمنطق، وقال للشيخ الريسوني نحن لنا مشروع إسلامي ونطمح الى كذا وكذا..؟ ولكن عندما لم يجد هذا الرجل شيئا يرد به على الشيخ الريسوني، إختار الطريق الأسهل وأخذ يمدح في صاحب الحزب ويعدد مناقبه وكأنه نسي أن هذه الأعمال تقوم بها عشرات الجمعيات الخيرية، من غير المسلمة حتى، ولأن هذا هو حال النهضة فمن السهل عليهم أن يصطفوا بجانب أباطرة الفساد، حتى يرسموا لنا صورة في قمة التناقض وتعبر عن مدى الإنحطاط الذي وصل اليه البعض، الذين شوهوا الإسلام والحركات الإسلامية.
ولا عجب أن نرى إتهامات لحزب العدالة والتنمية بالوقوف وراء عمليات القتل في الجزائر في سخافة ليس لها مثيل، تعبر عن فكر مريض لا يحمل ذرة من الصدق والجدية، آمل من يكون هذا مخاض لما هو أحسن ويفسح المجال لشرفاء هذا الوطن لإصلاح ما أفسده الأخرون والله ولي التوفيق.



التوقيع
آخر تعديل كان بواسطة عمار البهلول بتاريخ 08-11-2011 على الساعة: 20:11.