عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-2010, 21:52   #4
معلومات العضو
سعاد اسرار
أمل قادم
الصورة الرمزية سعاد اسرار








سعاد اسرار غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

"الانتحار" محسومة نتائجه و معروفة اغلب مسبباته سواء كانت نفسية . اجتماعية , أو حتى دينية
إلا أنه يبقى دائما مادة قابلة للنقاش لانه و ببساطة لا زال موجودا على أرض الواقع و لم تتعافى المجتمعات( باختلافاتها) منه

و اسمح لي أن أبدي رأيي في موضوعك من زواياه المختلفة
فالواضح و الاكيد ان الانتحار انما هو نتيجة لخلل في جانب من الجوانب التالية :


الجانب الديني :

من الكتاب
و هو الجانب الاكثر وضوحا و الحاسم في مسألة الانتحار
و يظهر ذلك جليا في قوله تعالى :(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) البقرة /195
بغض النظر عن الحدث الذي نزلت بشأنه الاية (القصة واردة في كتب التفاسير) الا أن العلماء يستدلون بلفظ الاية للنهي عن قتل النفس .

و النهي عن قتل النفس يظهر مرة أخرى لكن هنا أكثر وضوحا و بيانا في قوله تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً ) النساء /29


من السنة
و هذا حديث جمع بين النهي عن قتل النفس و تحديد عقوبة المنتحر في نفس الوقت ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً) رواه البخاري ومسلم.

ومع ذلك يبقى الانتحار موجودا في المجتمعات الاسلامية
و لا أرى له سببا غير سطوة الشيطان على القلوب الضعيفة (ايمانيا) و تأثيره عليها.

الجانب الاجتماعي :
كل انسان لديه اسرة سواء صغرت أو كبرت فهو ينتمي لها حتى و ان كان يملك شخصا واحدا في هذه الدنيا فهو يبقى منتميا لمجتمع لكن حين يشعر انه لم يعد له دور في هذا المجتمع أو حتى عندما تتغير أوضاعه الاجتماعية يلجأ الى وضع حد لحياته و الاكيد ان هذه الاسرة بشكل خاص او المجتمع بشكل عام سيتأثر ولا شك من هذا الانتحار .
و كرأي شخصي أرى أن من يقدم على هذا الفعل انما يفكر بطريقة انانية (بشكل او بآخر); اذ لم يعطِ غيره قدرا من الاهتمام و قرر أن يقطع صلته بمحيطه طبقا لرغبته دون الاكتراث بمدى تأثير ذلك عليه (الهاء تعود على المحيط ^^)

الجانب النفسي:

و هذا الجانب بالنسبة لي هو من ينال نصيب الاسد في مسألة الانتحار
لان مَرَدَّ هذا الاخير هو دائما لاضطرابات نفسية داخلية و جدانية يصعب على اي احد فهمها غير صاحب الشأن (المنتحر)
و غالبا ما تكون مدعومة بمواد مخدرة تزيد من حدة الاضطرابات و عدم الاستقرار النفسيين و تساعد في تفاقم حالة الكآبة و الانطواء و اليأس من الحياة.
و ارى ايضا ان عدم الاحساس بالطمأنينة و الامان و كذا الوسواس الدائم يدفعان للتفكير في الانتحار
كما أن الاطباء النفسيين يدرجون مرض الانفصام ضمن اسباب الانتحار بنسبة لا يستهان بها.

الجانب الاقتصادي:
و مااا أكثر ضحايا البورصة و الاسهم و المعاملات الاقتصادية الذين وقعوا فريسة للانتحار
و تدهور الحالة الاقتصادية (الافلاس غالبا) يفقد الانسان اي امل في غد ليس بمستوى الامس
و ايضا من هم تحت وطأة الفقر و باءت كل محاولاتهم في تحسين اوضاعهم بالفشل و يئسوا من تحسن مستواهم المعيشي .

الجانب الصحي :
خير مثال على ذلك مثال الاستاذ الجامعي الذي ادرجته في موضوعك
و غالبا ما يفكر المنتحر ان لا يعيش عالة على غيره و ينتحر ليرتاح و يُريح.

خلاصة:
الفكرة العامة المستخلصة التي تربط جميع الجوانب ببعضها البعض هي غياب الايمان (الجانب الديني) لانه لو كان الايمان بقضاء الله موجودا لعلم كل واحد ان الاجل محتوم و الرزق مقدر فيرضى بنصيبه و لَعلِم أن المرض و الفقر و المصيبة بأجرها فيخف الهم و الحزن.
فيلجأ حينها في كل مصابه الى من لا يرتد طرفه فإما أن يؤتيه سؤله أو يفرج عنه همه .


اقتباس:
.لكن حقيقة يحار المرء ويكاد يجن عندما يباشر التفكير في الأمر و معالجته بعين العقل و تنتال على ذهنه أسئلة غاية في التعقيد... كيف يمكن لأي كان أن يقضي على نفسه... على روحه و على أحلامه في لمح البصر؟؟؟هل هي لحظة كآبة حادة تعصف بنفسية الشخص؟؟؟أم أن الأمر يكون نتيجة لاضطرابات جوهرية في شخصية المنتحر؟؟؟..ثم أليس من سبيل ليتجاوز الانسان أزماته دون أن يصل به الأمر للانتحار؟؟
وكجواب على تساؤلاتك فاعلم ان المنتحر لم يستعمل عقله للتفكير في الانتحار و لو فكر في كل هذه الاشياء حتما لم يكن ليفعل ذلك فموجة اليأس تطغى على اي تفكير ايجابي فلا يرى غير السواد .

و السبيل الوحيد للعزوف عن فكرة الانتحار هو التسلح بالايمان و قوة الاتصال بالله في كل الامور.

أعتذر جدا على الاطالة
تقبلوا تحياتي



التوقيع