عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2009, 23:58   #1
معلومات العضو
المهدي عبيد
نجم الأمل
الصورة الرمزية المهدي عبيد







المهدي عبيد غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي البرامج المقرصنة والماعز المنتج للحليب ...بقية حديث حول ما طرح




عنوان الموضوع يبدو غريبا ولكنه ليس كذلك وليس غرابة اريد بها دخول موضوعي ولكن أراه تماما كما قراته وغرابة الموضوع سوف تتوضح لوانهيت القراءة.
أنا أصبحت أكره البرامج المقرصنة، أو الأصح لماذا بدات أحب البرامج المجانية أو مفتوحة المصدر؟ وسؤالي هذا تتمة لملاحظات الإخوة حول مشكلة مشاكل النت العربي، وأقر أني كنت مع قرصنة البرامج لضيق شديد في التفكير أعترف به ولجهل مطبق بعالم البرامج الحرة والإعتراف بالجهل وليس الخطأ أصبح فضيلة أمام علماء القرصنة العرب او متبعيهم من هواة التحميل اللامحدود لكل شيء ولأي شيء.
أنا كنت منهم وأحيانا أعود لمكتبة البرامج عندي لأجد 90 في المائة منها مجهولا لدي واسمه غريب ونسيت لما حملته أصلا، ومع اقتناعي بكل الاراء التي قدمت، أرى أن أهم نقطة أو أهم سبب هو أننا في مواجهة عقلية لا نستطيع ابتلاعها، عقلية هذا الغربي الذي يقدم لنا برنامجا مجانيا دون طمع وبلا غاية وبلا هدف، هكذا لله في سبيل الله يتعب ويشقى ويقدم لنا برنامجا مجانيا لعيوننا الخضراء او السوداء ولينظر كل منكم للون عينيه في المرآة، وصل الامر اننا نشك في أي برنامج مجاني حتى لو كان عربيا مسلما، ونثق الثقة العمياء في البرنامج التجاري حتى لو كان مقرصنا، نظريا نحن أولى منهم بتشجيع البرامج الحرة والمجانية لأنها من أصل عبادتنا وواقعيا هم من يطبقها لأنهم أصبحوا واعين بضرورة المرحلة، أكثرنا اصبح مصابا بإحدى ثلاث حالات: إما منظرا للجهاد الانترناتي ضد الغرب الكافر بقرصنة برامجه أو مصابا بعقدة الشك في هذا الاخر أو جاهلا بخطورة ما يفعله و هو "كالأطرش في الزفة كما يقول المثل المصري الشهير" وأعترف أني كنت ضمن الكوكبة الثالثة بل كنت مهللا و مصفقا في اول موكب الزفة شاكرا وداعيا بكثير الثواب لكل من مد لي يد العون في سريل او كراك لبرنامج أفرح به ليلا و أنساه نهارا.
وشاركت في منتديات تضع موضوعا مثبتا يحتوي فتاوي تحريم القرصنة ومع هذا كل المنشور عندهم مقرصنا، وشاركت معهم في رفع اسطوانات دون وجه حق ودون اذن اصحابها وكلي أمل في أن ارضي ربي لعمل الخير العميم الذي سيكسو كل من وصل اليه موضوعي من الانترنتيين العرب.
ثم حصلت لدي صدمة كبيرة حول الموضوع وأنا ألج منتديات الامل التي أعترف أنها غيرت توجهي كليا ليس تجاه المقرصن فقط و لكن لكثير من الأشياء الأخرى منها حقوق الملكية الفكرية كمثال مما جعلني اعود لسحب الكثير من مواضيع موقعي واعادتها بعد تضمين المصادر.
