عرض مشاركة واحدة
قديم 27-01-2009, 12:40   #11
معلومات العضو
محمد أعمروشا
أمل قادم
الصورة الرمزية محمد أعمروشا







محمد أعمروشا غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

كم أسعدني هذا الموضوع و النقاش الدائر فيه،
جزاكم الله خيرا، و أشكركم جميعا على فتح باب النقاش و الحوار..

أبدأ بتعليق على التتار و شعب مصر،،

اقتباس:
عندما هاجم التتار الشرق , دمروا كل من اعترضهم من قلاع و سلطنات و ممالك مهما عظمت , و مصر وقتها كانت منحلة اقتصاديا و سياسيا و اجتماعيا و لديها كل مظاهر تخلفنا الحاضر مضروب في الف , و يكفي ان نعرف ان كل حكامها قتلوا في معارك طاحنة كلها خيانة و خساسة , كانت شعبا بلا حاكم او قائد او اي شيء يجمع شعبها , هذا الشعب المتخلف و المنحل سياسيا و غير المدرب على السلاح ... هو الوحيد الذي دمر التتار و اوقف هجومهم المدوي و قضى على حلمهم باحتلال العالم
أخي مازن، الشعب المصري المنحل سياسيا و غير المدرب على السلاح، أوقف هجوم التتار بل و دمرهم نعم، لكن لماذا؟ هل حبا في أهل بغداد و حزنا على ما أصاب دمشق؟
يذكر التاريخ أن التتار كانوا في طريقهم لمصر و عازمون على تهويدها كما فعلوا بالهلال الخصيب، حينها وجد أهل النيل نفسهم مجبرين على الدفاع عن وطنهم، ليس هناك أحد يلجؤون إليه و ما من دولة شقيقة تساعدهم، حينها اعتمدوا على نفسهم و نهضوا فانتصروا..
و هذا لا خصوصية لأهل مصر فقط، فكل منطقة تعرضت للإضطهاد و الحصار في العالم فلم تجد سندا و لا ملجأ هبت للدفاع عن نفسها، و لو كان الجهل و التخلف تشرب في عروقها، أبسط مثال هو مقاومة الريف المغربي بقيادة عبد الكريم للغزو الإسباني، أتراهم كانوا شعوبا عاقلة مثقفة؟؟ بل الضغط و الحصار الذي تعرضوا لهم هو الذي دفعهم للتخيير بين مقاومة العدو أو الموت، لا بديل ثالث كالإستعانة بدول الجوار و تحالف الممالك.

اقتباس:
مسالة المقاطعة أخذها الاخ بمعناها الفردي المعزول مما جعل المطالبين بها كمهرجين ليس اكثر ,,
لم آخذها في المعنى المعزول إلا بعدما اعتبرها المطالبون بها كذلك!
حينما يطلب منا مقاطعة ford و شراء mercedes، فنحن قاطعنا بضاعة أمريكية و استبدلناها بأخرى اوربية، بعد شهور يكتشف أحدهم أن البديل الأوربي داعم لإسرائيل بشكل ما فيطلب منا قلب الوجهة مرة أخرى..
حينما يطلب منا عدم شراء المنتجات التي يبدأ تسلسلها بالرقم 72 (هذه المعلومة خاطئة بالمناسبة) فهي إسرائيلية، بعد شهر يطلب منا مقاطعة تلك التي تبدأ ب 79 فهي الإسرائيلية..
من الذي يعزل المقاطعة في خندق و الواقع في خندق؟
ما يضحك فعلا المطالبة بمقاطعة إنتل و استخدام ََamd، أكاد أجزم أن القائل بهذا يستخدم انتل في حاسبه، حلال عليكم و حرام علينا؟

لا تنس أنه لسنا وحدنا من يجيد المقاطعة، هم أيضا يعرفون هذا المصطلح، و لك في مقاطعة اسبانيا للطماطم المغربية قبل سنوات أبسط مثال، و كيف حلت أزمة تداركها المسؤولون بتقديم تنازلات، و اعرج على مقاطعة العالم لبترولنا عماد اقتصادنا سابقا، و الأزمة الدولية التي خلفته..
الفرق هو أنهم شعوب متعلمة تعرف كيف و متى تقاطع، بينما نحن شعوب متخلفة نصيح و نثور بمقاطعة ماكدونالدز في أول يوم، في ظرف أسبوع يكون حس المقاطعة قد فتر و عدنا، "و إن عدتم عدنا"..

