الموضوع: القضاء والقدر
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2010, 06:52   #1
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي القضاء والقدر




الى كل أمل ، لا تدع الفلسفات الخادعة تجرك الى اليأس بمفاهيمها المغلوطة ، فكلما نظرت الى وضع ظالم يسود حياتنا ، أرجوك أن تحاول تغييره ولو بكلمة... بفكر نابع من عقل آمل فى الحياة الحرة الغير مقيدة بقيود التعسف والقمع . يقولون قدّر الله وما شاء فعل ، وأما الأمل الناضج الفكر يقول لا قدّر الله بالظلم أبدا ، انما الظلم من سياسات الأمم المظلمة التفكير والتى هى بعيدة كل البعد عن الله وتقديره . أأمل أن لا تقف أهدافنا عند حد السكون تجاه الظلم الواقع علينا من قبل الحكومات العربية لشعوبها ، فلا يعد السكون شيمة من شيم الأمل بل هو التقاعس والسلبية بعينها . يقول الجبريون - أو من أحب تسميتهم بالعاجزين - بأن كل ما يحدث من أحداث تحيط بنا لا يد لنا فى تغييرها ، فهى قضاء وقدر من عند الله ، وحتى لو أننا حاولنا تغيير مجرى هذه الأحداث لن نستطيع لأن الله يريد ذلك . انها ارادة الله ؟! بالطبع ليست هى ارادة الله ، بل هى ارادة النظم الحاكمة والتى تسعى الى قهرنا وتكميمنا للحصول على شعب أخرس لا يعدو الا أن يحسب عددا لا قيمة له .
لقد تأملت فى القضاء والقدر فوجدت أنهما كلمتين مختلفتى المعنى ، ونحن نستخدمهما للأسف
بمفهوم واحد ، فالقدر هو ما قدره الله من أمور خلقه أو أنه ارادته جلّ شأنه لمستقبل شخص أو مجموعة من الأشخاص معلوم عنده ومعد لهم سلفا . أى أن الله عندما قدّر لنا شئون حياتنا
وأسبابها كان هذا بمقتضى علمه السابق سبحانه فهو بكل شئ عليم ، وبالطبع فقد خلقنا الله أحرارا والا كيف سيحاسبنا اذا أكرهنا على اختيار شئ " وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " ( فصلت 17 ) صدق الله العظيم ، أى أنني كانسان لي كل الحق في اختيار أى من الطريقين لأسلكه . أما القضاء فهو حكم الله من أمور خلقه بنهاية معينة لأحداث جارية فى الواقع ، وهذا بالطبع لا ينفي علم الله المسبق به ، وهناك الكثير من آيات القرآن الكريم تبين لنا القدر والقضاء أسوق لكم منها آيتين على سبيل المثال :
" والشمس تجرى لمستقر لها ، ذلك تقدير العزيز العليم " ( يس 38 ) ،
وعن قوم تمود " وأما تمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى " ( فصلت 17 ) صدق الله العظيم . اذاً لا يوجد ما يسمى بالجبرية وهذا أمر متفق عليه من قبل جميع المسلمين . ان الله وهو العزيز المتكبر لا يريد قوما متواكلين ، ويجب علينا أن نملك الدافع الذى يحثنا على التغيير للأحسن و الأقوم ، ولا نقف على قضبان الذل ليدهسنا قطار الاستعباد قائلين بكل ما أوتينا من مهانة قدر الله وما شاء فعل ، فهذا على ما أعتقد كفر أن ننسب الى الله المنزه عن كل دنيئ فعالا لا تمت لجلالته بصلة ، أود أيضا التطرق الى جزئية جميلة جدا
وهى - بخلاف كل ما سبق - قد تكون جديدة على أذهان الكثيرين منا ، ألا وأنه يوجد ما يسمى بارادة الله واذن الله ، والحق أن هناك اختلاف فيما بين اللفظين من حيث المعنى ، فارادة الله تفيد بأن الله سبحانه وتعالى يأمر بحدوث شئ يريده ويفضله كما يتضح لنا من قوله تعالى " انما أمره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " ( يس 82 ) ولنلاحظ أن حرف الفاء دل على السرعة ، أى أنه لا يوجد الوقت بين الأمر وكينونة الشئ الذى أراده الله . أما الاذن هو سماح الله بحدوث شئ حتى لو كان هذا الشئ كريه عليه ، كمصيبة لقوم أو لشخص كما حدث لأيوب عليه السلام ويتضح هذا من قوله تعالى " ما أصاب من مصيبة الا باذن الله ، ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم " ( التغابن 11 ) .
ومع أننا لا نعلم ما هى ارادة الله لنا ولا اذن الله علينا ، كما لا نعلم ما قدّره الله لنا الا بقدر ما حيينا الى الان ولا نعلم قضاء الله علينا ، لكننا نعلم يقينا أن الله يحب القوم الآملين " ولا تيأسوا من روح الله لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " ( يوسف 87 ) ، والأمل فى الأفضل هو من سمات المؤمن ، ولكن لابد للأمل من عمل يتلوه والا كان فاشلا بلا معنى .
كانت هذه الأسطر القليلة السابقة ردا على كل من يشجع لسياسة الخنوع ، بحجة أن الظلم الذى يلحق بنا داخل مجتمعاتنا ما هو الا قضاء وقدر من قبل الله ، وما أملك الا التنويه الى أن مثل هذه الأفكار غريبة علينا نحن المسلمين ، والاسلام منها برئ براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، والله قادر أن يهبنا تحقيق أمالنا بما فيه خير لنا ولأمتنا العربية .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .
آخر تعديل كان بواسطة رانيا على بتاريخ 21-11-2010 على الساعة: 14:31.