الموضوع: وهم العروبة
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2010, 17:45   #1
معلومات العضو
خالد زريولي
نجم الأمل
الصورة الرمزية خالد زريولي








خالد زريولي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي وهم العروبة




اقتباس:
هل هو وهم نعيشه كلنا أم خطة ذكية ممن يريد لنا الشتات والفرقة.. والخنوع؟؟
خالد زريولي
يتحدث كثيرون عن ضرورة اتحاد العرب وتعاونهم، ويبذلون جهودا مضنية من أجل تحقيق هذا التلاحم (ولا أقصد من يمثلون أنهم يناضلون من أجل هذا الهدف) لكن، ألا يرون أنهم يبذلون الغالي والنفيس لمصافحة يد السراب؟ لا أقصد بكلامي أن الوحدة العربية لن تتم.. بل بإمكان العرب أن يحققوا هذه الوحدة وإن لم يكن على المدى القريب (ولا حتى المتوسط)، لكني أقصد أنهم وإن فعلوا فلن يحققوا النصر..



أجل، لم تكن العروبة سببا في الاجتماع والوحدة والنصر على مر العصور:

في الجاهلية، كان العرب قبائل متطاحنة لم تشفع لهم عروبتهم لوقف الدماء المهرقة بين القبائل، بل ولم تقو العروبة على جيش أبرهة وجيوش المسلمين من بعده، ولم يعرف عن أحدهم أنه اخترع جهازا أو نفع أمته بعلم، غير اشتهارهم بالشعر الذي كانوا يلقونه على السليقة.

في العقود الماضية، لم ينتصر المغرب على المحتل تحت لواء العروبة، فلو كان لما تدخل الشهيد عبد الكريم الخطابي وابنه والعظيم موحى أوحمو الزياني وابنته وكل القبائل الأمازيغية التي ناضلت ببسالة إلى جانب العرب.

في مصر، عندما كان الشعار "الله أكبر" في حرب رمضان (أكتوبر 1973) ألحق الجيش المصري وأخوه السوري نصرا لا زال يذكر، عكس ما حدث في 1967 عندما تم العزف على أوتار القومية والاشتراكية والثورية، فلم ينفع لا بر ولا بحر ولا جو.



الأمثلة كثيرة لمن تأمل.. لكن السؤال هو: هل من متأمل متدبر؟؟

سبب النصرة واضح جلي، ومن عزاه إلى ما دون الإسلام (الذي يجمع بين العلم والعمل)، من قبلية أو عرق... الخ فهو مخطئ.

لنرتحل إلى ماليزيا وأندونيسيا ونشاهد التطور العجيب الذي يحدث هناك: تطور قد يشبه ما يحدث بأوربا والغرب لكنه أفضل منه بكثير، وإن لم يصل إلى مستوى الغرب من حيث التقنية. لأن هذا الأخير يعرف خللا صار واضحا للجميع على المستوى الاجتماعي والأخلاقي، بينما نجد عند أصحاب العيون الصغيرة (والفكر المتنير) جهودات كبيرة للحفاظ على اللُّحمة المجتمعية، وأعمالا جليلة تنم عن تآزر وتضامن كبيرين. بلاد أتاتورك العلمانية، ذاع صيتها في العالم بعد وصول أحفاد العثمانيين إلى السلطة.. كل هذه الدول، ونماذج أخرى، لم تسع إلى نيل العون من العروبة مصدر الفخر، وإنما من دين ثبت أنه مصدر العزة.

الغرب المتقدم وجد الحل في النظام الاقتصادي الإسلامي للخروج من الأزمة الاقتصادية، وإن لم يعترف بذلك، فتخفيضه نسبة الفوائد على الديون بل وإعفاء البعض منها (حسب شروط معينة) ما هو إلا اعتراف بأن الحل هو في اجتناب الربا.

حتى اللغة العربية نالت نصيبها من الذل عندما ربطت بالقومية.. فكم من إعجاز بياني وكم من روعة في الوصف ودقة في التعبير تميزت به اللغة العربية عندما اهتم بها المسلمون وربطوها بدينهم، حتى اقتحمت كلماتها قواميس العجم لما بدؤوا بترجمة الكتب... لكن حالها الآن (لارتباطها بالعرب) مؤسف حقا.



هذ الأسطر ليست جلدا للذات، وإنما محاولة لإيقاظ بعض الغافلين ممن يهمهم الأمر.



التوقيع