الموضوع: القضاء والقدر
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-2010, 15:08   #8
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

أخي الكريم المصطفى مرحباً بك من جديد ، أعتقد أخي أن عدم الإستقرار - وكما وضحت سابقاً في كتابات لي - لا يعود لجهلٍ يسود شعوبنا العربية فقط ، بل زد على ذلك أن هناك من يعلم ولكنه لا يتخذ أي فعل للتغيير ، فالظلم والقهر واضح لا لبس فيه وذلك لأنه كما نوهت سلفاً لا يرتبط بالعقل فقط لكنه أيضاً يرتبط بالنفس ، وأود تكرار ما ذكرته وهو أن الشعور بالظلم لا يحتاج للعلماء والفلاسفة ، فالشعور من حق الجميع وهو ملكية حبانا الله سبحانه وتعالى إياها مجاناً ، لذا فإن دور الفلاسفة هو محاولة التغيير ، وهذه المحاولة لا تعتمد على القوة إطلاقاً بل تعتمد على الفكر المستنير . فالفكرة أقوى من سيفٍ حاد ، والحق أخي أنه في مجتمعاتنا لا نملك غير التبلد والتواكل الذي لا قيمة له ، وهذه الصفات نتجت عن سياسات فاسدة تهدف إلى السلب والنهب بالقوة تارة وبالقوانين المُحرّفة تارة آخرى ، لذا علينا أنا وأنت وغيرنا من دعاة الإصلاح الفكري أن نفكك هذه الحالة المستعصية من تبلد وتواكل وتقاعس متأصل في فلسفاتنا العربية ، كما أن الجهل وهو ربط الدين بسياسات فاسدة قلباً وقالباً يتخلل العقول ويخلخل أركاناً
أساسيةً تعتبر الأسس لحياة ديمقراطية حرة ، كما أن ثورة السلاح - كالثورة الفرنسية - تمخضت لتنجب للفرنسيين نظاماً جديداً للحكم وهو الدكتاتورية والتي تمثلت في نابليون بونابرت . قد تكون تلك الثورة غير نافعة في وقتها تحديداً ولكنها أثرت إيجاباً في تغيير المفاهيم ، وهذا ما أحاول قوله فنحن شعوب تحتاج إلى تغيير فكر تسوده مفاهيم خاطئة متخلفة ، وفكر كهذا لن يقودنا ما حيينا إلى أيٍ من أشكال التقدم والحرية - سواء كان تقدماً سياسياً أو إقتصادياً - أخيراً أقولها آسفاً قد تكون بلداننا عربية ولكنها ليست إسلامية البتة ، فالإسلام بكل عظمته وترفعه لا ينادي بالفساد إطلاقاً ولا تقوم قوانيننا على الدين وإنما على أساس واحد وهو مصلحة الكبار البحتة ، فنحن كما في محيط لا يستوي فيه القرش بالدولفين . اقرأ أخي جيداً - كما نصحتني سابقاً - ولكن ليس كل ما تقرأه تحتفظ به في ذاكرتك وتصدقه .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .