عرض مشاركة واحدة
قديم 21-10-2010, 22:06   #2
معلومات العضو
لوكيلي وردة
أمل قادم
الصورة الرمزية لوكيلي وردة







لوكيلي وردة غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي

لم تخطئي عندما وضعت تساؤلك بهذا القسم بدل حلول ومشاكل ، لأن الإغتصاب ليس حالة فردية منوطة بشخص دون آخر ، بل هي مرض يمكن أن يحصل لأي أحد دون استثناء طالما يوجد بالخارج ذئاب تعوي لجوعها الشديد إلى لقمة طرية تروي ظمأها القديم .
واستفسارك عن شعور المغتَصب نفسه بالتقزز والقذارة ، فهو شعور طبيعي لكن ليس من نفسه وإنما تجاه كل ما هو ينتمي إلى غيره من المحيطين به ، وإحساس الدونية ينشأ مع الزمن لترسب الألم بداخله ، بحيث يلوم القدر الذي ساق هذا الوحش المفترس إليه ولا يجد جوابا شافيا على سؤاله ؛ لماذا هو بالضبط عليه أن يدفع ثمن خطيئة لا يد له فيها ، لماذا عليه أن يتعايش مع جرح مفتوح لبقية حياته ، ويفقد صلته بالآخرين
بعدم الوثوق بهم حتى وإن شاء ، وأيضا يتخذ مكانا قصيًّا منهم لخوفه من عدم تقبله بعد كل ما حصل له كإنسان كامل له ذات الحقوق والكرامة دون أن يتم نبذه وإقصاؤه بتحميله ذنبا لم يقترفه هذا من جهة
لكن ليس علينا تعميم أن الإغتصاب جريمة من طرف واحد ، فأحيانا يكون للضحية دور
مثلا الأسبوع الماضي أخبرتني سيدة من معارفنا عن حادثة اغتصاب فتاة أمام البناية التي تقطن بها ، بحيث أن فتاة تدرس بالثانوية كانت واقفة مع شاب بالثلاثينيات على حد قولها وكان يبدو عليه مظاهر الثمالة وعلى مقربة منهما صديقتها وصديق الآخر ، المهم بعد آذان المغرب جاءتها صديقتها تطلب منها الإنصراف لأن الليل قد أسدل ستاره لكنها أبت بطلب من صديقها الثمل فذهبت لوحدها تاركة إياها مع الشابين ، إلى ما بعد العشاء حيث بدأ المطر بالهطول وهي كلما همت بالذهاب منعها صديقها تحت أية ذريعة إلى أن تجاوزت العاشرة ليلا حيث على ما يبدو كانت قد وعدته بمرافقته يوما ولم تمتثل لوعدها وهو كان يصرخ بأن تذعن له وإلا قتلها وعندما أحست بالخطر المحدق بها دفعته وحاولت الهروب والإستغاثة بسكان المنطقة بالوقت الذي لحق بها الشابين وقاما بقيادتها إلى خرابة مهجورة وعندما حاول حارس البناية تقصي ما يجري أشهر أحدهما الخنجر في وجهه وطلب منه أن يشتري عمره ولا يتدخل لأن الفتاة تخص صديقه وكانت تبتز ماله بطلباتها ومواعدتها له واليوم آن لها أن تدفع بالمقابل ، وهكذا تراجع الحارس وتم انتهاك الفتاة من قبل الشابين ، وفي الصباح تم إدخالها للمستشفى بحالة مزرية فلم يكتفيا باغتصابها وإنما قاماب تشويهها أيضا ، وهنا لا نقول أنها ضحية لكنها من أساء إلى نفسها أولا بحيث لم تعرف أن من يلعب بالنار لا بد أن يحترق .
ومن هنا ، أتمنى ألا تستهتر أي فتاة وتعقد علاقات بعيدا عن رقابة الأهل ، معتقدة أنها بوسعها الحفاظ على شرفها وبإمكانها لعب دورها جيداً ، لأن الأمور لا تأتِ على هوى الأفراد دائما ، لكل عطاء أخذ ولكل دَيْنٍ حساب ولكل حساب أجلٌ وإن تأجل فسيم إيفاؤه بعد حين .



التوقيع