اقتباس:
مسألة المظاهرات , كذلك أخذها بسطحية شديدة وجعلها مطية لحزبيات ضيقة و القائمين بها بيادق حزبية ليس لها سوى الصياح ,,
صب كل نقده و انتقاده على الشعوب المسكينة و حملها المسؤولية الكاملة لكل المعيقات الموجودة و نسي ان كل هذه الشعوب تسير حبا او كراهة ضمن خطوط مسطرة تحكم اتجاهها و سياسة مبرمجة خلقت كل مظاهر التخلف التي ذكرها
المظاهرات ذكرتها عن تجربة،
أذكر لي مثالا واحدا لمظاهرة نظمت بالوطن العربي فكانت مظاهرة منظمة؟ كما يجب..

إذا كانت الشعوب تسير حبا أو كراهة ضمن خطوط مسطرة تحكم تجاهها، فهل هذا يعني حتمية استمرارنا في هذا الإتجاه؟ بحكم أنه مفروض علينا إذن لا مناص من مقاومته؟
نحن بكل صدق نحب حصر نفسنا داخل حقل مسيج لكي نجد عذرا يمنعنا من الخروج خارج الحقل..
أصبحنا كالخرفان نتحجج بوجود أطواق تحيط بنا، و إن غابت طالبنا بها حتى نجد ما نتحجج به، حيث لا نجد الأمان إلا حينما يحاط بنا و تقفل الطرق في وجهنا فنقول: لقد رسموا لنا اتجاها نمشي فيه، و نحن بالإطمئنان!!

تجدنا نحن العرب، نفسيا، نسلم بانهزاميتنا و بخضوعنا للعالم، و نجد الأعذار لنفسنا بنفسنا ثم نستسلم !! نفترض أن العالم كله متآمر علينا و كل الحكومات تسيطر علينا، أصبحنا نقيد نفسنا بنفسنا و استسلمنا للأوهام، كذلك النسر عاش بين صيصان الدجاج فصار يصدق عدم قدرته للطيران، الفرق أننا نحن لا يحيط بنا صيصان دجاج، بل نحن نفترضها و نحيطها بنا، و مع الزمن تصبح الصيصان حقيقة و أمرا مسلما به.. ثم نشكو تخلفنا.

إذا كان العالم (و فيه إسرائيل و فرنسا و أمريكا) تكيد للمسلمين و تدس لهم، فأين كانوا يوم نهضت ماليزيا و نمت؟ لتصبح قوة اقتصادية يضرب بها المثل؟ أليسوا مسلمين :)
إذا أردت النهوض فستجد مقاومة و نبذا من الأقوياء بكل تأكيد، لكن لو أصررت فثبتت لوصلت، و اعترف بك الأقوياء، أما لو تنفس القوي فخفت من تنفسه فلا تلومن نفسك لم هجم عليك و أكلك، فذلك ما تستحق.. و هذا حالنا عرب آخر الزمن.

اقتباس:
فمثلا أمة اقرأ لا تقرأ , و هذا بديهي نتيجة سبب بسيط و هو اني مثلا لا استطيع ان أقرا شعرا او رواية و أنا محتار في لقمة العيش , العامل الاقتصادي يحدد كثير من التصرفات المنطقية الخاصة بالبشر و اي تعارض لها يصبح نوعا من العبث ليس الا ...
ثم ان مسألة القراءة اصلا لا تصلح للحكم على عقلية الشعوب , و التاريخ خير دليل , التتار مثلا و عندما دان لهم العالم كانوا اميين و جهلة و اغلبهم لا يعرف كتابة اسمه , و بغداد كانت قمة الثقافة و انتشار الكتب ... و النتيجة معروفة للكل ..
من يبحث عن لقمة العيش معذور،،
ماذا عن ال100 ألف التي تترشح سنويا للحصول على الباكالوريا؟!؟
حينما تخبرنا الإحصائيات أن الملايين تتابع مسلسل نور و مهند يوميا، و في الحلقات الأخيرة تجاوز العدد عشرات الملايين (ذكروا حوالي 30 مليونا، لكن الرقم بالضبط لا أتذكره)، أكل هذه الملايين وجدت وقتا و متسعا لمشاهدة التلفاز و لم تجد وقتا لقراءة كتاب؟ لنصدق مع أنفسنا قليلا..
برنامج ستار أكاديمي، كم يتابعه بالله عليك؟ وجدوا وقتا لمتابعة البرنامج لكن لم يجدوا وقتا للقراءة :)
مهرجان قرطاج، مهرجان جرش، مهرجان مراكش و أكادير، مهرجانات دمشق و لبنان، يا ترى لم تمتلء القاعات عن آخرها؟ لا أعتقد أنهم كانوا يبحثون عن لقمة العيش هنك..

