الموضوع: مآذننا تستصرخ.!
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-2012, 19:55   #1
معلومات العضو
ساره بدر
أمل قادم
الصورة الرمزية ساره بدر







ساره بدر غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي مآذننا تستصرخ.!




لم ينكشف الليل حتى رأيت حلمي أطلالاً دارسة قد خلعها صوت مئذنة حيّنا الصغير

كان هذا الصباح لا اعتياديّاً , فقد استيقظت على صوت مئذنة الحيّ وهي تنحب !!

فبعد بضع سويعاتٍ وكثير من الأحلام التي لا يخلوها ما نستيقظ عليه عادةً صدحت مئذنة الحيِّ وكأنها لا تستغيث بشراً بل ربّ البشر , صدحت تنتحب أطفال "الحولة " النازفة التي طالتها يد الغدر والخيانة

- سمعتُ صوتها وكأنما سقط نيزك من السّماء ماجت ذراته بعضها ببعض لتسحب من الأفق كل لونٍ تلوّن به , وتغطي الأرض نحيباً وعويلاً ..

بدا الصباح عليّ بمعاني الخلود والخلود تصبّغ بلون الشروق الباهت الذي تشرّب رماديّة العويل وقتامة الأنين

وهل غير الخلود علّم الإنسان كيف ينادي روحه في نفسه وفي نفس غيره ..!!؟

أليس كذلك يا نفسي ويا روحي؟!

فتحتَ أطلالِ ألمي وما تخرّب من عزيمتي .. ظفرتُ بمقصورة من مقاصير الجنة لها عبقٌ مليءٌ من الإحساس الخالد والشعور الطروب , ترقّ عليه كلّ معاني الأمل وتمازجه تعابير الهدوء والسكينة وارتفعت تلك المقصورة إلى عالم مموّجٍ يتلألأ سنا طيفه فوق سماء تلك المئذنة اليتيمة التي ما لبثت أن أصمتها نيرانهم المرتجفة

لكن فعلها الملائكي لم يصمت ولم يصمّ, يجذب أفئدة الجموع لا أسماعهم فحسب : هلمّوا نتكاشف المخبوء ونصدح تكبيراً تحت وقع عبوس رصاصهم الغاشم لا يسيّرنا عنادٌ أو تعنّت بل أنين قلوب صغيرة ونحيب أفئدة نحرتها حجارة خبّأتها صخور ضلوعهم الصلدة ...

وسارت الجموع وكأنما ترامت أجسادها على الأرصفة وأسرعت أرواحها تنادي " الله أكبر " كلمتين بين متقاذفاتهم الناريّة ما تلبث أن تُرمى أحدهما إلا ترتدّ بنيرانهم ثم لا ترتدّ إلا لتعود فترمى الأخرى..

وثّقتُ بداخلي ما وثّقتُ ويبقى ما فاض من تمتمات عرضةً للهدر والضياع !!

حُرّر صبيحة السبت 26/5/2012



التوقيع
آخر تعديل كان بواسطة عبد الهادي اطويل بتاريخ 28-05-2012 على الساعة: 22:02.