ووقعت أمامي بعض الحوادث تركت لدي انطباعا أن طريقتنا في التعامل مع نظرية الشك في الغرب وتآمره علينا والكثير مما نقتنع به ليس سوى وهما ملأ رؤوسنا الفارغة أصلا، و أقصر على حادثتين، الحادثة الاولى اقصها عليكم لتعرفوا لماذا تطوروا وتخلفنا، في مرة من المرات، لاحظنا وجود عجوز أجنبي في ارض فلاحية لدينا، و هو ينقب و يبحث، و لأننا "حشريين" سألناه عما يبحث؟ فاجابنا بجواب صدمنا، هو مقاول فرنسي بنى في عهد الاستعمار أحواضا مائية لري الواحة، و حسب خريطته و برنامجه فنهاية صلوحية عمل هذه الأحواض انتهت ، ولذلك ركب الطائرة من فرنسا ليعلمنا بذلك وليضمن سلامة الواحة باعلامنا بهذا،... بالطبع كان الجواب وجوم خيم علينا جميعا.
الحادثة الثانية الشخصية ورغم بساطتها فانها اعطتني صورة مغايرة لهذا الغرب الذي نشك فيه، كنت اقوم بدراسة شاملة لتربية حيوانية في شكل مشروع صغير يخص تربية الماعز المنتج للحليب، طلبت المساعدة من جمعية فرنسية مختصة بهذا الماعز الذي نهمله في بلداننا وفوجئت بكم هائل من المجلات والكتب يصلني لمنزلني، وتوصيات تطبيقية كبيرة، وبقيت شهورا أدرس ما وصلني ويجيبونني على أي سؤال أطرحه عليهم، حتى أصبحت خبيرا في كل ما يهم الماعز وحليب الماعز، ويمكن أقدم لكم يوما " دورة شاملة في بعث مشروع تربية الماعز الحلوب من الفكرة الى الانتاج" هههههههه، ونزلت بالفكرة للتطبيق وكل مدة تصلني احدث اصداراتهم حول الموضوع، وكدت أشك فيهم بطرح السؤال الغبي الذي نسأله دائما حول البرامج المجانية: ماذا ينفعهم تقديم كل المساعدة لشخص عربي مسلم في جنوب تونس ليحذق تربية الماعز؟ عشرات العناوين بالمجان تصل الي و سؤال دائم من طرفهم حول مشاكلي "الماعزية هه" ... لماذا بالضبط؟، وفق ما تعلمت يجب ان يكون " الاسطبل" علمي التصميم وليس كما نفعل نحن في تكديس عشرات الحيوانات فوق بعضها ونطالبها بالانتاج، راسلت شركة تجارية مختصة في بيع تصاميم الاسطبلات ( وكم يعجبني انهم يؤمنون بالاختصاص ... حتى الاسطبل له شركات مختصة)، هذه الشركة لها كتاب عملاق حول بناء الاسطبل و كل متطلباته الفنية، بالطبع أنا لم أشتريه ولكن طلبت فهرس هذا المرجع وثمنه، أيام قليلة ووصلني الجواب من المهندس foulen el fouleni وفيه كل ما طلبت ومع طلبي كانت رسالة أخرى معنونة بـــ"ضرورة قصوى" وهذه الرسالة هي كل ما أريد ان أقوله في حكايتي، الرسالة تقول:" عزيزنا المحترم، ننصحك بعدم شراء كتابنا لأن التصاميم كانت وفق معدن يصلح للمناخ الاروبي ومن الصعب أن يصلح لك في مناخ الجنوب التونسي"، ما أبهرني اكثر ليس صدقهم معي ولكن قبل هذا الصدق، هم بحثوا عن قريتي المجهولة كليا حتى في خرائطنا وحددوها ودرسوا مناخها وبعد ذلك نصحوني، وسؤالي ماذا لو كنت أنا من أصدر هذا الكتاب وطلبه مربي ماعز في سيبيريا، الجواب معروف للجميع و ليس للاغلبية منكم،.... بالطبع لا تطلبوا مني حليبا او جبنا فالمشروع الصغير أوقفته فقد كان علي الاختيار بين الوظيفة الحكومية ومربي الماعز، فكان ان اخترت بيع كل الماعز باكيا في السوق الاسبوعية.
تبقى ملاحظة أخيرة أن جمعية الماعز الفرنسية لديها برنامج متكامل يهم كل معزاة أنترنتية و هذا البرنامج مجاني 100 في الــ100 يستغله الآلاف من مربي الماعزالفرنسيين.
ارجو أني لم أخرج عن موضوع البرامج المقرصنة نحو موضوع الماعز و حليبه فما زال في القلب شوق للحبيب الاول فاعذروني.
دمتم في حفظ الله و السلام عليكم




التوقيع