شبابنا و شيوخنا يجدون الوقت الكافي لمتابعة مباريات ريال مدريد و كأس العالم و هلم جرا من الخزعبلات، سبحان الله يجدون وقتا من يوم كدهم و جريهم وراء لقمة العيش لكي يشاهدوا كرة تتقاذفها الأرجل، و لا يجدون وقتا لقراءة كتاب..

أتذكر بنفس في الصيف الماضي، نظم مهرجان غنائي على الشاطئ قرب البيت، و تم استدعاء الكثير من المهرجين (أقصد الفنانين)، لم أكن أدري بالأمر، فجأة لاحظت آلافا في الشارع، بدؤوا يتزايدون حتى أغلقت الشوارع و الطرقات، حتى فاض الناس و أصبحوا كالذباب، خرجت للشاطئ فرأيت بشرا على امتداد البصر كأننا في مكة و الطريق هو الصفا و المروة! أصلا لا أعرف من أين خرج كل هذا البشر!!

حديثك عن التتار و بغداد يجانبه الصواب قليلا، حسنا لا نريد شعوبا عربية مثقفة، نريد فقط شعوبا عربية متحدة خلف قياداتها كالتتار، شعوبا عربية محاربة كالتتار، شعوبا عربية ثائرة وشجاعة كالتتار، شعوبا عربية حربية مهيئة للهجوم كالتتار..
يبدو أننا لا نشبه التتار حتى *_*
على الأقل كانوا شعبا على دراية بالحرب و فنونها، بالقيادة و تنظيمها، بالخديعة و مكرها، بالأسلحة و استخدامها، هناك الكثير من الأمور تفوقوا فيها علينا، يبدو أننا أخذنا منهم جهلهم و عدم وعيهم فقط!!

اقتباس:
و يقيني ان هذه الاجيال المائعة و المقلدة للغرب و غير المسؤولة ( في وصنا المجتمعي العام ) هي من ستغير الواقع لانها ببساطة شديدة تربت حرة , قد تجد الواحد منهم لديه صفات لا نقبلها : لباس غريب و شعر كالثعبان و سماعة الاغاني في اذنه و لكن هذه الوجه الاخر لشخصيته التي وجدت حرة و هذه الصفة تؤهلهم ليقولوا ...لا امام اي اوامر خاطئة , بداية من الاسرة الى ادارة المدرسة ... وصولا الى اسرائيل
لا أرى أي حرية هناك،
بل هو مجرد تقليد فارغ إلى النخاع،
تجد الأوربي يضع خاتما في إبهامه، سروالا مزكرشا أو شبه سروال، سماعة في أذنه للمغني فلان، خريطة في شعره للتنظيم الولهان..
ستجد عربيا يتشابه معه في المظهر قليلا، لنقترب قليلا و لنسأل كل واحد على حدة:
نجد أن الأوربي وضع خاتما في إبهامه لكي يعبر عن انتمائه لصنف من الناس مختلف في ميوله النفسية عن العامة، بينما تجد العربي وضع خاتما في إبهامه لأن المغني فلان وضعها، اي قلد فقط..
نجد أن الأوربي لبس شبه سروال فذلك لبس مجموعته الثائرة التي ينتمي إليها، و بها يعبر عن اختلافه و يفرض تنوعه عن البقية، بينما تجد العربي لبس شبه سروال لأنه شاهد المغني فلان يفعلها، و هو لا يدري أصا معنى ذلك السروال و قصة الشعر تلك، لا يدري ما يقول ذلك المغني و أي توجه له، لا يدري معنى تلك الحركات التي يفعلها بيده و لا تلك الرقصات كأفعى في الأرض.. فقط قلد يقلد تقليدا :) و تقليد فارغ لاقصى الحدود، بينما الأوربيون يفعلون ذلك عن وعي و اقتدار، لو دخلت معه في حوار فستجد أن كل المظهر ثقافة و فن بحد ذاته.

تقول "شخصية حرة"، و أنا أقول "شخصية تبعية"، لا حرة بل مقيدة، تابعة مطيعة لنتاج ثقافة الآخر، "شخصية مستهلكة" لتنوع الآخر لا غير، ذلك التنوع مختلف عن السائد عندنا فيخيل للمرء أنه "حر" لأنه فعل غير المعتاد عندنا، لو كنت حرا فلتفعل ما يمليه عليك تفكيرك و خلاصة علمك و خبرتك، عن وعي و اقتناع. أما أن تفعل ما يمليه فكر الأوربي و خلاصة علمه و خبرته مع جهلك لتلك الخبرة و العلوم، عن تقليد و نسخ مظهر فما تلك بحرية، أبدا.

-----
ملاحظة: الحوار ممتع و مفيد، بودي لو يستمر و نتبادل الإستفادة.
لي عودة عما قريب.



التوقيع