[غادة العويبد]

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hadi060

نحيا الدنيا بعواطفنا وأحاسيسنا..، قد نهمس لها وهي لا تسمعنا، او تهمس لنا ونحن عنها تائهون، وقلما تسمعنا ونسمعها، من القلب إلى القلب..
لعمري ذاك حال العواطف والحب، قد أحبها حبا لا يفنى، وقد لا تراني إلا كما يرى المرء حبة الخرذل!.. وقد تكون هنا..، هناك..، في مكان ما من هذا المكان والزمان من تحسني، تشعرني، أسكنها، لكنني عنها تائه، أهوى عذابي..
حينما يغلبنا حب البشر للبشر، ويرانا الإله غرباء في هذه الدنيا، ونحن نحسبنا ملوكا في الحب، ملوكا في الشقاء، ملوكا في السعادة، أو ملوكا في التعاسة..، ننسى أن دمعنا ما كان ليكون إلا له، وأن حبنا ما كان ليكون إلا له، وأن حبنا للمحبوب يجب أن يكون لأجله..
حقا أراني انثر الكلام نثرا، لا أعرف ما تهمس به العبارات القادمة، تماما مثلي مثلك يا هشام، انت تترقب سطوري، وأنا أنتظر أفكاري، فنمض معا رفقة السطر والكملة، عساني انطق بما من شانه أن يضمد الجرح..
فتاتك أيها الغالي أنت زرعت حبها في قلبك، جعلته ينمو ويكبر، وخلت أن زهرها سيملأك عطرا، لكنك لم تجن ثمار ما زرعت.. وما يؤلم هو أنها ليست الملامة.. فلربما كانت تنتظر غيرك ليرويها، أو ربما هناك من ترفرف له جناحاها، كما أنت ترفرف لها جناحاك، فلا هو يراها، ولا هي تراك، رغم الصراخ والعويل، وتمضي الحكاية...
كلمات قاسية أخي هشام من أخيك، مني.. لكنه الزمن..
أخي الحبيب:
خذ زادك من الإيمان، واجعل الله متربعا على قلبك، وأحب لله، حينها فقط سيحبك الكل، وقد تهيم محبوبتك ولعا فيك.. لأن الحب والعواطف وكل ذلك وغيره بيد الله..
أتعلم يا هشام؟ أنا لم يسبق لي قط أن بادرت إحداهن بحبي ومشاعري ولو أحسست وبلغ مني الإعجاب أو الحب مداه، لأنني أعتقد بأنني إن أنا بادرتها به، حينها قد تقبلني، لكن لست أنا من قد تحلم به، فإن ظهر يوما من طالما حلمت به هجرتني، وحينها سأكون انا من يقاسي..
أحبُ ربي حبا كبيرا وإن قصرت، فيلهمني الله القبول من خلقه، فلا أغتر ولا أتكبر، ولكن أحمده ما استطعت وأشكر فضله، لأننا في نهاية المطاف: ما خلقنا إلا لنعبده..
أخي الحبيب،
تابع مسيرك، واعمل بقولة سمعتها في شريط وأراها حكمة ودوما أرددها:
إذا أردت شيئا بشدة فأطلق سراحه، فإن عاد إليك فهو ملك لك إلى الأبد، وإن لم يعد إليك فهو لم يكن لك من البداية..
أعلم بأنك لا تستطيع النسيان، ولكن هناك حبيب لو نحبه لأنسانا كل الهموم..
اعذرني أيها الغالي إن بدت كلماتي غريبة، رثة، فتلك سجيتي قد أطلقت عنانها في ردي هذا، وتلك أنغام مبعثرة عزفتها لك بقلبي، فاسمعها بقلبك قبل أذنك..
حفظك الله من كل هم..
مني لك أرق تحية..

صدقت أخي الغالي هادي..
ربما شعرت بقيمة نصيحتك للأخ هشام و التي تكفي عن ألف وصفة من طبيب نفسي..
لأنني مررت بظروف صعبة مثل ما مر به أخي الغالي هشام فأنا مقدرة له ما يعاني منه..
و لكنني أحمد لله على كل حال و أوقن أنه لا يأتي من الله إلا الخير و حبنا لله هو أهم من كل شي فمحبة الله و رضاته عنا تكفينا عن كل حب في هذه الدنيا التي كل شي فيها للفناء
أعود و أشكرك مجددا أخي الغالي هادي
و لك مني كل التقدير و الإحترام!