منتديات الأمل

منتديات الأمل (http://www.alamalnet.com/vb/index.php)
-   قسم الحوار الهادف (http://www.alamalnet.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بعيدا عن الغلو في التحليل أو التحريم، إليكم الحكم الوسط للاستماع للموسيقى والغناء (http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=4167)

عبد الهادي اطويل 25-03-2007 22:50

بعيدا عن الغلو في التحليل أو التحريم، إليكم الحكم الوسط للاستماع للموسيقى والغناء
 
أهلا بكم جميعا..
وأنا اتصفح موقع نداء الإيمان جازى الله القائمين عليه خير الجزاء، وبالضبط قسم أرشيف الفتوى وجدت أناسا يسألون عن حكم الاستماع إلى الموسيقى الصامتة من غير غناء، ومنهم من سأل عن حكم الغناء والموسيقى معا، وقد تكلف بالرد على فتاويهم الشيخ أحمد الشرباصي أحد مشاهير الأزهر (رحمه الله و جزاه عنا كل خير)، وقد كان رده جامعا غير مبالغ فأحببت أن أورده هنا كحل للخلاف القائم بهذا الخصوص، وهو حكم وسط عادل.
:roseframe:
يقول الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله ردا على سؤال حكم الاستماع إلى الموسيقى والغناء:
هذا الموضوع قد اختلف فيه الفقهاء قديمًا وحديثًا، فمنهم من قال بأن استماع الموسيقى والأغاني حرام، ومنهم من قال إنه حلال إذا لم يقع معه إثم أو منكر أو فتنة، وقد يكون من الخير أن أذكر مثَلاً لقول القائلين بالتحريم، ومثلاً لقول القائلين بالحِلِّ، ثم نتعرف الطريق المعتدل في الأمر. جاء في كتاب "الاختيار شرح المختار" لابن مودود الحنفي ما نصه: " واستماع الملاهي حرام، كالضرب بالقضيب والمزمار وغير ذلك ". قال عليه السلام: " استماع صوت الملاهي معصية، والجلوس عليها فسق، والتلذُّذ بها من الكفر". الحديث خرج مخرج التشديد وتغليظ الذنب، فإن سمعه بغتة يكون معذورًا، ويجب أن يجتهد ألا يسمعه، لمَا رُوي أنه عليه السلام أدخل إصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع صوت الشبَّابة: وهي نوع من المزمار). وعن الحسن بن زياد: لا بأس بالدُّفِّ في العُرس ليشتهر ويُعلن النكاح. وسئل أبو يوسف: أيُكْرَهُ الدفُّ في غير العُرس(تضربه المرأة للصبي في غير فسق ؟ قال: لا. فأما الذي يجيء منه الفاحش للغناء فإني أكرهه.
وقال أبو يوسف في دارٍ تُسمع منها صوتُ المزامير والمعازف: " ادخلْ عليهم بغير إذنهم؛ لأن النهي عن المنكر فرض، ولو لم يُجَز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة هذا الفرض" اهـ.
وجاء في كتاب "الفتاوى" للشيخ شلتوت الحنفي ما نصه: "الفقهاء اتفقوا على إباحة السماع في إثارة الشوق إلى الحج، وفي تحريض الغُزاة على القتال، وفي مناسبات السرور المألوفة كالعيد والعرس، وقدوم الغائب وما إليها.
ورأيناهم فيما وراء ذلك على رأيين: يقرر أحدهما الحرمة، ويستند إلى أحاديثَ وآثارٍ، ويقرر الآخر الحِلَّ، ويستند إلى أحاديث وآثار، وكان من قول القائلين بالحل: "إنه ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله ولا في معقولهما من القياس والاستدلال، ما يقتضي تحريم مجرد سماع الأصوات الطيبة الموزونة مع آلة من الآلات". وقد تعقَّبوا جميع أدلة القائلين بالحرمة وقالوا: " إنه لم يصح منها شيء..." اهـ.
و قد قرأت في هذا الموضوع لأحد فقهاء القرن الحادي عشر المعروفين بالورع والتقوى رسالةً عنوانها: "إيضاح الدلالات في سماع الآلات" للشيح عبد الغني النابلسي الحنفي، قرر فيها أن الأحاديث التي استدل بها القائلون بالتحريم على فرض صحتها مقيّدة بذكر الملاهي، وبذكر الخمر والقيْنات، والفسوق والفجور، ولا يكاد حديثٌ يخلو من ذلك، وعليه كان الحكم عنده في سماع الأصوات والآلات المطربة أنه إذا اقترن بشيء من المحرَّمات، أو اتُّخذ وسيلةً للمحرمات، أو أوقع في المحرمات كان حرامًا، وأنه إذا سلم من ذلك كان مباحًا في حضوره وسماعه وتعلُّمه وقد نُقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن كثير من الصحابة والتابعين والأئمة الفقهاء أنهم كانوا يسمعون ويحضرون مجالس السماع البريئة من المجون والمحرم، وذهب إلى مثل هذا كثير من الفقهاء.
وإذن فسماع الآلات ذات النغمات أو الأصوات الجميلة لا يمكن أن يحرم باعتباره صوت آلة، أو صوت إنسان، أو صوت حيوان، وإنما يحرم إذا استُعين به على محرم، أو اُتخذ وسيلةً إلى محرم، أو ألهى عن واجب.
وهكذا ينبغي أن يعلم الناس حكمَ الله في هذه الشؤون. ونرجو بعد ذلك ألا نسمع القول يلقى جُزافًا في التحليل والتحريم، فإن تحريم ما لم يحرمه الله، أو تحليل ما حرمه الله، كلاهما افتراء وقول على الله بغير علم: (قُلْ إنَّما حَرَّمَ ربِّيَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ منها وما بَطَنَ والإثْمَ والبَغْيَ بِغَيْرِ الحقِّ وأنْ تُشْرِكُوا باللهِ ما لمْ يُنَزِّلْ بهِ سُلطانًا وأنْ تَقولُوا على اللهِ ما لا تَعلمونَ) (الأعراف: 33 ).
ومن هذا البيان يمكن أن نفهم القولَ الوسط العادل في هذا الموضوع، وهو أن الآلات لا تحرم لذاتها ولكن لما يصاحبه من محرم والأمر الثاني هو عدم الإسراف والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
والله أعلم.
إنتهى كلام الشيخ أحمد الشرباصي رحمه الله.
:roseframe:
نبذة عن الشيخ أحمد الشرباصي:
هو أحمد الشربيني جمعة الشرباصي، المعروف بأحمد الشرباصي أحد مشاهير علماء الأزهر. ولد سنة 1336 هـ 1918 م ، بمحافظة الدقهلية بمصر، التحق بمعهد دمياط الديني سنة 1349 هـ 1930 م وحصل على الشهادة العالية سنة 1363 هـ 1943 م ، ثم حصل على شهادة العالمية وإجازة التدريس سنة 1365 هـ 1945 م، ونال درجة الدكتوراه في الأدب والنقد سنة 1387 هـ 1967 م من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر ، وكان موضوع رسالته رشيد رضا صاحب المنار وظل الشيخ أحمد الشرباصي يعمل في ميدان التدريس، ويخطب على المنابر ، ويكتب في الصحف حتى أنهكه المرض الذي لم يحل بينه وبين مواصلة التأليف . وقد توفي في 4 من شوال 1400 هـ 14 من أغسطس 1980 م .
:roseframe:
المصدر وكما سبق وأشرت: موقع نداء الإيمان.
أرجو من الله أن أكون قد وفقت في هذا الموضوع، ووفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
مني لكم أرق تحية.

عماد أصريح 25-03-2007 23:10

مشكور اخي هادي فعلا فهذا الموضوع شائك و يصعب الحسم فيه ولكنك قد احضرت لنا هذا الموضوع الذي كشف لنا عن مجموعة من الاشياء فشكرا لك اخي على هذا النقل الهادف

عبد الهادي اطويل 25-03-2007 23:12

العفو أخي العزيز سوليتو فهذا واجب، وحقيقة موقع نداء الإيمان موقع مفيد وهام لكل مسلم..
شكرا لعى مرورك الذي أسعدني.
مني لك أرق تحية.

