الموضوع: القضاء والقدر
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2010, 02:07   #10
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

أخي العزيز المصطفى سعدت كثيراً بمداخلتك المفيدة لي ، وأود التعليق على بعضٍ مما ذكرتَه متفضلاً . بدايةً لا أعبر عن رأيٍ لجماعة معينة لأنني لست بسياسية منضمة لحزب معين ، فما أقوله ينتمي للمنطق ليس إلا وهو نابع من شعور لما أعيشه في بلدي من تجاوزات على حرية الأشخاص والمؤسسات - كشخصيات إعتبارية - ثانياً عندما نتكلم سوياً عن الساسة فليسوا جميعهم يمتهنون الفساد حرفة والبحث عن السلطة هدفاً ، كما أننا لو إتخذنا من ثورة الضباط الأحرار ( كما يطلق عليهم ) مثالاً يجب أن نعلم جيداً أنهم عسكريون في المقام الأول قبل أن يصبحوا سياسيين ، لذا فهي كانت ثورة عسكرية قلباً وقالباً وإن كانت تتخللها بعض المفاهيم السياسية الناضجة وذلك عن طريق أمثال مصطفى النحاس ومحمد نجيب وغيرهم ، لكنها كانت مجرد مفاهيم لم يتم تطبيقها على أرض الواقع ، وللعلم لم يكن أي من أولئك سياسياً ناجحاً أو حتى سياسي بالمرة ، وذلك بالنظر إلى سياستهم الخارجية والداخلية . فقد كان نجيب يحاول تطبيق ما سبق كتابته على الأوراق وما تم إلقاؤه عن طريق الإعلام ، وتمت تنحيته ومن بعده عبد الناصر الذي فشل فشلاً ذريعاً على الصعيد الخارجي ، وأنور السادات من ساعد على ظهور الجماعات المتطرفة في مصر وأشعل نار الفتنة لتحرق شعباً كاملاً وما يذكر له من حسنات اللهم إلا حرب أكتوبر - ذلك إن كان ما حدث يعد نصراً - وتلك لم تنجح بفضله ، وأخيراً الملك العزيز المبجل - وقد كان ضابطاً أيضاً - محمد حسني مبارك وله عندي الكثير من مكنونات الإعلاء فمن أهم إنجازاته أن صنع بلداً بدون هدف تلطمه الأمواج من كل جانب علّه أن يستقر وما من فائدةٍ . هل تعلم أخي أين المراسي ؟ هى أفكارنا أنا وأنت ومن هم مثلنا من الآمال المشرقة في سماء تسودها غيوم الظلم والإستعباد . أخي العزيز عند دراستك لتاريخ أوربا سترى إستقرار المفكرين السياسيين على الإهتمام بالعلوم السياسية والنظريات التي تقوم على الإنفتاح والمرونة وحريات الأفراد العينية والمدنية ضاربين بكل القوانين الكنسية - والتي تدخلت في السلطة خلسة بسبب الجهل الذي ساد العصور المظلمة - عرض الحائط ، وقد فرق المفكرون الأوربيون بنسبة كبيرة جداً بين الحكم المدني والحكم الديني . ماذا حدث لتلك الدول بعد ذاك ؟ لقد تخلصت من الأوتوقراطية والتي كانت تمثل الجهل بعينه آنذاك ، ولا أقول بأننا نحتاج الى نفس التصرف في بلداننا العربية - فقد وهبنا الله ديناً مستنيراً خالياً من براثن الطقوس الداعية للتخلف - لكننا في أمس الحاجة للتخلص من الجهل نفسه ، فالسعي للمصالح الشخصية هو جهل والركض وراء السلطة الزائفة هو جهل . لماذا ؟ لأننا كما لو كنا في سفينة في عرض البحر فإما أن يهتم الربّان بالسفينة ككيان كامل وهنا سنصل لغايتنا متغلبين على مصاعب المسيرة أو يهتم فيما لنفسه من مآرب تاركاً السفينة للغرق بما فيها هو نفسه راضياً بما حققه لنفسه على المدى القريب ولفترة قصيرة جداً . ثالثاً تشتمل الحركة الإصلاحية على مقومات رئيسية فهى ثلاثية الأبعاد - من وجهة نظري - تعتمد على إصلاحٍ فكري وسياسي وإقتصادي وأعتقد أخي الكريم أنك لا تحتاج لتوضيح ، وأخيراً أعتذر عما أصابك من ملالة من الإطالة بعض الشئ وأعدك بأنني قد قبلت دعوتك لقراءة الكتاب الذي تفضلت بذكره - ذلك إن تمكنت من الحصول على نسخة منه - وأتمنى أن يكون لفائدتي فأنا أعشق القراءة المفيدة البناءة . شكراً مصطفى على مداخلتك ثانية وأتمنى لك النجاح الدائم في دراستك وعملك .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .
آخر تعديل كان بواسطة رانيا على بتاريخ 07-12-2010 على الساعة: 02:11.