عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-2009, 20:43   #10
معلومات العضو
عبد الهادي اطويل
ادارة الأمل
الصورة الرمزية عبد الهادي اطويل






عبد الهادي اطويل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
موضوع قيم تصفحته منذ الوهلة الأولى من نشره ولكنني آثرت التأخر في الرد.. ربما كنت أنتظر جمع حفنة من الغضب لأدخل الموضوع وأنا فأر تجارب بكل المقاييس، لكن يبدو أنني لا أنفع غير إنسان ^_^
في الحقيقة أتفق مع كل من سبقني في كون لحظة الغضب حاسمة فعلا، وجميل هذا الموضوع الجميل الذي ينبهنا إلى تلك الطاقة التي نشحن بها عند الغضب، ولكن الأجمل دعوة الموضوع إلى استغلالها في شيء إيجابي..
لست أدري من أي الأنواع أنا، فلربما يحتاج الأمر إلى اختبار، ولكنني أرى نفسي من ضمن الفئة التي تحاول أن تكتم الغيظ، وأحيانا يحدث لي كما يحدث مع أختي أسماء، لكنني في الغالب أطمح لأن أربط كل ما يلف حياتي بما ورد في سنة نبينا الكريم، وأيضا في القرآن الكريم ما استطعت إلى ذلك سبيلا..
فيكفي أن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) آل عمران.
أنظروا معي إلى المكانة التي وضع الله فيها "الكاظمين الغيظ"، فإذن أن نكظم الغضب هو خير سبيل لتجنب ما قد يلحقنا من أضرار جراء الغضب، سيما أن مرتبة الشخص الذي يكظم الغيظ سابقة على الذي يعفو عن الناس، وذلك ربما والله أعلم أن من يعفو عن الناس ممن ظلموه ربما، يفترض أن يكون قد غضب ثم عفى، بينما من يكتم غيظه فهو كتم الغيظ وعفى في الآن نفسه، وهذا مجرد تحليل شخصي فأرجو ألا أكون قد ابتعدت به عن الصواب..
أيضا دوما يحضرني الحديث الشريف:
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" رواه البخاري ومسلم.
وهي دعوة أخرى صرحية من الحبيب المصطفى إلى امتلاك النفس عند الغضب..
لذلك ومن خلال ما سبق يمكن أن أقول: إنه حال الغضب، وبمجرد أن نستهدف من كتم غضبنا رضى الله ورسوله فإن هذا الأمر كفيل برأيي بأن يبعد عنا كل تأثير سلبي للغضب على النفس، ذلك لأننا جعلنا هدف طرد الغضب أسمى من كل هدف، ألا وهو رضى الله عز وجل..
لذلك فأنا أعتقد بأن كتم الغيظ طاعة لله ولرسوله قد يكون أعلى مرتبة من محاولة تفريغ قوة هذا الغضب في أمر ما، أو لعلهما أمران متكاملان من حيث لا أدري، فقط ما أريد قوله هو أنه وحينما يتذكر المسلم لحظة الغضب أن الله عز وجل ورسوله الكريم قد نهياه عن الغضب حينها سيكون ذلك أكبر رادع لنوبة الغضب تلك والله أعلم..
أشعر أنني قد خرجت عن الموضوع ربما، ولكنني حاولت أن أنظر إليه من الزاوية الدينية، ذلك أن هناك الكثير من الأمور في ديننا الحنيف والتي نراها بسيطة لكنها في الأصل عميقة، وقد تقام دراسات كثيرة معمقة لتصل إلى أمر كان يبدو لنا في حديث أو آية أمرا بسيطا..
كما وأرى أن لموضوع الغضب وكتم النفس علاقة بالحديث الشريف التالي:
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمن ظلمك"
وإنني أكاد أجزم أن الشخص الذي لا يتمالك نفسه عند الغضب لبعيد كل البعد عن كل صفة من تلك الصفات السامية..
في الحقيقة موضوع قيم، والطريقة التي طرحتها أخي خالد لتجنب التأثير السلبي للغضب هي رائعة فعلا، وقد حاولت من خلال ردي هذا أن أكمل ما تفضلت به بأن أبرز الحلول التي يوفرها ديننا الحنيف في هذه المسألة، فأرجو ألا يكون ردي خروجا عن الموضوع..
شكرا لك مجددا، ومني لكم أرق تحية..



التوقيع