نور الشمس 26-03-2007 15:42

شكرا لك اخي هادي

على نقلك للموضوع الذي يحمل معلومات قيمة

و اتمنى ان يجعله الله في ميزان حسناتك


تحياتي

عبد الهادي اطويل 29-03-2007 15:57

العفو أختي نور الشمس.. نفعنا الله جميعا لخدمة غيرنا بما يرضي الله عز وجل.
في الحقيقة هذا الموضوع هو شائك وقد قيل فيه الكثير، لكنني رأيت أن ما نقلته هو الأقرب إلى الصواب والفطرة ولا يناقض الدين...
شكرا على مرورك أختي الكريمة ومني لك أق تحية..

mustpro 29-03-2007 18:20

شكرا أستادي العزيز على هدا الموضوع الرائــــــــــــــــــــــع جدااااااااااااااااااا

صفاء الروح 31-12-2007 19:29

أفدتنا اخي الفاضل "هادي" يوما عن يوم اعلم أشياء لم اكن اعرف عنها شيئا مع أنني في هذه الأيام الاخير كنت قد قررت عدم سماع الموسيقى و الأغاني بشكل نهائي فالبعض قال لي أنه ليست حرام و البعض قال العكس فاحترت لكن ولله الحمد ساعدتني كثيرا بموضوعك.فشكرا لك

عبد الهادي اطويل 31-12-2007 21:26

الحمد لله أختي صفاء..، قد مضى وقت تمت إثارة موضوع الموسيقى والغناء، وتاهت الردود بين محرم مبالغ في التحريم، ومحلل مبالغ في التحليل، فأحببنا أن نرى الحكم الأقرب إلى الشرع والعقل والفطرة، فكان هذا الموضوع..
بوركت أختي صفاء ومني لك أرق تحية..

غادة العويبد 12-02-2008 20:47

شكرا لك أخي الغالي هادي
جزاك الله خير الجزاء..
كما قالت الاخت صفاء الروح..فإنني أنا في حيرة بالنسبة للإستماع إلى الموسيقى و الغناء..
و في متاهة إختلاف العلماء..و بينما أنا أتصفح النت في حكم الإستماع إلى الموسيقى و الأغاني.. ظهرت لي هذه الصفحة و التي لم أستطيع من قرأءتها التوفيق بين ما جاء في موقع نداء الإيمان و بين ماوجدته..
http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/132.htm
عذرا أخي الكريم..
بارك الله فيك..و جعل ذلك في موازين حسناتك..
تقبل تحياتي..و تقديري..

عبد الهادي اطويل 12-02-2008 21:14

أهلا بك أختي الغالية غروب،
اعلمي أختاه بأن موضوع حكم الاستماع إلى الأغاني والموسيقى قد تناقش فيه الكثيرون وتجادلوا، ولقد فتحنا موضوعا ناقشنا فيه هذا الأمر أيضا في هذا الموضوع الذي كان فتحه أخي حفيظ مشكورا:
http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=3157
ولو أن المتناقشون كانوا قلة، إلا أن هناك من الأمور ما يمكن أن تفيذ، وأنا شخصيا أمقت التشدد والتعصب، لأن الدين أصلا يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، لذلك بحث عن الحكم الذي رأيته وسطا..
ربما أنصحك بالاطلاع في الموضوع الذي منحتك رابطه إلى قول الإمام الغزالي الذي يلقب بحجة الإسلام، ففيه من الدين والعقل والمنطق ما يجعل قراءة قوله متعة ويبث الطمأنينة..
بالنسبة للرابط الذي منحتني أختاه، فهو واحد من أقوال عدة، ولذلك بحثنا عن أقوال مختلفة وحاولنا تجنب التعصب ما أمكن..
شكرا على اهتمامك أختي، ووفقك الله لما يحب ويرضى..
مني لك أرق تحية..


الساعة الآن 15:45