الموضوع: طوابير الحياة
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-2010, 04:21   #4
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي شعار الحرية

مرحباً ثانية أخي العزيز عمر ، قد أكون بهذا كالضيف الممل على تدوينتك ، لكنني رأيت أنه من الضرورة إبراز بعض العوامل المهمة والتي تعرقل مسيرتنا نحو الإصلاح والتقدم ، أولا أنا لم أنكر أهمية التعليم لكنني أرى أنه إصلاحاً قطاعيّاً ( أي يختص بقطاعٍ واحدٍ من عدة قطاعات ) ومن هنا نحن ننظر إلى الحل من جانب واحد غافلين أن القضية لها عدة جوانب أعم وأكبر من منظور التعليم ، وللتوضيح أفترض معك بأنك قمت بإصلاح هذا القطاع - وهذا فرض جدليّ لن يحدث - فإنك سوف تنتظر لحين ظهور جيل جديد بعد 20 أو 25 عام يفهم حقوقه جيداً ولكنه لن يفيد الدولة شيئاً ، ولما ؟ لأن دعاة التخلف لن يتركوا الساحة لأىٍّ كان ليهدم الصرح المسمّى بمصالحهم الشخصية ، وللأسف الشديد أولئك الطغاة تحميهم قوانين وضعت خصيصاً لخدمة أهدافهم وأطماعهم المحمومة ، وهنا أود القول بأن أهم نظامين للحكم في وطننا العربي - وهما الملكية الدستورية والجمهورية - لا يدعمان مفهوم الحرية بل والأكثر فساداً هو أن الحرية الآن هى مجرد شعار ، فأنت لا تملك الحق في إبداء رأيك وإن ملكته فلن يؤخذ به أو بالأحرى سيكون غير ذي أهمية من الأساس . ولقد وضّح " مونتسيكيو " الفيلسوف الفرنسي العظيم في أحد أهم كتبه " روح القوانين " والذي تم نشره عام 1748 السلطات المتمثلة في النظام الجمهوري الديموقراطي وهم ثلاث كما تعلم ، تشريعية وقضائية وتنفيذية ، وبالرغم من تأثرنا في مصر بتطبيق القانون الفرنسي فقد طبقنا النظام الديموقراطي طبقا لمحددات كل نوع من أنواع السلطة ولكن بعد تعديل طفيف وهو إضافة حرف الألف إلى الكلمة فأصبحت " سلاطة " ولكن بدون خضروات أي بلا لون أو طعم ، وبدلاً من حكم الشعب لنفسه أصبحت الديموقراطية المحرّفة تعني حكم اليد العليا وتطبيق أراءها وحرية كلمتها دون سواها . أُضطررت أسفةً على الإطالة ، أخيراً نخلص إلى أن الحرية وهى اللبنة الأساسية للتقدم ( السياسي والإقتصادي ) لا تتمثل في شعارات - وإن كانت صحيحة - أو في منهاج تعليم صحيح فقط ولكنها المفهوم قلباً وقالباً أي حرية الرأي والتطبيق ، وهذا ما يتطلب إصلاحاً سياسياً وليس الإصلاح التربوي أو التعليمي فقط . أعتذر على الإسهاب وأتمنى أن يكون مروري قد عاد بالفائدة لي ولك وشكراً .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .