منتديات الأمل

منتديات الأمل (http://www.alamalnet.com/vb/index.php)
-   قسم الحوار الهادف (http://www.alamalnet.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الرياء (http://www.alamalnet.com/vb/showthread.php?t=15620)

رانيا على 22-05-2013 11:04

الرياء
 
يرى الكثيرون منا أن الشرف والكرامة يتمثلان فيما ظهر من تصرفاتٍ وسلوكياتٍ ، وكما هى عادتنا المقيتة نهتمُ بالظواهرِ دون إجهاد أنفسنا بالنظر ولو لبُرهةٍ إلى بواطنِ الأمور . الحق أنني عندما نويتُ مشاركةِ اخوتي وأخواتي بما يجول بخاطري فيما يختصُّ بهذا الأمر لم أكن أدري كيف سأقوم بتهيئةِ نقاشٍ هادفٍ على قدرٍ كبيرٍ من الأهميةِ كالذي أحاول فعله الآن ، لكنني موقِنةٌ من صحةِ أمرٍ جوهريٍ ألا وهو تبادل الأفكار ، إذ أن تبادل الأفكار حول موضوعٍ أو مبحثٍ ما يساعد المرءَ منا على الوصول إلى لُبِّ ذاك الموضوع والوقوف على أُسسه بعد تحليله تحليلاً محايداً موضوعيّ ، كما تتطلب منا تلك العملية - أقصدُ تبادل الأفكار - مشاركة بعضنا البعض المعلومات والآراء بشكلٍ غير متكَلِّفٍ لبلوغ حالة التواصل النافعة البنَّاءة التي نبتغيها جميعاً عند تناول وتفنيد موضوع ما ، وأنا أرى كأحدِ أعضاء الأمل أن هذا ما - يجبُ أن - نتميز به عن الآخرين في نقاشاتنا التي لطالما كانت - وستكون - هادفةً بنَّاءةً ومفيدةً . أيضاً أرى أن أفكار أمثالنا من الشباب الواعي بما يحيطه من سماتٍ لمجتمعاتنا العربية في عصرٍ غريبٍ - نوعاً ما - تُعدُّ مقومات لنظرياتٍ فلسفية وحياتية يقضي الفلاسفةُ في الركضِ دونها دهراً ، ولذا أطلب في مودةٍ من كل من يمرّ من أعضاء الأمل على طرحٍ - لي أو لغيري - أن يتداخل بشكلٍ فعّالٍ بإبداءِ رأيٍ - ذلك في حال إهتمامه(ها ) بهذا الطرح - لفائدة كاتب الفكرة ومتلقيها على حدٍ سواء ، ,اظنُّ أن مؤسسي الأمل الموقرين كانوا - وما زالوا - يهدفون إلى ذلك كما الحالُ أيضاً بالنسبةِ لأعضاءِ الأمل ومرتاديه الكرام .
أحبتي وأعزائي وددت بتلك السطور السابقة حث نشاطنا الذي بات لفترةٍ من الزمن خافتاً لا يظهر على صفحات الأملِ إلا قليلاً ، واليوم أردتُ مشاركتكم نقاشاً عن الرياء الذي يتوغلُ في سلوكنا دون أن ندري ماهي أسبابه وطرق علاجه وستفيدني جداً آرائكم حول هذا الإنحراف السلوكي . يتمثلُ الرياءُ بمفهومهِ البسيط في سلوكٍ نابعٍ من فردٍ - أو جماعةٍ -يختلف عما أضمر(وا) لمجاراةِ الأحداثِ المحيطة به(م) أو لإظهارِ صفةٍ معينةٍ يرغب(ون) عن طريقها تكوين فكرة معينة لدى المحيطين حول مذهبه(م) أو وضعه(م) سواء كان إجتماعياً أخلاقياً دينياً أو سياسياً ، وما الرياء إلا ضرباً من الكذب ولكن بمفهومٍ أكثر شموليةٍ من مجرد الكذب ، فمن يكذب فباللسانِ يفعلُ بينما المرائي يكذبُ قولاً وفعلاً فهو يُظهرُ ورعاً وتقوى ومن الداخلِ يتشبعُ خُبثاً وفساداً ، وأعتقدُ بأن هذا كذبٌ على النفسِ قبل أن يكون موجهاً للآخرين ، والأصلُ أعزائي أن من ينتهجُ ذلك السلوك المُشين يهدف من وراءه هدفاً خبيثاً دائماً وأبداً لا يتفقُ مع الأخلاقيات والضمير كما لا يمُتُّ لديننا الحنيف بصلةٍ ، ويعدُ الرياء وسيلةً لغيره من الذنوب التي تتراكم عواقبها على رأسِ صاحبها إلى يومِ القيامةِ ، كما أنه يحتوي على مصيبةٍ عُظمى - وهي أُسُّ بلائنا نحن البشر - إذ أن المرائي يجهلُ أو يتجاهل وجود الله تعالى في حياته وإطّلاعه على مايقوم به من تصرفاتٍ تخفى عن عيون الناس طُراً ، وهو - في غباءٍ شديد الخطورة - بهذا يخشى رؤية الناس لحقيقة سلوكه الملتوي بينما لا يخاف الله جل شأنهُ وهو سبحانه بكلِ شئٍ عليم .
إن كل مشكلة تنمو وتزدهر بناءً على مدى توافر أسبابها ، وكما نعلمُ جميعاً أن المشاكل السلوكية يصعبُ حلها كلما وهبنا لها مناخاً مواتياً فتغلظ وتمتد جذورها عميقاً لتغدو أعقد يوماً فيوم
أتمنى مشاركاتكم المفيدة لمحاربة ذلك الداء المُميت


الساعة الآن 23:39