الموضوع: أنت والآخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-10-2010, 00:23   #1
معلومات العضو
عمر العياشي
أمل مضيء
الصورة الرمزية عمر العياشي







عمر العياشي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي أنت والآخر




عبر مسيرة حياتنا ربطنا خلالها علاقات عدة فكانت مع والدينا وإخوتنا وأصدقائنا وجيراننا وأساتذتنا... بيد أنه ومع تقدم عمرنا نحس بنزعة تواقة إلى إيجاد امرؤ تصفو له أنفسنا ويرتاح وإياه عقلنا ويكون سكنا وبلسما لجراحاتنا فكان أن كان النصف الآخر.
واسمح لي (أخي القارئ أختي القارئة) إن حصرت تفكيري في ذاك الآخر وهذا مرده أنك سترهن حياتك في يديه وسيكون صعبا عليك أو عليه أن تغيريه أو يغيرك كما تتغير الملابس. فكان من الضروري أن يكون إنسانا يفهمك وهذا أمر سهل في نظري لماذا؟ لأنك قد تجدين من يفهمك بمعنى أن يفهم شخصيتك ومقوماتك لكن الخطير والصعب أن يتفهمك والتفهم أن يقبلك على علتك وصحتك...
في وقتنا الحاضر يحار المرء في كيفية التعامل مع الآخر، فإذا علمنا أن النفاق والكذب أصبحا عملتين رائجتين في معاملاتنا وأنك تسعى في أن تتعامل بصدق ومحبة مع نصفك الآخر فانه لا ينفك أن يسكنه هاجس عدم الثقة وعدم الوضوح.
لا نقاش أن الواحد منا مدعو أن يضع نفسه محل محاسبة ذاتية ليعرف نواقصه ومزاياه، غير أن الآخر مدعو هو أيضا لفعل نفس الشيء.
البعض وأقول البعض يفضل أن تعامله كما تعامل الأطفال، فمهما رفقت بحاله ومهما أغدقت عليه من المحبة ومهما تفهمته فانه لا ينفك في أن يعتبرك ناقصا عليلا قليل الشأن، ولو نزعت إلى معاقبته وإسماعه ما لا يرضى فستجده متواضعا قليل الشأن مكسور الخاطر.
ألم ندرك بعد أن سعادتنا في سعادة الآخر؟
فالآخر قد يصبح أنت عند الآخر. وعليه فقد قالوا قديما كما تدين تدان.



التوقيع
{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}