[يونس مجدوبي]

يُقشّرني الحب بأظافر حَنّانة

يرمي بي كحبات الرمانة

يسحقني قمحا وعنبا على الرحى

نبيذا لروعة إنسانة

يشعلني قـنديلا في ضباب الأحزان

يزيد حياتي موتا

يصُبني زيتا

على نار الحرمان

يكْسرني الحب كمرايا النسوان

يقْسمني قسمين ضحك وأحزان

يبْكيني أنا يذيبني أنا يَهـيج بي

كسيلان البركان

يدوسني بخطى واثقة

يَسحق بُرعمي أنا

عطرا من شهد الريحان

يحملني الحب على نعش القزح

نطوف سويا

في الشوارع

في الطرقات

نعلّق الذكريات

ونترك معاً عنوان الوداع

هو ذا الحب لـــــي أنا

يطوف بـــــي أنا

يرفرف بـــي كالحمامة البيضاء

يغني لـــي..

أحلى غنوه

يلمسنـــي

يعزف على ذاتي

خلف مياه القيثارة

يراقصني

يَخطفني

من ألوان الدنا

ويفتح سجلي أنا

يمزق شرايين كتاباتي

يكسر عاداتي

ويدون أني حر ولا حر

يطوق حالي

يبعثر أوتاري

يحي حياتي والكلام المر

في خيالي أتيه وحدي انا

وخلفه أدور وأدور

شيء عنه يمالكني

شيء عنه يبدل حالي

و يحمل بي إلا ما لا عصور

شيء عنه يتبناني

شيء عنه يعلمني يدرسني ..

سمو الحب بالإنحاء

وكيف يكسر الحب العداء

و شكل الكبرياء

كيف يكسر هوان الفقر

و شموخ الجوزاء

كيف يكسر الحب أصوات العزاء

يَقلب الحب الحال حال بكاء وغناء

يكسر الحب عِناد الطفولة

يجهل القِيل والمقولة

يكسر الحب بريق الحلّة

يكسر الحب فرق السنين بالطفولة

اللون الأبيض أو الأسود ..

يكسر ويكسر

الثقافة يكسر..

اللغات المذاهب أوالديانة

يُـنتحَر الحب من ذاتٍ الكتَّامة

ينفي المحاكم و الشهود

ينفي الموت أو الوجود

ينحث الهوى بأسمى الجلود

على الحيطان على لسان الولهان

يَسري كالنغم بدم الإنسان

يغنى الحب في الدنيا

على الكمان

في السما

في الأرض

في الوديان

مع دمع الشموع

على هذب الأجفان

يَحْفر الحب أضلعي أنا

يُغْرِق الدّمع وجداني

ينسيني وينسى معي العنوان

يمسسني على أغلى الألحان

يُنسيني وينسى معي شكل النكران

يُهديني الحب أحلى الهذيان

يُنسيني وينسى دمع الحرمان

يُغازلني الهوى أشذى الألحان

لمساتٍ

قبلاتٍ

يُنسيني وننسى فصول الرحمان


يونس مجدوبي