عرض مشاركة واحدة
قديم 31-08-2011, 02:43   #1
معلومات العضو
رانيا على
أمل مضيء
الصورة الرمزية رانيا على







رانيا على غير متصل

آخر مواضيعي

افتراضي التأديب والعقاب




أعزائي وأعزاء الأمل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، سأسوق إليكم اليوم موضوعاً ليس بجديدٍ عليكم ولكنه لتذكيركم ، وبداية القول إن الله عز وجل وضع مبدأ الثواب والعقاب كركيزةٍ أساسيةٍ لا يمكن تجاهلها أو الإستغناء عنها ، والحق أنه بعقابه جل شأنه لنا على ما نقترف من فعالٍ آثمة يُظهر حبه لنا ورفقه بكياننا الذي تعتريه النواقص والشوائب التي لا حصر لها . أي أن عقاب الله لنا لا ينفي رأفته بنا بل يؤكد أنه رحيمٌ يؤدبنا ليقوّم سبلنا لما فيه خيرنا وفائدتنا ، وبالمثل يجب أن نتعامل مع أولادنا فعندما نربي أطفالنا نحاول تعديل سلوكياتهم الخاطئة ليكبروا على أسسٍ سلوكيةٍ سليمة ، والعقاب كطريقةٍ للتأديب يتخذ أشكالاً عديدةً على عكس ما يفهم البعض منا ، فالكثيرون يعتمدون في تأديبهم لأولادهم على الضربِ والإهانةِ وهذا للأسف خطاٌ شائعُ له نتائجه السلبية الخطيرة والتي تؤثر تأثيراً عميقاً على سلوك الطفل ليكبر مشوشاً بمظاهر الشذوذ الإجتماعي وبعض الأمراض النفسية التي يصعب علاجها في الكبر. فأنا على سبيل المثال أتذكر بعض الأخطاء التربوية لأبي وأمي عند عقابهم لي وأنا صغيرة والتي كادت تصيبني بأحد أشكال الفصام في مراهقتي لولا إرادتي القوية على تلاشي آثار تلك الأخطاء الخطيرة ، فالتأديب ليكن أولاً وأخيراً بدافع الحب . أي أنه من الضروري أن أذكر لإبنتي أو ابني مراراً وتكراراً أنني أحبه بالقول والفعل ، حتى حينما أعاقبه على خطأٍ منه يجب أن أُعلمه جيداً بأنني أحبه لذا أعاقبه ليصبح إنساناً جيداً ، والعقاب لا يعتمد على الضرب بل ولا يجب أن يكون بالضرب ، ولكن له أشكال عدة . أولاً يجب أن يعلم الطفل التفرقة بين ما هو خطأ وما هو صواب وذلك بتلقيني له والمداومة على ذلك كلما سنحت الفرصة ، فإن فعل الخطأ غير متعمدٍ أنبهه وإن تكررت فعلته أعاقبه بالتثبيت مثلاً وذلك بأن أرفعه من كتفيه وأقوم بتثبيته على مكانٍ ما من الأرض وأطلب منه بشكلٍ حازم - والحزم هنا هام جداً - أن لا يقوم بفعل هذا ثانية . هذه الطريقة تصلح مع الأعمار الصغيرة فبتثبيتي لطفلي يعلم بأنني المسيطر وأملك القدرة على توجيهه كيفما شئت . كما أن هناك طريقة آخرى وهى بأن أظهر لطفلي مدى غضبي منه لفعلته بأن لا أحدثه لمدة وأكرر ( الحزم عند العقاب مهم ) . أما مع الأعمار الأكبر نسبياً قد أعاقب طفلي بحبسه في غرفة لفترة من الزمن على أن تكون تلك الغرفة غير مخيفة وغير مسلية في الوقت ذاته ، وإن تكرر الخطأ تتكرر وسيلة العقاب وتطول مدتها . أعزائي لا تهينوا أولادكم أو تقللوا من شأنهم سواء في الداخل أوالخارج فهذا ينتج كياناً لا يستطيع الإعتماد على نفسه ومن ثَم الفشل الذريع في الحياة الإجتماعية والعملية على حدٍ سواء ، والأهم أنه يجب أن نتيقن من أن الطفل مشروعاً إستثمارياً ضخماً يجب التعامل معه بحرصٍ شديد ، وليكن الضرب الوسيلة الأخيرة عند تفشل وسائل التأديب الآخرى ، والجدير بالملاحظة عدم الإسراف في إستخدام وسيلة العقاب أياً كانت لئلا يفقد العقاب معناه ، وكما أوصيتكم سلفاً بأن العقاب يجب ألا يكون مهيناً أو جارحاً فعندما أعاقب بالضرب لا أختار مناطق مهينة كالصفع على الوجه أو الضرب على المؤخرة فبهذا يرى الطفل أن جسده لا يمثل أية أهمية لي فينمو لديه مبدأ الإستخفاف بجسده أو ما نسميه إنفصال العقل عن الجسد ، وهذا أمرٌ على قدرٍ كبيرٍ جداً من الخطورة . أعزائي خوفاً من الملالة سأنتهي هنا ولكن وقبل انتهائي أود أن يكون الدافع الوحيد عند عقابنا لأولادنا هو الحب فقط وليس سواه كما أن تربيتنا لهم لا تعتمد على العقاب أولاً وأخيراً ولكنه جزءٌٌ من عملية التقويم النفسي للطفل ، أتمني فائدتكم والله الموفق لي ولكم في تلك العملية الصعبة .



التوقيع
الحَمَاقَةُ فَرَحٌ
لِنَأقِصِ العَقلِ .
أمَّا ذو الفَهمِ فَيُقَوِّم سُلُوكَهُ .