عرض مشاركة واحدة
قديم 20-03-2008, 10:01   #1
معلومات العضو
عبد الهادي اطويل
ادارة الأمل
الصورة الرمزية عبد الهادي اطويل






عبد الهادي اطويل غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي "كتبكم ليست لكم"




أهلا بكم أحبتي الكرام..
طبعا وكما يعلم الغالبية منكم ممن يتتبع مواضيعي بأنني من متتبعي مدونة الأخ عبد الله "سردال"، فهي مدونة حقا راقية بمواضيعها ومحتوياتها المتجددة الهادفة.. (طبعا أنا متابع أيضا لمدونات أخرى غيرها تستحق المتابعة، وكم أتمنى أن يصبح كل أمل مهتم بعالم التدوين، بعيدا عن عالم المنتديات العربية التي باتت دون مصداقية وعبارة نسخ ولصق، وهو الأمر الذي نحاربه هنا بشدة رغم الصعوبات..).
لكن موضوعي هذه المرة لم ينشر بمدونة سردال بمعنى الكلمة، فقط وجدت له إحالة إلى مدونة أخرى لأخت كريمة تدعى هديل أسمت مدونتها باب الجنة.
تطرقت الأخت هديل إلى فكرة في الحقيقة راقتني كثيرا، وأتمنى تطبيقها يوما ما متى سنحت لي الفرصة، ولقد رأيت من واجبي نشر الفكرة لنرتقي بفكرنا خصوصا في مجال مهم وحيوي وهو مجال القراءة والكتاب..
يبدو أنني أطلت من غير أن أفصح عن الفكرة، لذلك أقتبس لكم هنا كلام الأخت هديل من مدونتها:
"طوال الأسبوع الماضي وأنا تحت تأثير فكرة وصلتني عبر البريد الألكتروني، أحاول أن أجد أفضل الطرق لتنفيذها وتطبيقها، وأشاور آخرين في مدى فعاليتها.

الفكرة بسيطة جداً، أبسط حتى من قضاء أسبوع في تأملها وتمعنها، لكن شدة إعجابي بها جعلني أتأخر بطرح الموضوع حتى أظن أني أستوفيه حقه.

الفكرة بدأت من هنا،ولم أجد أفضل من مقال للأديبة اللبنانية جمانة حداد قد كتب عنها:
وصل جيروم الى المحطة في لحظةٍ كان قطار الأنفاق ينطلق. جلس يرتاح على المقعد البلاستيكي الأصفر ريثما يصل المترو الباريسي التالي. حدّق الى اللوح الرقمي: ثمة زحام وتأخير، ولن يصل القطار الثاني قبل 12 دقيقة. تفحص المكان حوله: وجوه انتظار شاحبة ومتأففة، ترطّبها حماسة بعض السياح وأصواتهم العالية. نظر قربه: كتابٌ متروك على المقعد المجاور. لفته العنوان الأحمر على الغلاف البيج: “الجنس الوسيط”. Middlesex. انه بالانكليزية، وهو يتابع دروسا ليلية في الانكليزية بعد انتهاء دوام عمله. نظر الشاب حوله من جديد. لا أحد يبدو مهتما بالكتاب أو معنيا به. تناوله عن المقعد. اسم الكاتب غريب: جيفري اوجينيدس. ترى من يكون؟ فتح الكتاب الضخم بفضول وقلّب الـ 529 صفحة. نظر الى الفصل الأول، شدّته الجملة الافتتاحية: “ولدتُ مرتين، مرّة كفتاة في يوم صاف استثنائيا في ديترويت، في كانون الثاني 1960، ثم ثانية كفتىً مراهق في غرفة طوارىء قرب بيتوسكي، ميشيغان، في آب 1974″. فكر جيروم ان مالك الكتاب لا بد نسيه على المقعد، ورأى أن لا ضير من أخذه. عندما وصل المترو أخيرا، أكمل الشاب والكتاب المشوار معا.

ما لم يكن جيروم يعرفه آنذاك، واكتشفه في ما بعد عندما انتبه الى الكلمات المكتوبة على الصفحة الأخيرة من الكتاب، ان مالك “الجنس الوسيط” لم “ينس” كتابه، بل تركه. تركه هناك على ذاك المقعد البلاستيكي الأصفر عن سابق تصوّر وتصميم. لا بقصد التخلص منه، بل لكي “يتبناه” قارىء آخر، ويكون والدا موقتا له، مثلما يُترك طفل على باب ملجأ للأيتام. “انطلقت رحلة هذا الكتاب مع ديمي تشستر في 15 تشرين الأول 2003 في شيكاغو. يرجى ممن يجده أن يقرأه اذا كان مهتما، ثم ان يتركه بدوره في مكان عام عندما ينتهي منه”. لقد قطع كتاب اوجينيدس إذاً محيطا كاملا خلال سنة ونصف سنة من الترحال، ومن يعلم كم عدد الايدي والبلدان والعيون والقراء المختلفين الذين تنقّل بينهم، نساء ورجالا وشبابا ومسنين واقوياء وضعفاء وغاضبين ومرحين وعاشقين ويائسين الخ.

هذه، في اختصار، قصة من مجموعة قصص تشكل ظاهرة تشهد رواجا كبيرا في الغرب اليوم، تحمل اسم Book crossing، وقد “تورّطت” فيها حتى الآن 120 دولة من العالم. الظاهرة بدأت في الولايات المتحدة منذ بضعة اعوام، ومؤسسها اسمه رون هورنبايكر، يقيم في ميسوري، ويشبّه الكتب بالفيروسات: فيروسات جميلة تنتقل عدواها من انسان الى آخر ومن بلد الى بلد، والهدف: تحويل العالم مكتبة ضخمة ، وتسهيل القراءة المجانية.

لبقية مقال (كتبكم ليست لكم)
فكرت إن كان يمكننا فعل ذلك، أن نترك كتباً على قارعة الطريق، نتركها لعابرين مجهولين، ننشر شيئا جميلاً بدون مقابل، ونستمتع ونحن نترك بعض منا لمن لا نعرف..

رغم كل المخاوف من الفشل، قررت التجربة، وسحبت 3 كتب من صندوق جمعت فيه كتباً ماطلت كثيراً في إهدائها لمكتبة عامة، وقررت أن أجازف بها..

كتبت على صفحاتها الأولى:

ووضعتها في حقيبتي، استعداداً لأي خروج قريب، وهو ما حصل عندما خرجت إلى متجر (بست) للإلكترونيات. لماذا كنت خائفة، وأتلمس حقيبتي بين الفينة والأخرى رغم يقيني بأني أفعل شيئا جيدًاً؟ في الحقيقة لا أعلم، إلا أني تيقنت بأن الأمر أصعب مما تخيلت، لكني تجاهلت خوفي بإخراج كتاب ووضعه بين أجهزة (اللاب توب) التي غالبا ما تحظى باهتمام معظم رواد متاجر الإلكترونيات، وابتعدت قليلاً لأرى ما إن كان سيلفت انتباه أحد، لكني خرجت دون أن يؤخذ.

لا أعلم إن كان قد وقع بيد مهتم، أو ربما أخذه عامل التنظيف الذي كان يمسح الطاولات القريبة، لكن بقي كتابان في حقيبتي ، سأتركهما في مكانين آخرين، وربما يأتي يوم أجد فيه كتاباً جميلاً، كنت أبحث عنه منذ زمن، وربما تعود إليّ كتبي يوماً وقد كتب عليها آخرون كم استفادوا منها، وأنهم يطلبون ممن يجدها أن يتركها في مكان عام آخر!"
انتهى كلام الأخت هديل، وهذا رابط المقال: كتبكم ليست لكم.
يجب أن تقرؤوا كل ما كتب قبلا لتعرفوا الفكرة، فتجنبوا الكسل قليلا واقرؤوا فالقضية أصلا قضية قراءة ^_^
جميل أن نعمل على نشر عادات جميلة مثل هذه رغم العراقيل، فلو حاول الكل لهان كل شيء..
كانت تلكم فكرة الكتاب المنسي عمدا نقلتها لكم لما أحسسته من واجب تجاه هذه الفكرة الرائعة، لدرجة أنه تم فتح موقع خصيصا لمتابعة ما تم توزيعه من كتب بهذه الطريقة، ونأمل أن نجد يوما ما كتابا عربيا على صفحاته، وهاهو رباط الموقع:
Book Crossing
بالتوفيق للفكرة وللجميع، ومني لكم أرق تحية..



التوقيع