[عبير اكوام]

لا أعلم ماذا سأكتب..
أو أنني أعلم
لكني أريد تجاوز الألم الذي بدأ يجعلني أتآكل..
أتآكل من الداخل..
شريط الماضي يعود..
يجعلني أنزف..
بغزارة..
غزارة حتى عدت بلا دموع...
دموعي جفَّت..
أرقٌ في ليال الحرِّ هنا...
وسهر مع الحزن هناك..
وجودي من العدم صار..
فقط روتين الحياة يتكرر..
الماء..
الخبز..
وقليل من الملح..
تستمر الحياة.. ويتكدس الوعاء...
يكاد ما عندي يفيض..
أجد نفسي فتاةً تُنصت للأوامر...
وأختاً تمسكُ بأيدي إخوتها توجههم لطريق المدرسة..
وأماًّ لما هو قادم..
وزوجة لما هو أمامي..
فقط ابتسموا.. ولا عليكم
فإن ابتسامتكم على حساب حياتي وسعادتي..
ابتسموا... ولا تتفقدوا من حولكم..
فأنا وراءكم أبحث عن قبري..
أبحث عن تيتمي وترملي..
أنا ورائكم أتصدى لكدمات اللسان...
أنا وراءكم حتى أموت بسلام...
يا روحي استيقظي..
رُشِّي ماء الورد على ملامحك الميتة..
يا قلبي استيقظ.. فأنت في الحياة الفانية...
يا جسدي اركض إلى أحبابي..
ضمهم.. و أركنهم إلى إحدى الأركان...
قدم لهم الحلوى والشاي...
قدم لهم قلبك بالحب مملوءً..
يا أهل البيت..
توقفوا والتفتوا..
مازلت وراءكم أحيا..
وانظروا إلى ظهوركم...
توقفوا وخذوا من يداي السمح والغفران...
يا أهل البيت..
اشربوا..
اشربوا من مياهي المالحة..
وكلوا من فُتات خبزي الجافة..
وغمسوا أصابعكم في ايدام الخل..
يا من حولي..
انظروا..
واحكموا..
من ظلمَ؟؟
حلوا الوثاق..
وخلو السبيل
فأنا لست بعائدة إليكم
ولا بغائبة عنكم..
فأنا ميتة..
توفيتُ منذ زمن..
ومابقي مني الاَّ شظايا..
ترتجي التحرر والعيش بسلام..

بقلبي وقلمي..عبير اكوام