قد تعودت ان أسألها..
أسال نفسي وسط الغمام..
لأرى خلف ذلك الظلام نورا يتصدع..
كنت أسألها عنها..
عن محبوبة لما توجد بعد..
اناجي الليل والنفس راغبة..
أيناك يا فتاتي؟
يا من سأحبك حتى مماتي..
وأجعلك الماضي والحاضر والآتي..
ونبراسا ينير درب حياتي..
سمعت صوت عصفور..
لا بل هو عندليب..
تغنى فطربت له كل نفس..
ونفسي وإياها تطرب..
قد أطلق صوته سائلا إياها.
عن نصف ضاع في الوجدان..
قد سألت نفسي عنه:
"أأجدك بين الورود الذابلة..
أم في ربوع أحلامي الخاملة..
أم تراك في اللاوجود..؟"
يا عندليب غرد..
ولا تبني من شموع الحب ضريحا..
فأنت نبع من الحنان شدت بلحنه طيور الحمام..
وأنت دفتر أوراق صفحاته زخرفت بذهب الوئام..
فيا حزن لا تكن أو كن سعادة وسلاما وسرورا..
ويا ليل اجعل قمرك يخجل الشمس نورا..
دمت لنا ودام قلمك يا الغالي.