عرض مشاركة واحدة
قديم 24-02-2009, 14:46   #1
معلومات العضو
عمر العياشي
أمل مضيء
الصورة الرمزية عمر العياشي







عمر العياشي غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي لا حياة لمن أنادي




إذا ما قُدِرَ لكَ أنْ ترْفََََع سماعة الهاتف لتتصل بحبيبك أو حبيبتك بقريبك أو قريبتك
بذاك أو تلك فإنكَ لا محالة ستكونُ قبالة ثلاثة احتمالات لا غير أَحْلاَهَا أمرَها.
الاحتمال الأول وهو احتمال عادي وطبيعي ومرتقب ومرجو وهو أن تجدَ داك أو تلك ليفتحَ لكَ خط هاتفه لتقتحم غرفته أو غرفتها ولعلك تقتحم قلبه أو قلبها وترى بقلبكَ كيف أمسكت بكَ قشعريرة الهوى وكيف أضحت يداك ترتعش و فمك يتمتم بكلمات قد لا تعرف معناها ولعلك تريد أن تقول لها كل شيء من غير أن تقول لها أي شيء وتترك من بعد لحبيبتك فرصة أن تقدر لا شيء لتنعم بكل شيء.
فكلمات الهوى لا تقال بل يحس بلهيبها.فعندما تخاطب حبيبتك تنتابك أحاسيس وهواجس وخواطر وربما مرت عليك لمحات الفصول الأربعة قد ترتوي بهمسه لتُزْهِرَ لضحكته وقد تجف لصمته وقد تتساقط كأوراق الأشجار في يوم خريفي لصراخه, لكن رغم دلك يبقى هذا هو الاحتمال الذي يتمناه قلبك لأنك ما هَمَمْتَ بالحديث إليها إلا لتكتوي بنارها.
الاحتمال الثاني هو احتمال عادي وطبيعي ومرتقب ولكنه غير مرجو
وهو أن يكون خط هاتفها غير مشغل وربما كانت منشغلة عنك بأمور تبدو لها أكتر أهمية منك وفي هذه الحالة يأتيك صوت عاملة مصلحة الهاتف ليخبرك بصوت عذب ورقيق لكنه بعيد
عن الحنان أن حبيبتك يتعذر عليك الاتصال بها لأن ربما هاتفها غير مشغل ومع دلك تبقى أنت منشغل بها أو ربما كانت خارج التغطية وما تخشاه هو أن تكون أنت ككتلة جسمية تخترقها عواطف نبيلة نحوها أن تكون أنت خارج التغطية فما ارتبطت بها
إلا لتنعم بغطاء رموشها و لتحس بأن لك عين ترعاك ويدا تحن عليك ووجها يضيء لك
ليلك الدامس هذه هي أحلامكَ التي تنعشكَ في أيامِكَ الكئيبة هذه.وربما أنت تتصل بأحدهم إلا لمصلحة فقط أو لأنك تكرهه فقط وربما تحبه فقط وربما كنت تعشقه أكتر من فقط.
الاحتمال الثالث وهو احتمال عادي وطبيعي ومرتقب ولكنه غير مرجو ولا يدخل العقل ولا يستسيغه القلب وهو أن يرن هاتف حبيبك مرات ومرات فتنتعش نفسك بالآمال لكن سرعان ما يأتيك داك الصوت الرقيق والعذب والبعيد عن الحنان ليخبرك أنه يرجو منك أن تعيد الاتصال بحبيبتك فتعيد الاتصال للمرة الثانية لتجد نفس الجواب وتعيد الاتصال للمرة الثانية والعشرون فتجد نفس الجواب ولو أصررت و أعدت الاتصال للمرة الألف فعزائي فيك لأنك لن تجد غير داك الجواب فتسود الدنيا في عينيك رغم أنها ملونة
وتضيق بك الأرض رغم أنك تعلم أن الله خلقها واسعة فسيحة.
على ضوء الاحتمالات الثلاث تدرك مكانتك
وعلى ضوء الاحتمال الثالث تدرك أن لا حياة لمن تنادي
بقلم عمر العياشي



التوقيع
{ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه}