عرض مشاركة واحدة
قديم 21-02-2009, 09:05   #9
معلومات العضو
محمد أعمروشا
أمل قادم
الصورة الرمزية محمد أعمروشا







محمد أعمروشا غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

أعتقد أن أكثر ما يسيء للراسب هي المقارنات..

فتجده إذا أخطأ في امتحان ما أو لم يحسن الإجابة يرميه الجميع بجمل ك: "أصدقاؤك وصلوا للإعدادية و أنت ما زلت في الإبتدائي"، "فلان بن فلانة نجح و اشترت له أمه دراجة، و الله لن أشتريها لك حتى تنجح"، "تريد اللعب بالكرة؟ والله (وكل أنواع تغليظ الأيمان) لن تلعبها حتى تنجح"..

بل تجد الأساتذة في أول الفصل يجمعون معلومات عن التلاميذ، إلى أن يصلوا للتلميذ الراسب و يعرفوا برسوبه فيرميه بنظرة احتقار و يطبع على اسمه "كسول"، هذا إن لم يحرجه أمام بقية الطلاب..
و أكثر من هذا، هناك أساتذة يطلبون ممن ظهرت عليه علامات التفوق ألا يقتربوا من التلميذ الراسب لكي لا يعديهم و ينقل إليهم علته!!

نتيجة كل هذا؟؟
==> التعقيد!!
نعقد نفسية الراسب و نضيق الخناق عليه، نذكره كل حين برسوبه و نحكم بحتمية فشله مستقبلا، نفقده الأمل في النجاح و نحط من قيمته كل حين..
ثم ماذا؟ ثم يرسب مرة ثانية!! و نزيد الطين بلة و نرمي عليه شباكا أخرى حتى تصده عن الحركة جيدا و أقرانه ينطلقون، ثم نفك عنه الشباك و نقول: "أنت مطرود!"

هناك من يلقي باللوم على التلميذ فهو طوال السنة يلهو و يمرح، طبعا سيكون الرسوب من نصيبه غالبا. لكن لم نلقي باللائمة على التلميذ الصغير الذي لا يعرف ما يضره و ما ينفعه بدقة؟ أوليست ال15 سنة لم تمضي من عمره بعد؟ فكيف نتوقع منه أن يفهم مصلحته و يبتعد عما يضره؟
و تجد الأم لا تتابع ابنتها طوال السنة و الأب لا يعرف في أي قسم يدرس ابنه، و في نهاية السنة يكتشفون خبر رسوب "الإبن العزيز" فينهالون عليه باللوم و الحرمان مما تميل إليه نفسه، و من يدري فقد تكون العصا من نصيبه أيضا..
بل أنتم الذين تستحقون العصا، أين كنتم طوال السنة؟ أالآن اكتشفتم أن لديكم ابنا يدرس و ابنة تدرس؟ بل أنتم قوم لا تعقلون..
يذكرني هذا بمجموعة من أولياء الأمور الذين يختفون طوال السنة و لا يسمع نفيرهم، إلا في شهر 6! حينها يتذكرون عنوان المدرسة و يتجهون صوبها ليستفسروا عن مستوى أبنائهم و إلى ماذا آلت إليه دراستهم!! ثم يلقون بعض الإبتسامات الصفراء في وجه الأساتذة مع بعض الوصلات لعل و عسى ينتقل الإبن للصف التالي..

---*---
الحل في نظري أن نترك الراسب لشأنه، أن نتصرف معه كأنه شخص عادي (من قال إنه شخص غير عادي؟)، أن ننسى بتاتا أنه رسب و لنبدأ معه حياة جديدة..
فقط قبل يومين كنا نناقش نفس الموضوع أنا و صديق لي يدرس في فرنسا و هذه أيام عطل له.. أخبرني أن الجامعة التي يدرس بها تمنع ترتيب الطلبة على حساب النقط التي حصلوا عليها و تعليقها أمام العموم، تمنع الإشارة إلى أن الطالب رسب في كل اللوائح، تمنع التمييز بين الطلبة و حظر بعض التخصصات على من رسب ذات يوم، بل تمنع الأساتذة من معرفة أرشيف الطالب و هل سبق له أن رسب أو لا و كم جمع من نقط السنة الماضية!!

لم كل هذا؟ بالتأكيد لكي يكون جميع الطلبة متساوون أمام الأساتذة و يتعاملوا معهم من هذا المنطق (لا من منطق كم حصلت في السنة الماضية)، أن يقيموهم بحسب مجهوداتهم الحالية و لا يتركوا للنفس أن تأخذ انطباعا سابقا لأوانه عن طالب ما لمجرد أنه رسب السنة الماضية أو بالكاد استطاع النجاح..
حتى الطلبة في أول السنة لا يعرفون المتفوق منهم من الراسب، و بالتالي يمكن للراسب أن يتصرف بطريقة عادية إن شاء، و يمكن ألا يكتشف أحد رسوبه السنة الماضية لكي لا يحكموا عليه من هذا المبدأ، يمكنه الدراسة بكل راحة و طمأنينة و التعامل مع الأساتذة باحترام..
طبعا لكم توقع النتائج..


بالمناسبة، لم أرسب يوما و لله الحمد، لكنني أعرف بعضهم ممن رسب و لا يستحق الرسوب، و كيف ينال الأذى و التصورات المسبقة و سوء التقدير من الأهل و المجتمع و الأساتذة و زملائه أنفسهم، فأطلت الحديث قليلا، فاعذروني..



التوقيع