الموضوع: قيلولة الصباح
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2009, 19:30   #1
معلومات العضو
توشكينت
اسم مستعار
الصورة الرمزية توشكينت







توشكينت غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي قيلولة الصباح








صباح كل يوم ندي في غابة كثيفة الظلال، متنوعة الحيوانات، الاشجار والثمار وكعادتها، تستيقظ الشمس باكرا، تجمع الغطاء الاسود الكبير، تلفه وتضعه جانبا. ترتدي بذلتها البيضاء المعهودة وتعتلي بنشاط كرسيها المضيئ ثم تشرع بالعمل.
بكل انتظام ترسل اشعتها الدافئة الى كل مكان، تطرد الظلام بين الشجيرات والحشائش، بحب توقظ النيام وبحنان تفيق الكسالى . فتدب الحياة في كل وريد إنه يوم جديد.


حينئذ تبدأ الغابة بالكلام، فهذه إذاعتها الصباحية تفتح أمواجها على ايقاع أصوات خافتة تارة وقوية تارة اخرى. أبطالها طيور، حشرات، حيوانات ومخلوقات أخرى غريبة. سمفونية طبيعية تمتزج نغماتها في الهواء بعطر زهور أخاذة ينعش أريجها كل ربوع الغاب .
وبينما الموسيقى في أوجها تستهل العروض الثقافية والفنية. فعلى غصن شجرة صفصاف عالية، هذا بلبل ينشد بأعلى صوته مؤديا أمام الحاضرين جديد ألبوماته الغنائية في حين أن نقار الخشب بالشجرة الموازية يضيف لمساته الفنية الأخيرة على منحوتته التي ستكون قفصه الذهبي عما قريب.


في الأسفل وبعيدا عند الربوة الخضراء، تؤدي القردة الصغيرة عرضا مسرحيا هزليا أثناء لعبها، تحت اعين الأم المبتسمة والتي ترضع أحد صغارها في الوقت نفسه.
في الجهة الغربية من الربوة، تتلألأ مياه الغدير كالمرايا تحت خيوط الشمس الذهبية تكسرها أحيانا فرقة الغابة للباليه: ضفادع رشيقة ترقص من ورقة نينوفار الى أخرى في تناغم بديع مع عازفي البوق من أبناء جنسها.


و بينما يمتد النهار شيئا فشيئا ويتجلى، عروض أخرى تظهر على الساحة. هذه المرة حركات رياضية مختلفة يؤديها لاعبون متمرسون.
فهذه طيور السنونو الزرقاء تبدأ بتمارين تسخينية طفيفة استعدادا منها للطيران الحر.
وهذه جرذان نشيطة تتبارى في جري سريع نحو ثمار متساقطة أسفل الأشجار. غير بعيد عند الغدير تلك قنادس الماء تسبح بحرية وبسرعة مستعيدة لياقتها البدنية بعد ليل طويل.


ناد رياضي بامتياز تتعدد فيه الحركات والتمارين وتنفرد فيه المسابقات كذلك ولعل أشهرها مسابقة السناجب اليومية لجمع وتقشيرالبندق. عرض يثيراهتمام بعض المارين والمحلقين من الطيور، في حين ان قططا برية آثرت الإستلقاء على غصن شجرة والتمتع بحمام شمس فاخر اثناء قيلولتها الصباحية.
هكذا تبدأ عجلة الحياة في الغاب وهكذا يتعايش مواطنوها ويحلو مقامهم.



- مريم حان موعد خروجنا عزيزتي
- ارجوك أختي أريد قراءة صفحة آخرى
- أعلم كم تحبين الحيوانات، لكن الوقت يداهمنا. المرة القادمة ان شاء الله نقرأ كتابا آخر عن الحياة في اعماق البحار.
- اكيد أختي وانا التي تختار؟
- بالطبع عزيزتي. الآن سنحرك نحن أيضا عجلة حياتنا هذا الصباح كما الحيوانات في الكتاب. وبكل نشاط سنبدأ نهارنا كذلك. تعلمين في الحركة بركة!
- وماذا عن قيلولة الصباح أختي ^_^ ؟
- نتركها ليوم الأحد يا فهيمة !



بقلمي توشكينت



آخر تعديل كان بواسطة توشكينت بتاريخ 24-03-2009 على الساعة: 11:59.