الموضوع: بَاسِمَة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-02-2009, 00:02   #1
معلومات العضو
عبير اكوام
نجمة الأمل
الصورة الرمزية عبير اكوام








عبير اكوام غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي بَاسِمَة




( بــــــــــاسِـــــــمـــَـــــــة)


كم رائعة هذه المدينة، أُناسها كرماء، وجوها معتدل ،والأرض خضراء، والسماء صافية زرقاء،لم أكن أحلم بكل هذا ،هذا كثيرعمَّا كنتُ أحلم به، الحمدلله هذا من فضل ربي، اين أنت يا عادل لتنعم بما أنعم به الآن،ويالا سُخرية الأقدار أعود أنا الى الوطن فترحل...

كانت هذه تأملات بّاسِمة من نافذة غرفتها بعد صراع كبير بين الاغتراب وحلم الإستقرار في الوطن الذي كاد يُصبح غريبا عليها....

تدخل والدة بَاسمة وتقطع عليها حبل تأمُلاتِها

-(الوالدة): عزيزتي باسمة الجميع بانتظارك وهناك مفاجئة تنتظرك يأمل الجميع بأن تُعجبك.
-( باسمة ): أُوه يا أمي، إن تأملاتي كثيرة في هذا الوطن الذي افتقدته سنوات طويلة من عمري، دعوني عنكم تكفيني هذه المفاجأة والنعمة الكبيرة...
الوالدة في استغراب وما هي يا باسمة ؟؟
- (باسمة ): انه الوطن يا أمي، لا أريد شيئا بعد الآن، يكفيني موطن يعترف بي وسقف يسترني من البرد..
-(الوالدة) : كفى من تأملاتك وأحلامك الساذجة، هيا البسي حجابك فالجميع في انتظارك في الدور الأول.
-( باسمة ): آهٍ من هذه الحياة ومن مفاجآتها الله أعلم وحده بها ،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آه ،عمّتي
- (االعمة): نعم يا ابنة أخي، في شوق كبير إليك، ما شاء الله كبرت، لم يبالغ أبدا عادل حين رآك ذلك اليوم تتمرنين في البحر..
- (باسمة ): ماذا؟ عادل؟ هل قدم من إيطاليا ( وتلتفت بسرعة وتتأمل مرة أخرى غرفة الضيوف حتى تتصادم نظراتها مع ابن عمتها عادل )، آه كيف حالك يا عادل؟؟ الحمد لله على سلامتك
-( عادل): اهلا بابنة خالي ، انا بخير والحمد لله
- (باسمة): لَم يُخبرني أحد بقدومكم
-(العمة): لآنَّه شرطنا، أردنا أن تكون مفاجئة يا ابنة أخي
- (باسمة): أبي ، لم أعتد أن تخبئ شيئا عني
-(الوالد): لا يا بنتي كانت هذه رغبة عمتك الملحة
- (عادل): على العموم الحمد لله على جمعة العائلة
والحمد لله على استقراركم يا خالي
-(الوالد): الحمد لله
- (العمة): يا أبو باسمة ، بعد السلام وحمدالله على التمام نريد با سمة لعادل على سُنَّة الله ورسوله، لقد قدم من إيطاليا ليكمل نصف دينه مع ابنتك باسمة، فما جوابك.

-(الوالد): يا أختي العزيزة، لا أرى في ابن أختي عيب يُعاب ،ولا قول يُعاد، غير أن الشورى هي أول الخطى فأمامكم باسمة واسألوها.

(باسمة في دهشة) ماذا أقول يا أبي أخاف القول ويُقال عني عصيت ،وعني الكبير اعتديت.
-(الوالد): يا ابنتي الكلمة كلمتك ولا غبار.
(عادل ينظر في صمت)

-(باسمة): يا ابن عمتي كم جميل أن يتوج الحب الصامت منذ الصغر بزواج يصفق له الصغير ويبارك عليه الكبير ولكن أتساءل عن استقرارك؟ \
هل ستستقر يا عادل في الوطن ؟؟

- (عادل): لا يا باسمة،إني عازم على الرجوع إن شاء الله فحياتي بدأتها هناك في ايطاليا ولا استطيع أن اتركها الآن، وان موافقتك في مرافقتي لإكمال المشوار معي لشرف كبير لي ولا أخفي عليك انني فعلت المستحيل لأكون أمامك اليوم.

- (باسمة ): ولكن ألا ترى أن حلمي هو وطني؟َ!!
- (الوالد): أجيزي المقال يا باسمة
-(باسمة) :أعتذر يا ابن عمتي، عن جرح الكبير وهدم آمال الصغير غير أن الحب وحده لا يكفي،فأنا لا أقوى على العيش والاغتراب من جديد..


‏31‏/01‏/2009
بقلمي – عبير أكوام



التوقيع